#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منْ البيانِ "الاستعماريِّ" للبرلمانِ الاوروبيِّ حيالَ لبنانَ، والذي طبَّلَ لهُ بعضُ اللبنانيينَ،
متناسينَ لغمَ النازحينَ السوريينَ الاساسيَّ فيهِ،
إلى كلامِ السفيرةِ الفرنسيةِ آن ماري غريو في احتفالِ الرابعَ عشرَ من تموز، والذي شكَّلَ صدمةً غيرَ مسبوقةٍ في تاريخِ العلاقاتِ الديبلوماسيةِ بينَ الدولِ،
يُضافُ إليهِ "حفلةُ" الأذلالِ،
التي تعرَّضَ لها المدعوونَ على مدخلِ السفارةِ الفرنسيةِ خلالَ إجبارهمْ على المرورِ جميعاً تحتَ آلاتِ التفتيشِ منْ رؤساءَ ووزراءَ وقياداتٍ امنيةٍ.
تبدو الدولةُ اللبنانيةُ تحتَ سندانِ الضربةِ تلوَ الضربةِ لتأكيدِ معاييرِ عجزها وفشلها وغيابِ هيبتها وتسيُّبها.
فالدعوةُ الاوروبيةُ الى نزعِ سلاحِ حزبِ اللهِ مع المعرفةِ التامةِ بعجزِ الدولةِ اللبنانيةِ عن ذلكَ،
وهي سبقَ لها كدولٍ أن ميَّزتْ الحزبَ وحاورتهُ، امَّا الدعوةُ لوضعِ عقوباتٍ على اللبنانيينَ الفاسدينَ، فأينَ كانتْ اوروبا، مصارفَ ومؤسساتٍ،
منْ منعِ اموالَ الفاسدينَ المحوَّلةَ إليها ورفضَ استقبالها؟
ولماذا ارضى البرلمانُ الاوروبيُّ، اللبنانيينَ المعارضينَ ببيانٍ حولَ العقوباتِ،
فيما ادرجَ اكبرَ لغمٍ في بيانهِ، يتعلقُ بابقاءِ النازحينَ في لبنانَ، فيما تسعى كلُّ اوروبا إلى وقفِ هجرتهمْ إليها؟
***
ألم يدفعْ هذا البلدُ ما فيهِ الكفايةَ ثمنَ تسوياتِ الخارجِ على ارضهِ؟
وها هو اجتماعُ الدوحةِ ينعقدُ بغيابِ لبنانَ ليقرِّرَ عنْ لبنانَ مصيرَ شعبهِ ورئاستهِ وعملتهِ ومؤسساتهِ..
فيما اللبنانيونَ ينقسمونَ بينَ مرحِّبٍ ومعارضٍ..
هذهِ الوقاحةُ لم تكنْ لتتمَّ لو كان عندنا مسؤولونَ غيرُ مرتهنينَ للخارجِ واسيادَ قراراتهمْ،
وإلاَّ فماذا يعني ان لا يُعلِّقَ رئيسُ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ "النجيبُ" على بيانٍ ينتهكُ سيادةَ لبنانَ؟
هلْ يخافُ على مصالحهِ في اوروبا منْ عقوباتٍ تطالهُ وتطالُ عائلتهُ؟
وكيفَ على سبيلِ المثالِ مثلاً،لا ينسحبُ كلُّ اللبنانيينَ المشاركينَ في احتفالِ السفارةِ الفرنسيةِ،
عندما سمعوا حفلةَ "التمنينِ" الفرنسيةِ وتربيحِ "الجميلي" والتوبيخِ من السفيرةِ الفرنسيةِ.
***
بلدٌ يعيشُ في الذُلِّ لأنَ بعضَ حكامهِ وشعبهِ ارتضى الذُلَّ. وبلدٌ يعيشُ في الكذبِ والتدجيلِ لأنَ بعضَ حكامهِ ومسؤوليهِ ارتضوا الكذبَ.
وآخرُ ابداعاتِ الكذبِ والتذاكي تصاريحُ نوابِ حاكمِ مصرفِ لبنانَ المنتقدةِ لصيرفةٍ ولاداءِ حاكمِ المركزيِّ على مدى سنواتٍ.
فماذا كانَ يفعلُ هؤلاءُ، ولماذا لم يعترضوا، وهلْ كانوا فقط يجلسونَ لاقتناصِ مغانمِ مصرفِ لبنانَ؟
نحنُ موعودونَ كما كتبنا قبلَ اسابيعَ بمنصَّةٍ جديدةٍ يكونُ فيها الدولارُ فالتاً في السوقِ تِبعاً للعرضِ والطلبِ...
***
فالى أينَ سيطيرُ الدولارُ، وكيفَ سيحلِّقُ؟ وأينَ ستُصبحُ الاسعارُ في السوبرماركت ومحطاتِ الوقودِ والصيدلياتِ والكهرباءِ والاتصالاتِ وماليةِ الدولةِ؟
وهلْ شعبويةُ هؤلاءِ الموظفينَ وامنياتُهمْ بإحداثِ "فروقاتٍ" ستكونُ على حسابِ الناسِ...
منْ قالَ ان هذا ليسَ في سياقِ التحضيرِ لسيناريوهاتٍ دراماتيكيةٍ، قد تكونُ مقدمةً لإحداثٍ على الارضِ تُوصِلُ الى رئيسٍ للجمهوريةِ على الحامي..
وأنْ نوابَ الحاكمِ همْ جسرُ عبورٍ للرئيسِ الجديدِ!