#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
تبدو الاحداثُ التي نعيشها اشبهَ بالمسلسلاتِ التي يتابعها المشاهدونَ عبرَ شاهد او نتفليكس او غيرها.
فيها من الاثارةِ والتشويقِ والعبثيةِ والجنونِ، ما يكفي حتى يشعرَ المواطنُ بالغثيانِ لجهةِ القرفِ، ولجهةِ الدورانِ من فوقٍ الى تحتٍ، ومن تحتٍ الى فوقٍ، على طريقةِ "يا دارة دوري فينا".
انه "الهرجُ والمرجُ" إينما كانَ ...
- هرجٌ ومرجٌ في ملاحقةِ حاكمِ المركزيِّ رياض سلامة، وبياناتٌ في الاعلامِ صادرةٌ عن اجهزةٍ امنيةٍ واحزابٍ سياسيةٍ، يعجزُ المتابعُ عن فهمِ ما يسري بينَ أسطرها...
فيما لم يعدْ معلوماً مَنْ وكيفَ ومتى تُتَابَعُ التحقيقاتُ في ملفِ سلامة، والى أينَ ستصلُ هنا وفي الخارجِ؟ ومَنْ يتدخلُ فيها، ومَنْ يعرقلها، ومَنْ يزيدُ عليها، ومن ينقصُ منها...
***
- هرجٌ ومرجٌ في خطةِ الكهرباءِ التي ظهرَ التباينُ الواضحُ بينَ الوزراءِ من جهةٍ، وبينَ وزيرِ الطاقةِ من جهةٍ، وبينَ رئيسِ الحكومةِ من جهةٍ اخرى،
بحيثُ وصلَ الامرُ الى ردٍّ وردودٍ متبادلةٍ بينَ وزيرِ الطاقةِ ووزيرِ الاعلام بالوكالةِ عباس الحلبي حولَ مَن يأتي بالنورِ الى لبنانَ،
في وقتٍ وُزعتْ خطةُ الكهرباءِ على الوزراءِ باللغةِ الانكليزيةِ، على اعتبارِ ان اغلبيتهم تخرَّجوا من جامعاتِ "يل" و"هارفرد" واوكسفورد...!
ما هذهِ الخفَّةُ وما هذا التعالي في التعاملِ مع مجلسِ الوزراءِ، ومع الناسِ،
وهل هذهِ الخطَّةُ تقدَّم لمجلسِ العمومِ البريطانيِّ ام للكونغرس الاميركيِّ؟
***
والأنكى ان الوزراءَ تناقشوا في بدعة خطَّةِ الحكومةِ والقاضيةِ برفعِ تعرفةِ الكهرباءِ عشرينَ مرةً من دونِ ان يكونَ هناكَ كهرباءُ،
وفيما اسعارُ المولِّداتِ تكوي الناسَ،
وفيما وزارةُ الطاقةِ هي بدورها اوعزتْ الى رفعِ اشتراكاتِ المياهِ الى المنازلِ من حوالي 350 الفَ ليرةٍ عن كلِّ مترٍ مياهٍ الى حوالي مليونِ ليرةٍ عن كلِّ مترٍ...
مَن دونِ ان يرفَّ ايُّ جفنٍ لأيِّ مسؤولٍ حولَ امكانياتِ الناسِ التي بالكادِ تتمكنُ من سحبِ مليونِ ليرةٍ اسبوعياً نقداً تبعاً لتعاميمِ مصرفِ لبنانَ، ولمزاجياتِ المصارفِ ...
فكيفَ يوازنُ المواطنُ بينَ ثمنِ الرغيفِ وثمنِ الدواءِ وكلفةِ المولِّدِ وثمنَ المياهِ وثمنَ المياهِ المعبأةِ وتعرفةَ الكهرباءِ وبدلَ النقلِ وقسطَ المدرسةِ....؟
***
لعلَّ الهرجَ والمرجَ الاكثرَ فجاجةً، هو الضياعُ على المستوى الرسميِّ حيالَ اعتمادِ خطِ الترسيمِ الحدوديِّ البحريِّ.
هل عرفنا عملياً أيَّ خطةٍ نعتمدُ؟
بينَ خطِ هوف والخطِ 29 والخطِ 23 وخطِ "هوف plus " والحقولُ المشتركة،
والتبادلِ فيما بينها، وبينَ تناقضاتِ اهلِ السلطةِ والامنِ والخبراءِ والتقنيينَ، ضاعتِ الطاسةُ ووقعَ الهرجُ والمرجُ،
ولم نعدْ نعرفُ أيَّ خطٍ اعتمدنا، وماذا ابلغنا اموس هوكشتاين، وماذا ابلغناهُ وهل كان موقفنا موحَّداً اوعلى الطريقةِ اللبنانيةِ المتهوِّرةِ، التي لطالما اهدرتْ فُرصاً، فكيفَ فرصةَ الحصولِ على النفطِ والغازِ.
***
فصولُ الهرجِ والمرجِ طويلةٌ، لكن يبقى آخرها تعاملُ اركانِ المنظومةِ مع خطَّةِ التعافي الماليةِ والاقتصاديةِ.
فهلْ صحيحٌ ان صندوقَ النقدِ الدوليِّ رفضَ هذهِ الخطَّةَ؟
مَن اطَّلعَ عليها،وهل نُوقشتْ في مجلسِ الوزراءِ، وهلْ اطَّلعَ عليها رئيسُ الجمهوريةِ،
وهل عُرضتْ على مجلسِ النوابِ، ولماذا تبقى الخطَّةُ سرِّيةً، وكأنها من اسرارِ البنتاغون... ما هذه الخفَّةُ في التعاملِ مع مستقبلِ الاجيالِ ومستقبلِ البلدِ....
عدا عن انهم "ثقيلو الظلِ"، يبدو ان بعضَ مَن يُديرُ شؤوننا خبيرٌ باللهوِ والرقصِ على جثثِ الناسِ، واستاذٌ "بالهرجِ والمرجِ"..!