#الثائر
قالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"وكالة أخبار اليوم" ان المواجهة سعيا لقيام دولة فعلية في لبنان تتطلّب تعبئة كل الطاقات اللبنانية في الداخل والخارج معا، وآليات الضغط لا يجب ان تنحصر في جانب معيّن أو مجموعة محدّدة، إنما من الضروري ان تشمل كل مواطن لبناني يريد ان يستقر وطنه في إطار دولة طبيعية لا أولوية لشعبها خارج إطار الأولوية اللبنانية.
واعتبرت المصادر ان هناك من يريد ان يحصر التعامل مع الاغتراب بالشق المالي وبالتالي حصر دورهم بالمساعدة المالية تجنبا لدورهم السياسي بسبب ان هذا الدور سيادي بامتياز، فيما "القوات" تتعامل مع الجسم الاغترابي كأي جسم لبناني لا ينفصل دوره السياسي عن الأدوار الأخرى، وتدفع باتجاه مزيد من تسييس هذا الجسم باعتبار ان البعد الجغرافي واختلاف التوقيت وخصوصية كل بلد وتوزُّع الاهتمامات والانشغالات قد تجعل المغترب يبتعد لا شعوريا بحكم الضغط والانشغال عن الواقع اللبناني، وهذا ما يدفعها إلى تفعيل قنوات التواصل تفعيلا لدور شكل ويشكل رافعة من رافعات لبنان الأساسية.
ورأت المصادر ان هدفها الأساس هو رفع منسوب التسييس السياسي كون الإيمان بالقضية اللبنانية يشكل المدخل لتعبئة الطاقات خدمة لهذه القضية، وإشراك الجسم الاغترابي في الانتخابات النيابية كان مطلبا من مطالبها الأساسية، لأن الانتخابات تقرِّب المغترب من بلده وبلدته وأقربائه ومحيطه وتجعله معنيا بالتغيير المباشر والمشاركة الفعالة، ويشعر ان دوره ليس ATM، إنما شريك في صناعة التغيير كأي مواطن لبنان له الحقّ بالاقتراع للكتلة التاريخية القادرة على تجسيد تطلعاته، فضلا عن التغيير يبدأ بالسياسة، والدعم هو من باب الصمود الضروري للشعب اللبناني، إلا ان قيام الدولة الفعلية يشكل وحده المدخل لوطن آمن ومستقر.
وذكّرت المصادر بان "القوات" تعوِّل كثيرا على دور الاغتراب السياسي من زاويتين أساسيتين: الزاوية الأولى كون لا حسابات محلية لديه ولا يخضع للتهديد والوعيد وقوى الأمر الواقع، وبالتالي حساباته المصلحة اللبنانية العليا فقط لا غير، والزاوية الثانية قدرته في التأثير على القرارا الخارجي من خلال العلاقات والصداقات ومجموعات الضغط بشرح طبيعة الأزمة اللبنانية ودور الخارج في حلها من زاوية الالتزام بالشرعية الدولية.
وقالت المصادر انه من هذا المنطلق بالذات تعقد "القوات" المؤتمرات في الخارج وتتواصل مع الاغتراب القواتي كتواصلها مع "القوات" في الداخل من دون تفرقة ولا تمييز، وفي هذا السياق بالذات تنظِّم "القوات اللبنانية" في الولايات المتحدة وكندا مؤتمرها السنوي الرابع والعشرون 24 في واشنطن تحت عنوان "الوفا للبنان الصامد"، وذلك برعاية رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ممثلا بعضو كتلة القوات اللبنانية النائب بيار بو عاصي وحضور وفد رسمي حزبي من لبنان يتضمن الأمين العام للحزب الأستاذ إميل مكرزل، والأمين المساعد لشؤون الانتشار النائب السابق عماد واكيم.
وأوضحت المصادر ان أعمال المؤتمر الذي سيستضيفه هذا العام مركز القوات اللبنانية في واشنطن تبدأ يوم الجمعة في 21 نسيان وتتواصل في 22 و 23 منه، وتتركّز محاور هذا المؤتمر على عنوانين أساسيين:
أولا، العنوان الحزبي حيث سيُصار إلى بحث مختلف الشؤون الحزبية في كل المراكز التي تقع في نطاق الولايات المتحدة الأميركية وكندا، ومناقشة برنامج العمل للسنة المقبلة، وتقييم ما تمّ إنجازه طوال فترة المؤتمر السنوي السابق وما حققه من نتائج على صعيد تطوير العمل الحزبي وفق الآليات التنظيمية التي نصّ عليها النظام العام للحزب، فضلا عن ان اللقاء السنوي الجامع للقواتيين في الولايات المتحدة وكندا مهم جدا لتفعيل العمل النضالي وتزخيمه.
ثانيا، العنوان السياسي حيث يتزامن انعقاد المؤتمر مع الأوضاع المأسوية التي يمر بها لبنان، من أزمة مالية غير مسبوقة، إلى شغور رئاسي، وما بينهما من تعطيل متماد للدولة ومؤسساتها، وصولا إلى التحديات والأزمات التي تهدِّد وجوده ومصير، خصوصا ان أحد الهموم الأساسية في المرحلة الأخيرة يكمن في صمود اللبنانيين بأرضهم حفاظا على هوية البلد، وبالتالي دور الاغتراب إن في مدّ اللبنانيين بالصمود المطلوب، وإن في الدفع من خلال العلاقات القائمة مع مواقع النفوذ الدولية باتجاه حل نهائي في لبنان تحت سقف الدولة والدستور.
وشرحت المصادر أبعاد شعار المؤتمر الذي تم اختياره لهذا العام "الوفا للبنان الصامد"، والمقصود أن الوفاء الذي ترجم في الحرب قوافل من الشهداء والتضحيات التي لا تعد ولا تحصى، وترجم في النضال السياسي السلمي اعتقالات ومواجهات، فإنه يترجم اليوم من خلال سياسة الصمود التي يخوضها الانتشار بكل ما أوتي من قوة وحشد الطاقات بهدف إبقاء اللبنانيين في لبنان تجنبا لهجرات كثيفة تؤدي إلى تغيير هوية البلد، وبالتالي الرسالة الأساسية لهذا المؤتمر هو أننا صامدون مع رفاقنا وأهلنا في مواجهة المؤامرة المستمرة التي تحاك ضد الوطن، ولن يأس قبل قيام لبنان.
وختمت المصادر بان "القوات اللبنانية" في الانتشار تجسِّد روح التلاقي مع الجالية اللبنانية والقوى والشخصيات السياسية التي تتشارك معها بالرؤية للبنان الدولة والسيادة، وتكرِّس شبكة علاقاتها الوطيدة، مع الإدارة الأميركية والكونغرس ووزارات الخارجية والدفاع والخزينة ومعظم المسؤولين واللجان المعنية بالشأن الخارجي في الكونغرس ومراكز الأبحاث في الولايات المتحدة وتحديداً في العاصمة واشنطن، في سبيل إعلاء شأن لبنان وقضيته المحقة، وايصال صوت كل مواطن يريد العيش بكرامة وحرية دعما للبنان الحر والسيد والمستقل.
-اخبار اليوم