#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كانوا يتحدَّثونَ إلينا ويخبروننا عن التجربةِ الفنزويلليةِ، وكنا نقولُ من المستحيلِ ان نصلَ الى هناك...
فنحنُ من لبنانَ ولدينا فنُ تدويرِ الامورِ والزوايا وابتداعُ الحلولِ.
فإذا بنا امامَ مناظرَ اكياسِ العملةِ اللبنانيةِ نحملها للمصارفِ لايداعها صيرفةً او لسحبها من المصارفِ،
وإذا بنا امامَ مشاهدِ "التشليحاتِ" والسرقاتِ، والتصفياتِ وحالاتِ الانتحارِ تماماً كما حدثَ في فنزويللا...
ومشهدُ السرقةِ في وضحِ النهارِ على عينكَ يا تاجر، والتشليحُ في مار تقلا الحازمية على يدِ مسلحينَ مقنَّعينَ بكماماتٍ طبيةٍ، اكبرُ دليلٍ على تفلُّتِ الامورِ.
فماذا إذا وصلَ الدولارُ الى مئتي الفِ ليرةٍ؟
فكمْ عمليةُ سرقةٍ ستحصلُ، وكمْ حادثةُ قتلٍ، وكمْ حادثةُ انتحارٍ؟ وكيفَ ستتمكنُ القوى الامنيةُ من مواجهةِ ومحاصرةِ كلِّ هذهِ الحوادث المتوقَّعةِ، وهي عاجزةٌ عن ملءِ خزاناتِ سياراتها بالوقودِ، وعناصرها بالكادِ يُؤمنونَ ثمنَ مواصلاتهمْ الى مراكزِ العملِ...
***
نحنُ امامَ سيناريو خطيرٍ للايامِ والاسابيعِ المقبلةِ، يسابقهُ ايضاً خوفٌ من توتُّرٍ جنوباً بعدَ عمليةِ التسللِ التي ذكرتْ تل ابيب ان مصدرها لبنان.
فمنْ لهُ مصلحةٌ بتدهورِ الوضعِ بعدَ الاتفاقِ الايرانيِّ – السعوديِّ؟
وهلْ حُكماً حزبُ اللهِ هو المسؤولُ عن التسللِ أم ثمَّةَ طرفٌ آخرُ؟
ولماذا تأخرتْ اسرائيل في الاعلانِ عن عمليةٍ جرتْ اولَ ايامِ الاسبوعِ؟
ما هو اكيدٌ ان هناكَ خرقاً امنياً داخلَ مناطقِ العدو الاسرائيليِّ سمحَ لمتسللٍ بالدخولِ وتنفيذِ عمليةٍ امنيةٍ.
بالانتظارِ... الناسُ تعيشُ حالاتِ قلقٍ في الداخلِ، فيما المسؤولونَ عن رعايةِ شؤونهمْ او من يعتبرونَ أنفسهمْ مسؤولينَ في عالمٍ آخر..
فلتانٌ عن متابعةِ الاوضاعِ، قضاءٌ "حارة كل مين ايدو الو" ولا احدَ يعرفُ من يتدخَّلُ فيهِ من الداخلِ والخارجِ.
تماماً كحالِ الرئاسةِ المتروكةِ لقراراتِ الرياض وطهران ودمشق وباريس ووشنطن، فيما بيروتُ تتلقى القراراتَ ونوابها ينتظرونَ إشاراتِ الاسيادِ..
***
لماذا انتخبنا هؤلاءَ؟
هلْ ليعتصموا ويناموا في مجلسِ النوابِ للاستعراضِ، ام ليتخاصموا فيما بينهمْ من دونِ تشريعِ قانونٍ وإذا شرَّعوا فيزيدونَ الاخطاءَ اخطاءً،
ويكتبونَ قوانينهمْ بالاحقادِ وتصفياتِ الحساباتِ والنكاياتِ...
اكثرَ فاكثرَ ندركُ لأننا متروكونَ الى قدرنا فيما بعضُ الدولِ تعاملنا كالغنمِ وتتصرفُ معنا كمستعمراتٍ تذكِّرُ بالقرونِ الوسطى ...
هلْ يستحقُ اللبنانيونَ الذينَ غزوا العالمَ بابداعاتهم،
أن يُعاملوا كرعايا تابعةٍ للارسالياتِ الاجنبيةِ؟
هلْ هذا ما نستحقهُ كشعبٍ عانى الحروبَ ليصلَ الى السلامِ، فإذا بهِ يعيشُ سلاماً مع حروبٍ داخليةٍ!