#الثائر
جدد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أمس، تحذيره المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي من مغبة إهمالهم مساعدة بلاده في تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مشدداً على أن تجاهل الخطة التي وضعتها الحكومة اللبنانية لهذه الغاية يزرع الشكوك في مواقف الدول الكبرى حيال ملف هؤلاء اللاجئين.
وطلب عون من المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع أوليفر فاريلي خلال لقائه في قصر بعبدا، دعم الاتحاد الأوروبي لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وفق الخطة التي وضعتها الحكومة اللبنانية.
وشدد عون على أن استمرار المجتمع الدولي عموماً والاتحاد الأوروبي خصوصاً في تجاهل طلب لبنان، يزرع الشكوك في مواقف الدول الكبرى حيال هذا الملف الحساس ولاسيما أن «ثمة ضغط تمارسه بعض الدول لدمج اللاجئين السوريين في المجتمعات التي تستضيفهم وفي مقدمتها لبنان الذي يقيم على أرضه نحو مليوني سوري يتوزعون في مختلف المناطق اللبنانية».
وأكد عون، أن «الخطة التي أقرتها الحكومة اللبنانية تنطلق من توفير عودة آمنة وطوعية للاجئين ولاسيما أن السلطات السورية أعلنت في أكثر من مناسبة أنها جاهزة لاستقبال اللاجئين العائدين وتوفير الرعاية اللازمة لهم، فضلاً عن أن الأغلبية الكبرى من هؤلاء اللاجئين هم من قرى وبلدات سورية لم تتعرض للتدمير لأن المواجهات المسلحة تركزت في المدن السورية الكبرى».
وجدد عون التحذير من مغبة إهمال المجتمع الدولي عموماً، والاتحاد الأوروبي خصوصاً، للمساعدة في تسهيل عودة اللاجئين السوريين ولاسيما أن لبنان لم يعد قادراً على تحمل الأعباء المترتبة عليه في رعاية شؤونهم الصحية والاجتماعية والتربوية والإنمائية.
واعتبر أن «من العناصر التي تحقق هذه العودة، دفع المساعدات المادية التي تعطى للاجئين بعد عودتهم إلى بلادهم»، موضحاً أن هذه المساعدات تدفع مباشرة من دون المرور بالمؤسسات الرسمية اللبنانية وترتسم حولها علامات استفهام كثيرة.
بدوره ذكر فاريلي للصحفيين، أن الاتحاد سيرفع من قيمة مساعدته للبنان هذه السنة وسيضيف للمبالغ المخصصة مبلغ بقيمة 75 مليون يورو لمساعدة الشعب اللبناني، معتبراً أن «أوروبا ممتنّة للجهد الكبير الذي بذله لبنان عبر استضافته للاجئين السوريين الذي يتخطى قدراته والوسائل المتاحة له، وقال: إن «هذا هو السبب الذي يدفعنا إلى مساعدته في جهوده، وسنخصص هذه السنة فقط 154 مليون يورو لمساعدته على التكيف مع هذا الواقع وسنواصل تقديم مساعداتنا في السنوات المقبلة طالما أن هذه الأزمة قائمة».
وردّاً على سؤال أنه «منذ عشر سنوات يعاني لبنان من وضع كارثي ورئيس الجمهورية قال من أعلى منبر عالمي: إن لبنان لديه خطة لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وهو غير قادر على تحمل المزيد من الأعباء الناتجة عن هذا النزوح، والشريك الأوروبي لم يقدم إلا مساعدات مادية لإبقاء النازحين السوريين في لبنان. فكيف يمكن أن تترجم هذه الصداقة الإستراتيجية لمساعدة لبنان على إعادة النازحين إلى بلادهم كما يطالب؟»، أجاب فاريلي «لدينا قواعد واضحة علينا أن نتبعها وهذه القواعد أيضاً واضحة بالنسبة إلى العودة. فهذه العودة يجب أن تكون طوعية، وكريمة وآمنة. وشريكنا الأساس في هذا الأمر هو مفوضية شؤون اللاجئين. وأنا أعتقد أن دور ومهمة مفوضية اللاجئين أساسيان في هذا الإطار وسنستمر بالاعتماد على هذه المفوضية، أيضاً فيما يتعلق بشروط العودة».
وتشير عبارات فاريلي إلى أن الاتحاد الأوروبي لن يساعد لبنان في عودة اللاجئين السوريين ويفضل الإبقاء على وضعهم كما هو في لبنان.
جاء ذلك، في حين شب حريق في مخيم الوفاء العماني للاجئين السوريين في وادي الحصن شرق بلدة عرسال في البقاع الشمالي بلبنان، أدى إلى احتراق 93 خيمة من أصل 200 خيمة التهمتها النيران بمحتوياتها بما فيها الأوراق الثبوتية للاجئين، وذلك حسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية التي ذكرت أن الأضرار اقتصرت على الماديات وعلى محتويات المخيم ومجاري الصرف الصحي.
الوطن السورية