#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وينتهي عامٌ على دموعٍ ومآسٍ تماماً كما بدأ.
والامنياتُ بالافضلِ، تبقى امنياتٍ ووعوداً، كما الاحلامُ لدى شعبٍ فقدَ حتى الاحساسَ بالاحلامِ من كثرةِ اوجاعِ الحاضرِ والواقعِ...
هلْ نكذبُ على الناسِ في جردتنا لعامٍ فقدَ فيهِ البلدُ ما تبقَّى من ميزاتهِ التفاضليةِ، ووقعَ شعبهُ اكثرَ في الفقرِ وزادتْ ثرواتُ التجارِ "الفجَّارِ"، وتعمقتْ الهوَّةُ اكثرَ فأكثرَ بينَ السارقينَ وبينَ الجائعينَ..
في جردةِ عامٍ إنحلالٌ كاملٌ لمؤسساتِ الدولةِ بعدَ اضرابِ اشهرٍ لموظفي القطاعِ العامِ وللقضاةِ، وتراجعِ عائداتِ الدولةِ وبطالةِ المحامينَ.
في جردةِ عامٍ تعثُّرٌ للمؤسساتِ وسقوطها في الفوضى والتفسيراتِ الدستوريةِ وضياعِ الصلاحياتِ، وفقدانِ المرجعياتِ والبوصلةِ.
***
كانَ الرهانُ في 2022 على انتخاباتٍ نيابيةٍ تُطيحُ بالطبقةِ السياسيةِ، فإذا بالرئيس ماكرون قبلَ نهايةِ العام 2022 يدعو الى تغييرِ الطبقةِ السياسيةِ، وكأنَ لا انتخاباتَ حدثتْ ولا ثورةً وقعتْ ولا تغييراً حدثَ... وبالعكسِ جاءَ مجلسُ النوابِ مشتَّتاً وموزَّعاً كتلاً صغيرةً مفتَّتةً وعاجزةً عن إتخاذِ القرارِ.
كانَ الرهانُ في 2022 على خطةِ تعافٍ تُعيدُ التوازنَ او تبدأُ بإعادةِ التوازنِ الى الوضعِ النقديِّ والماليِّ والاقتصاديِّ فالاجتماعيِّ.
فإذا بالحكومةِ عاجزةٌ عن كتابةِ سطرٍ يُنفَّذُ، وما الاسطرُ الموزَّعةُ على النوابِ إلاَّ نسخٌ من مشاريعَ مكتوبةٍ سلفاً لصندوقِ النقدِ الدوليِّ.
وإذا بالحكومةِ لا خطَّةَ لها سوى شطبِ ما تبقَّى منْ ودائعِ الناسِ من دونِ ان تتحمَّلَ الدولةُ ايَّ قرشٍ من ديونٍ هي اوقعتْ البلادَ فيها.
كانَ الرهانُ في 2022 على حدٍّ أدنى من كهرباءٍ بعدَ رفعِ الزياداتِ على التعرفةِ، فإذا بالكهرباءِ وبعدَ النكاياتِ تتراجعُ وتُضيعُ المسؤوليةُ عَمنْ يعطِّلها...
كانَ الرهانُ في 2022 على بطاقاتٍ تمويليةٍ للناسِ الجائعينَ وعلى إراحةِ البلادِ تدريجياً من ملفِ النازحينَ، فإذا بالدولةِ تتَّكلُ على صندوقِ الغذاءِ الذي يطعمُ النازحينَ السوريينَ ليطعمَ على ظهرهمْ اللبنانيينَ، فيما بطاقاتُ التمويلِ اختفى الحديثُ عنها لألفِ سببٍ وسببٍ.
هلْ نزيدُ اللائحةَ التي بالتأكيدِ ستطولُ وتطولُ وتطولُ...
***
تعرفونَ الباقي الذي نعيشهُ كلَّ لحظةٍ وآخرُ ابداعاتهِ خزعبلاتُ وشيطناتُ التعاميمِ المصرفيةِ... هلْ هناكَ اسوأُ من هذهِ الخزعبلاتِ وهلْ فهمها احدٌ؟
ليسَ لنا في 2023 إلاَّ الامنياتُ الواقعيةُ بأنْ نتنفسَ فقط..
فقط هواءً نظيفاً من دونِ تلوُّثٍ، وأن نأكلَ خبزاً وزيتوناً... لا اكثرَ...
ما هذهِ الرفاهيةُ، ومع ذلكَ كلُّ عامٍ وانتمْ بخيرٍ.
اعودُ الى احبَّائي قرَّائي في 2/1/2023 بإذنِ الربِّ.