#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
إستقتلتمْ ثم استقلتمْ!
كلُّ الاصدقاءِ من النوابِ الذين استقالوا من المجلسِ النيابيِّ ومنهم نعمت افرام، هنري حلو، ميشال معوض، سامي الجميل، نديم الجميل، الياس حنكش، بولا يعقوبيان، وصديقُ العمرِ مروان حمادة.
أحدكم يخرجُ ليقولَ : " المجاعةُ آتيةٌ " ! " مش قليل يا سعادة النائب السابق نعمت افرام ، اكتشفت البارود " ، فماذا فعلتَ غيرَ النَّعيِ بأنَ المجاعةَ آتيةٌ؟
مَن قالَ لكم إن خيارَ الإستقالةِ هو الخيارُ الأسلمُ؟
الشعب أعطاكم وكالةَ تمثيلهِ بالتصويتِ لكم في صناديقِ الإقتراعِ، فكيفَ تتخلَّونَ عن هذهِ الوكالةِ من تلقاءِ انفسكم بدلَ المطالبةِ والمحاسبةِ لاستردادِ الاموالِ المنهوبةِ.
هذا هروبٌ ! تعرفونَ ان الشعبَ في مجاعةٍ فتتركونهُ على قارعةِ الطريقِ وتهربونَ وتتهرَّبون ،
وتُبشِّرونَ بالمجاعةِ ،بدلَ الاصرارِ بكلِّ ما لديكم لاستعادةِ المالِ المنهوبِ والمسلوبِ، ولديكم صفةُ التمثيلِ عن الشعبِ وهذا السببُ الاوحدُ للمجاعةِ:
الهدرُ والفسادُ..
***
بعضُ المستقيلين قد يكونُ عذرهم معهم لأن العينَ بصيرةٌ واليدُ قصيرةٌ .
بعضهم أنعمَ اللهُ عليهم بخيراتٍ بالملياراتِ ، وأحدثُ صفقةٍ قامَ بها كانت بيعَ حصصٌ له في شركاتٍ أميركيةٍ درَّت عليهِ ما يقاربُ المليارَ دولارٍ ،
" صحتين " هذا تعبهُ ، لكن هذا الأمرَ يجبُ الاّ يكونَ ذريعةً له ليتهربَ من مسؤوليتهِ تجاهَ الناسِ الذين أعطوهُ الوكالةَ ليكونَ ممثلاً لهم في الندوةِ البرلمانيةِ، والوكالةُ تنتهي بعدَ سنةٍ وشهرين ، فلا يحقُ لهُ ان يُمزِّقَ الوكالةَ قبل انتهاءِ مدتها لأنَ في ذلكَ تخلياً عن منتخبيه .
***
وهنا نسألُ مع الذين يسألون : ألم تكونوا تُدرِكونَ المصاعبَ قبل دخولكم في غمارِ الانتخاباتِ النيابيةِ؟ ألم تكونوا تُدركونَ ان التغييرَ لا يتحققُ بشطبةِ قلمٍ .
ونقولُ لكم أكثرَ من ذلكَ مع كلِّ الاحترامِ والتقديرِ، منذ استقالتكم الى اليوم، ماذا حقَّقتمْ غيرَ التصريحاتِ والتبريراتِ ؟
ما هكذا يكونُ العملُ العامُ والشأنُ العامُ .
***
هناكَ مليونُ وسيلةٍ للتعبيرِ عن الغضبِ وللتعبيرِ عن الإحتجاجِ على الأوضاعِ الراهنةِ ، غيرُ الإستقالةِ .
لماذا لم تُشكِّلوا جبهةً برلمانيةً تعترضُ وتُعارضُ وتُصوِّتُ عكسَ ما هو سائدٌ ؟
هل تتذكرونَ " لائحةَ الشرفِ " التي رفضتِ التمديدَ للرئيس لحود ؟
أعضاؤها لم يستقيلوا احتجاجاً بل سجَّلوا احتجاجاً واستمروا نواباً .
لماذا لم تكونوا مثلهم ؟ لو استقالوا لَما كانت هناكَ " لائحةُ شرفٍ " ولكانَ التمديدُ مرَّ مرورَ غيرِ الكِرامِ .