#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ثمَّةَ من ينقلُ عن الرئيسِ نجيب ميقاتي ان قلبهُ "اسود" من طرابلس المدينةِ الاحبِّ الى قلبهِ... والسببُ ان ميقاتي اعطى الكثيرَ لهذهِ المدينةِ التي لم تبادلهُ إلاَّ نكرانَ الجميلِ والشتائمِ ومحاصرةِ منزلهِ بالنيرانِ والتظاهراتِ، لدرجةٍ صارَ ممنوعاً من زيارتها إلاَّ بالسرِّ...
ولكنْ.. لماذا يبدو ان ميقاتي قلبهُ اسودُ من كلِّ اللبنانيينَ الذينَ كانوا ينتظرونَ،
من رئيسِ حكومتهمْ "للتصريفِ" ان يجدَ طريقةً ولو من جيبهِ لتأمينِ النقلِ الخارجيِّ لمبارياتِ كأسِ العالمِ في كرةِ القدمِ من قطر...
تبدو المسألةُ مربحةً لاصحابِ المطاعمِ والمقاهي الذينَ يتسابقونَ في تقديمِ العروضاتِ لزبائنهمْ ليشاهدوا المونديال لديهم، فيما الناسُ المساكينَ حُرموا من هذهِ النعمةِ لأنَ رئيسَ حكومتهمْ لا يزالُ يعدهمْ بالوصولِ الى صيغةٍ لينقلَ تلفزيون لبنان المبارياتِ مقابلَ 4 ملايينِ دولارٍ...
هناكَ "تفنُّنٌ" لدى هذهِ المنظومةِ في تعذيبِ اللبنانيينَ حتى في "ارخصِ" متعةٍ وهي كرةُ القدم..
وها همْ يتسابقونَ على قرصنةِ منصَّاتِ على هواتفهمْ وتلفزيوناتهمْ للحضورِ والمشاهدةِ..
***
ولعلَّ فنونَ التعذيبِ الاكثرَ مرارةً هي الآتيةُ من التعاملِ مع ودائعِ الناسِ...
دولارٌ يحلِّقُ في الاعالي، وحاكمُ المركزيِّ يعدُ الناسَ بتعديلِ سعرِ صرفهِ ورفعِ المنصَّةِ من 8 الافِ الى 15 الفَ ليرةٍ بعدَ شهرينِ ونصفٍ..
عملياً تآكلَ ما تبقَّى من ودائعِ وهيركات على اموالِ الناسِ بعدما كانوا ينتظرونَ ان تكونَ هذهِ الخطوةُ منذُ اشهرٍ.
مهلةُ شهرينِ ونصفٍ سيتمُّ التلاعبُ بالليرةِ اكثرَ فاكثرَ، والمضارباتُ عليها اكثرَ، وتجارةُ الشيكاتِ ستزدهرُ من جديدٍ، وسيمارسُ مصرفُ لبنانَ في الوقتِ نفسهِ من جديدٍ لعبةَ "لمِّ" الدولاراتِ من السوقِ لإعادةِ تكوينِ الاحتياطيِّ،
فيما يبقى السؤالُ ماذا كانَ يقصدُ الحاكمُ بحديثهِ عن مكوِّناتٍ خارجيةٍ لمصرفِ لبنانَ تتخطى العشرةَ مليارِ دولارٍ... فما هي؟
ومَنْ اينَ أتتْ؟
وكيفَ نتعاملُ معها؟
ولعلَّ الاخطرَ في ما قالهُ الحاكمُ كلامهُ عن انهُ فورَ بدءِ العملِ بالكابيتال كونترول، سيتمُّ وقفُ التعاملِ بالتعاميمِ ...
يعني عملياً عودةَ سقوفاتِ السحوباتِ الى الالفِ دولارِ شهرياً، كما هو مشروعُ قانونِ الحكومةِ.. فكيفَ يعيشُ الناسُ بالفِ دولارٍ على سعرِ الــ 15 الفاً، وليسَ السوقُ السوداءُ ولا صيرفة؟
***
من ضمنِ فنونِ التعذيبِ الاخرى:
بدءُ الدولةِ بجبايةِ الكهرباءِ منذُ اولِ الشهرِ الجاري على التعرفةِ الجديدةِ، فيما لم يتمُّ التوصُّلُ بعدُ الى صيغةٍ قانونيةٍ لتمويلِ الفيول لزيادةِ ساعاتِ التغذيةِ..
هلْ هناكَ "خفَّةٌ" حتى لا نقولَ مؤامرةً توازي معاملةَ هذهِ المنظومةِ للمواطنينَ؟
المضحكُ ان لا همَّ لدى "النجيبِ" سوى تهنئةِ السعوديةِ على فوزها ضدَّ الارجنتين في محاولةٍ جديدةٍ لاستلحاقِ نفسهِ المطرودةِ من المملكةِ..
وفي الانتظارِ، هلْ انتبهَ احدٌ ان اليومَ جلسةٌ جديدةٌ لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ؟