#الثائر
شكّلت جريمة قتل إيلي ميشال متى في بلدته عقتنيت الجنوبية صدمة لدى الرأي العام اللبناني القريب، منه والبعيد، خصوصاً وأنّ الجريمة جاءت في سياق يؤسس للفوضى ولسيادة حالة الارهاب على كلّ المستويات.
لم يتأخر الجيش في اماطة اللثام عن هذه الجريمة، بعدما تمكن فرع مخابرات الجنوب من توقيف القاتل في وقت قياسي، وهو السوري أحمد عزو العلي، من مواليد سوريا العام 2003، ويعمل في مجال ميكانيك السيارات في بيروت، وهو من ذوي السمعة السيئة جداً لجهة قيامه بأعمال السرقة في محيط سكنه. ومنذ حوالى السنتين تقدم ميشال متى والد القتيل بشكوى ضد العلي بتهمة سرقة مصاغ ذهب من منزله، ومنذ حوالى الشهر شبّ حريق بالقرب من منزل متى تمّ اتهام العلي، ومن قبل سكان البلدة، بافتعال الحريق.
ويكشف مصدر أمني لـ"نداء الوطن" وقائع الجريمة بعدما حضرت دورية من مخابرات الجيش إلى منزل القاتل وقامت بتفتيش منزله وهاتفه، حيث عثرت على محادثة عبر تطبيق واتساب بينه وبين السوري حسين العلي الذي كان يسأله عن الجريمة وعمّا اذا تمّ توقيف أيّ منهم، وفوراً تمّ توقيف العلي وبوشر التحقيق معه، كما تبيّن وجود خدوش على وجه وظهر العلي نتيجة التضارب بينه وبين المغدور، وزعم القاتل أنّ هذه الخدوش نتيجة مزاح مع ابن خاله.
وأوضح المصدر انه "بنتيجة التحقيق المكثف مع القاتل وبعد مواجهته بعدد من الأدلة، اعترف انه بتاريخ 24 من الشهر الماضي وحوالى الساعة الحادية عشرة ظهراً توجّه إلى منزل ميشال متى بهدف السرقة، بعدما اعتقد أنّه لا يوجد أحد في المنزل، اذ شاهد والدة المغدور وشقيقته الكبرى تغادران المنزل بالسيارة لشراء حاجيات من بلدة الغازية المجاورة، وعند وصوله إلى محيط المنزل شاهده المغدور إيلي الذي كان داخل المنزل، فخرج وحاول منعه لكن السوري احمد العلي تعرّض له بالضرب والتقط آلة حادة من الأرض وقام بطعنه عدّة طعنات في مختلف أنحاء جسده إلى أن فقد وعيه وسقط ارضاً، وبعدها حاول نقل جثة متى إلى داخل المنزل لكنه لم يستطع حمله فتركه على الارض وتوجّه إلى داخل المنزل وعمل على سرقة هاتف لشقيقة إيلي، بعدها قام برمي الآلة الحادة باتجاه البساتين المواجهة لمنزل المغدور ولاذ بالفرار إلى منزله وعمد إلى استبدال ملابسه الملوّثة بدماء المغدور وغسلها على الفور".
وتابع المصدر أنّه "بعد أقل من ساعة حضرت والدة المغدور الى المنزل فوجدت إيلي مرمياً على الأرض وملطخاً بالدماء وبدأت بالصراخ حيث حضر عدد من سكان البلدة ومن ثم حضرت سيارة للصليب الأحمر ونقلت جثة إيلي إلى مستشفى الراعي في صيدا". وقال المصدر إنّ "القاتل اعترف أيضاً إنّه بعد نقل جثة إيلي، توجّه إلى الغازية ووضع الهاتف الذي سرقه لدى أحد المحال لبيع وصيانة الهواتف بهدف إعادة برمجته ليتمكّن من استعماله، وقد ضبطت المخابرات الهاتف لاحقاً، ومن ثم توجّه إلى منزل عمته الكائن في حيّ السفير داخل أحد البساتين، حيث التقى بالسوريين حسين العلي وناصيف العلي المحيميد، ومن ثم توجّه الى محطة البيضة وانتظر وصول شقيقه علي ومن ثم انتقلا سوياً الى المنزل، بعدها انتقل برفقة والدته إلى منزل المغدور متى وقدم واجب العزاء لأهله لابعاد الشبهات عنه".
أضاف المصدر إنّه "بعد مواجهة القاتل بمزيد من الأدلة اعترف بأنّ السوري حسين محمد العلي مواليد العام 1998 اشترك معه بالجريمة، حيث قام حسين بتثبيت إيلي وعمد أحمد إلى طعنه عدة طعنات قاتلة في انحاء من جسده، وقد تم ّتوقيف المجرم حسين والذي تقاطعت اعترافاته مع اعترافات المجرم أحمد".