#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على وقعِ الاخبارِ السريعةِ التي تصلُ إلينا عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ وتُشعلُ هواتفنا كلَّ لحظةٍ، نعيشُ انتظاراً قاتلاً...
وإنْ تراجعتْ حدَّةُ الاسئلةِ حولَ "إذا في حرب أم لا"،
لكنها لا تزالُ في اذهانِ الناسِ القلقينَ والمنتظرينَ والخائفينَ حولَ الغدِ، ولا سيما انباءُ المناطقِ الحسَّاسةِ في الضاحيةِ الجنوبيةِ وبيروت والبقاع والجنوب وكلِّ المناطقِ الحيويةِ التي يُمكنُ استهدافها إذا ما حصلتْ الضربةُ...
ولعلَّ منْ استفادَ في هذهِ المرحلةِ همْ اصحابُ الشققِ المفروشةِ او الشاغرةِ والتي كانتْ قد ودَّعتْ السيَّاحَ والمغتربينَ،
فأذا بها تستقبلُ النازحينَ منْ المناطقِ الساخنةِ او مناطقِ التماسِّ إذا صحَّ التعبيرُ، وقد ارتفعتْ الاسعارُ بشكلٍ جنونيٍّ وبشكلٍ استغلاليٍّ لا يقبلهُ أيُّ عقلٍ.
***
ولعلَّ السؤالَ الاساسيَّ اليومَ:
ومع الخطةِ الاسرائيليةِ الجديدةِ بتوغلاتٍ برِّيةٍ مفاجئةٍ ومحدودةٍ داخلَ قطاعِ غزة وليسَ عمليةً برِّيةً واسعةً...
لماذا حزبُ اللهِ لا يزالُ ساكتاً؟
ومع حِرصنا الشديدِ على عدمِ ادخالِ لبنانَ في الصراعِ الدمويِّ الخطيرِ نظراً لِما سيكلِّفهُ ويُكلِّفنا جميعاً ذلكَ وسطَ الإنهيارِ،
هلْ أتخذَ حزبُ اللهِ قراراً بالانكفاءِ والاكتفاءِ بالردِّ على عملياتٍ تَحصلُ ضدَّ مواقعَ لهُ في لبنانَ، بحيثُ تبقى اللعبةُ محصورةً؟
وهلْ سقطتْ معادلةُ وحدةِ الساحاتِ التي لطالما نادى بها الحزبُ،وأينَ شعارُ تحريرِ فلسطين؟
اسئلةٌ مشروعةٌ تُطرحُ في ظلِّ عزلةِ حماس التي تُركتْ وحيدةً في المعركةِ وقد أُتخذَ قرارُ تصفيتها،
بعدما برزتْ سيناريوهاتٌ عديدةٌ حولَ وقوعها "بفخِّ" العمليةِ التي خرجتْ منها منتصرةً،
ولكنْ أينَ وكيفَ ستستثمرُ هذا الانتصارَ، هلْ في مدينةٍ محروقةٍ ومدمَّرةٍ،أم على شعبٍ سقطَ لهُ حتى الساعةَ الافُ الشهداءِ والجرحى، ودُمِّرتْ ارزاقهُ؟
***
وفي نهايةِ المطافِ ليستْ هي منْ ستجلسُ على طاولةِ المفاوضاتِ عندما تحينُ التسويةُ.
نعيشُ في انتظارِ الاجاباتِ عن الاسئلةِ الصعبةِ التي تطرحُ،والشعبُ بدورهِ ينتظرُ قراراتٍ في الغرفِ السوداءِ المقفلةِ...
وعليهِ، نغرقُ اكثرَ فاكثرَ في الإنهيارِ اللبنانيِّ الذي لا مثيلَ لهُ مع فارقٍ بسيطٍ هو سببُ استمرارِ الاستقرارِ في سعرِ صرفِ الدولارِ رغمَ كلِّ ما يجري.
سؤالٌ بديهيٌّ آخرُ يُطرحُ؟