#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كلُّها مسألةُ أيامٍ أو أسبوعٍ أو اثنينِ، وينتهي هذا الفيلمُ، وتنفضِحُ خفاياهُ…
حينذاكَ، سيعرفُ المواطنُ ما قصةُ هذهِ الكذبةِ الكبيرةِ التي عاشها على مدى أيامٍ،
وخلالها هبطَ الدولارُ من الـ33 ألفاً إلى الـ23 أو الـ20،
وما هو هذا الدواءُ السحريُّ الذي أُعطِيَ لـ"السوقِ السوداءِ" من يدِ المهندسِ "الفظيعِ" وأعوانهِ وأصحابهِ من سياسيينَ ومسؤولينَ ومصرفيينَ وتجَّارٍ… فاستطاعَ بهِ أن يَمسحَ الأرضَ بالدولارِ!
وسيعرفُ المواطنُ اليائسُ اصلاً حينذاكَ، لماذا تُرِكَ الدولارُ يتصاعدُ بلا ناطورٍ لسنتينِ، ثم هبطَ بسرعةٍ جنونيةٍ خلالَ يومينِ!
وسيجدُ جواباً عن السؤالِ المَحيِّرِ:
مِن أينْ أتيتمْ بملايينِ الدولاراتِ لتوزِّعوها على السوقِ...
من زمانٍ كنّا نسمعُ بـ"عصابةِ الكفِّ الأسْوَدِ"…
وسيعرفُ المواطنُ أنكمْ أنتمْ "منظومةُ الدولارِ الأسْوَدِ"، وأربابُ سوقِهِ السوداءِ!
***
قولوا لنا ماذا تُحضِّرونَ لهذا الشعبِ، يا منظومةَ الفسادِ والفشلِ والعجزِ والبؤسِ؟
صارحوهُ مرَّةً. ألا يكفي أنكمْ نهبتمْ مدَّخراتِ عُمرهِ ومستقبلَ أولادهِ وأحفادهِ… حتى صمَّمتمْ على امتصاصِ ما بقيَّ فيهِ من روحٍ!
لماذا لا تردّونَ على الكلامِ الذي نسمعهُ عن خلفياتِ "تنزيلِ" الدولارِ، وما سيأتي بعدها من كوارثَ؟
قولوا للمواطنِ:
هل صحيحٌ أن المبلغَ الذي خصَّصتموهُ لـ"تنزيلِ" الدولارِ يكفي فقط حتى تمريرِ الموازنةِ؟
أولاً، لماذا انتظرتمْ حتى اليومَ لتتدخَّلوا لحمايةِ الليرةِ؟
ثانياً، مِن مالِ مَن سُحِبتْ الملايينُ التي ترمونها في السوقِ؟
ثالثاً، بعدَ تمريرِ الموازنةِ، كيفَ سيضبطُ الدولارُ مجدداً؟
***
أخبِروا المواطنَ حقيقةَ ما تُحضِّرونهُ من كوارثَ في الموازنةِ.
قولوا له إن لقمةَ الخبزِ التي يأكلها اليومَ قد تُصبحُ صعبةَ المنالِ بعدَ الموازنةِ المطلوبةِ من صندوقِ النقدِ الدوليِّ،
وعلى سبيلِ المثالِ، إن إخراجَ القيدِ الذي سيطلبهُ الأولادُ لدخولِ المدرسةِ- إذا دخلوها- سيحتاجُ إلى ميزانيةٍ خاصةٍ!
أخبِروا المواطنَ أن فاتورةَ كهرباءِ الدولةِ ستقتربُ كثيراً من فاتورةِ الاشتراكِ…
وأن فاتورةَ الهاتفِ لشهرٍ واحدٍ ستُصبحُ أعلى من ثمنِ الهاتفِ؟
وأن رسومَ الدولةِ ستتضاعفُ حتى يُصبحَ تسديدها نوعاً من الانتحارِ؟
وأن الدولارَ الجمركيَّ سيُرفَعُ، ومعهُ ستُجَنُّ السِلَعُ، ويجتاحُ البلدَ تضخُّمٌ غيرُ مسبوقٍ؟
وبعدُ… هل ستقولونَ له أينَ سيُصبحُ الدولارُ حينذاكَ… وقد صرفتمْ الملايينَ لتجميدهِ أياماً، وتمريرِ اللعبةِ؟
وكلُّ ذلكَ… فيما راتبهُ يتعثَّرُ في وحولِ الـ1500، ولا أحدَ يسألُ:
مِن أينَ سيأكلُ هذا الإنسانُ، وكيفَ لأولادهِ أن يَعيشوا؟
***
محزنٌ ومخزٍ ما يجري، ومؤسفٌ خصوصاً هذا المشهدُ:
الشعبُ منغمسٌ في مَلهاةٍ اخترعتموها لهُ، حتى لا يفكِّرَ في بؤسِ ايامهِ ، ولا يسألَ الاَّ عن لقمةِ عيشهِ!..
شعبُنا الطيِّبُ الأصيلُ غارقٌ في التهافتِ على المصارفِ لجمعِ فُتاتِ دولاراتٍ سخيفةٍ… هي أصلاً من دمهِ وعرقِ جبينهِ…
فيما أنتمْ تزدادونَ تُخمةً، وتتواطأونَ على الشعبِ بوقاحةٍ ما بعدها وقاحةٌ…
ولكنْ، سينتهي زمنُ الظلمِ، وسيستفيقُ هذا الشعبُ الذي دفنتموهُ حيّاً.
بالخلاصةِ:
موازنةٌ لصندوقِ النقدِ، في غيابٍ كبيرٍ للنقدِ...