#الثائر
لم تسجّل الساعات الاخيرة اي تطور يُذكر في ملف الاستحقاق الرئاسي حتى ان خطوط التواصل انكفأت والنقاشات حوله تحوّلت الى "سولفات"، حيث بات الجميع مسلّماً حالياً بأنّ الخرق السعودي هو الحجر الكبير الذي يمكن ان يحرّك المياه الراكدة عَدا ذلك "ما في مرحبا"، على حد قول مصدر سياسي مواكب لحركة الاتصالات، كاشفاً لـ"الجمهورية" انّ "المحركات اطفأت داخلياً وخارجياً الى وقت محدد يتوقع ان يمتد لشهرين حتى انّ التصنيف المتفجّر الذي كان ينتظره لبنان مسودته من منظمة الـ fatf منتصف آذار، تأجّل الى اواخر ايار من دون ان يعرف السبب".
الى ذلك، تترقّب المراجع السياسية والديبلوماسية اللقاء المنتظر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووفد مشترك من نقابتي الصحافة والمحررين بعد ظهر الاثنين المقبل، حيث يتوقع ان يطلق خلاله مواقف تحدد عناوين المرحلة المقبلة ومصير قراره بتجميد الدعوات التي وجّهها الى أعضاء المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية.
في غضون ذلك رسمت اوساط سياسية معارضة 3 سيناريوهات للاستحقاق الرئاسي والخروج من هذا الاستعصاء، هي:
ـ السيناريو الاول: هو سيناريو 2008 على أثر احداث 7 ايار واتفاق الدوحة، والذي حصل بموجبه اتفاق على رئيس جمهورية، حكومة، قانون انتخاب، ولسنا اليوم في ظرف تكرار سيناريو من هذا القبيل في اعتبار ان لا حداث مثل 7 ايار الا اذا حصلت، ولا تدخل دولياً في هذا الاتجاه لدعوة اللبنانيين الى مؤتمر خارجي.
- السيناريو الثاني: هو سيناريو 2016 حيث وضع "حزب الله" معادلة "عون أو لا أحد"، وكان عون طبعاً لديه حيثية مسيحية وأدّت في نهاية المطاف الامور وتعقيداتها وتطوراتها الى انتخابه في 2016، ولسنا اليوم في معرض تكرار هذا السيناريو مع سليمان فرنجية في اعتبار انّ فرنجية ليس لديه الاكثرية النيابية فهناك الاكثرية المسيحية، المُمانعة غير موحدة، النائب جبران باسيل هو حليف "حزب الله" ضد وصول فرنجية، موقف المملكة العربية السعودية أثّر على النواب السنّة، المعارضة متفقة على أمر واحد هو عدم وصول مرشح مُمانع، ميزان القوى الداخلي لا يسمح بوصول مرشح ممانع، فضلاً عن ان عامل الوقت هذه المرة ثمين خلافاً للـ 2014-2016 بسبب الانهيار المالي، وبالتالي لا يستطيع ان يتحمّل اي فريق مزيدا من الفوضى والانهيار والشلل.
- السيناريو الثالث: أن تصل المكونات السياسية على اختلافها الى اقتناع بأنّ هناك استحالة لوصول اي من المرشحين الثلاثة الاساسيين المطروحين ميشال معوض وسليمان فرنجية وجوزف عون، بسبب الفيتوات المتبادلة الموجودة. وبالتالي، للخروج من هذا الاستعصاء يجب الذهاب الى اسماء جديدة تتقاطع حولها الكتل النيابية وتكون قادرة على اخراج لبنان من ازمته، وإلّا سيُصار إمّا الى التمديد للأزمة بطريقة غير مباشرة وإمّا الى البقاء في مستنقع الشغور وفصوله المتمددة على كل المستويات.
من جهتها، أشارت "الانباء الالكترونية" الى ان الاستحقاق الرئاسي يواصل السير في حقل التناقضات، إذ إن ترشيح الثنائي أمل - حزب الله للوزير السابق سليمان فرنجية، قابله على الساحة المسيحية تحديداً رفضٌ من الكتل المسيحية الثلاث، لبنان القوي والجمهورية القوية والكتائب، مع تهديد بعدم تأمين النصاب لجلسة الانتخاب، ما دفع البطريرك الماروني مار بشارة الراعي الى الغاء الدعوة لاجتماع النواب المسيحيين في بكركي الذي كان مقررا عقده للتداول بالاستحقاق الرئاسي.
ولفتت مصادر سياسية في اتصال مع "الأنباء" الإلكترونية إلى تحرك النواب السنّة المستقلين باتجاه دار الفتوى ولقائهم المفتي عبد اللطيف دريان، وقد انتهى اللقاء بمعادلة مفادها أن النواب المستقلين ليسوا بوارد دعم اي مرشح لا يحظى برضى دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، وفي مقابل ذلك أشارت المصادر إلى أن حزب الله لم يسقط من حسابه بعد احتمال أن يسير التيار الوطني الحر بترشيح فرنجية على قاعدة استمرار حزب الله بالإمساك بالملف الرئاسي الذي بدأ مع الرئيس السابق ميشال عون في العام 2016 لينتقل في الوقت الحاضر إلى فرنجية، على ان يكون لباسيل في 2029 . المصادر رأت أن هذا الاحتمال هو الأقرب الى المنطق مع وجود استحالة للتوافق بين باسيل وجعجع.
من جهته أشار عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب عبد العزيز الصمد في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أن "لبنان بلد منهار ماليا واقتصاديا واجتماعيا ومن غير المسموح بعد اليوم انتخاب رئيس من فريق 8 آذار يكون على شاكلة حسان دياب وحكومته التي أهدرت 13 مليار دولار وعزلت لبنان عن محيطه العربي والدولي. نريد رئيسا يعرف كيف يتعاطى مع الخارج ويكون متعاونا إلى أقصى الحدود، فيما أي مرشح لا يحظى بغطاء عربي ودولي سيكون مصيره الفشل وسيمدد للأزمة ست سنوات جديدة".