#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هي لعبةُ الاطفالِ وهم يمارسونَ كلَّ انواعِ التسليةِ، وصولاً حتى المؤذيةِ منها...
جلسةُ الخميسِ لانتخاباتِ الرئاسةِ كرَّستْ من جديدٍ اصطفافاتِ الاطفالِ الذينَ يتواجهونَ في ملعبٍ ويتقاذفونَ طاباتِ النصابِ والاوراقِ البيضاءِ والاسماءُ التي تطلعُ وتنزلُ،
وحردُ الاطفالِ فيما بينهمْ وانتقالهمْ من ضفةٍ الى اخرى...
وهذهِ حالُ لُعبِ من تبقَّى من نوابِ التغييرِ الذينَ ينقلبونَ على حالهمْ وعلى بعضهمْ وعلى احلامِ الناسِ وعلى ثورتهمْ ومطالبهمْ، والذينَ حوَّلوها بتفاهاتهمْ الى اضحوكةٍ.
ثورةٌ قتلها نُوابها ومَنْ امتطى حصانها...
وهكذا يمضي فصلٌ من فصولِ جلساتِ انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ من دونِ نتائجَ..
ووسطَ الحديثِ عن اقترابِ تسويةٍ قد تُوصِلُ بسليمان فرنجيه للرئاسةِ،تأتي تسريباتٌ صوتيةٌ من فرنسا لرئيسِ التيارِ الوطني الحرِّ لتكسرَ إمكانيةَ منحِ تكتلِ لبنان القويِّ اصواتهُ لسليمان فرنجيه...
فمنْ أينَ سيأتي فرنجيه بالاصواتِ الكافيةِ إذا لم يعطهِ تكتلُ لبنانَ القويِّ، واذا لم يتأمنْ غطاءٌ مسيحيٌّ قويٌ لانتخابهِ، ما دامَ حزبُ الكتائبِ والقواتِ اللبنانيةِ حاسمينَ بعدمِ التصويتِ لفرنجيه...
***
ثمَّةَ من سيقولُ إذا اتتْ كلمةُ السرِّ فالكلُّ سيستديرُ، فمنْ كانَ ليتصوَّرَ ان ميشال عون سيكونُ يوماً رئيساً للجمهوريةِ وان القواتَ اللبنانيةَ والاشتراكي وتيارَ المستقبلِ سيصوِّتونَ لهُ...
كلُّ الخياراتِ مفتوحةٌ، فيما احلامُ اللبنانيينَ مسدودةُ الافقِ ومقفلةٌ، وهواجسهمْ اليوميةُ إما انهمْ تعوَّدوا عليها واستسلموا لها، وإما أنهمْ ينتطرونَ اليومَ،
الذي سينفجرونَ فيه غضباً ضدَّ كلِّ هذهِ المنظومةِ التي قرصنتْ على ودائعهمْ، وقطعتْ عنهمْ الكهرباءَ وأذلَّتهمْ امامَ المستشفياتِ وقطعتْ عنهمْ الدواءَ والرغيفَ وعرَّضتهمْ للسرقاتِ والتشليحِ...
وكان ينقصهمْ المفاجآتُ الواردةُ في الموازنةِ الجديدةِ التي وردتْ فيها كلُّ انواعِ الزياداتِ على الرسومِ، وتظهرُ تباعاً للناسِ وهمْ يتابعونَ معاملاتهمْ اليوميةَ من رسومِ الجوازاتِ إذا وجدتْ، الى معاملاتِ الدوائرِ العقاريةِ والاحوالِ الشخصيةِ والجماركِ وغيرها...
***
عملياً اعطتْ الحكومةُ موظفي القطاعِ العامِ بيدٍ وسحبتْ منهمْ الاموالَ بيدٍ اخرى، فيما حتى الساعةَ لم تصدرْ أيِّ تعاميمَ جديدةٍ عن المركزيِّ لرفعِ سقوفاتِ السحوباتِ ولتحديدِ سعرِ الصرفِ..
***
مَنْ قالَ أننا لا نعيشُ في "دولةِ مجانينَ"... يلعبونَ بمصائرِ حياتنا...!