#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هلْ ثمَّةَ من كبَسَ زرَّ الشارع لتبدأ من جديدٍ موجةٌ قد تنقلُ البلادَ عشيَّةَ الشغورِ الرئاسيِّ المفترضِ، الى مرحلةٍ من الفوضى غيرِ المعروفةِ النتائجِ.
بغضِّ النظرِ عن أحقيَّةِ ما يُطالبُ بهِ المودعونَ امامَ عجزهمْ عن تحصيلِ الحدِّ الادنى من اموالهمْ،
فإنَ ما يجري قد يكونُ المستفيدُ الاولُ منهُ مَنْ يريدُ إشغالَ البلادِ بمرحلةٍ من الفوضى الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والامنيةِ التي يتمنى البعضُ حصولها لتحقيقِ اجانداتٍ صارتْ معروفةً...
وهذا ما ألمحَ إليهِ وزيرُ الداخليةِ القاضي بسام مولوي، ورئيسُ حزبِ القواتِ اللبنانيةِ سمير جعجع.
ما جرى في الشارعِ من غضبٍ، وما كانَ يجري داخلَ غرفِ المصارفِ، لم تصلْ اصداؤهُ الى مجلسِ النوابِ الذي تابعَ بخفَّةٍ كاملةٍ إلقاءَ الخطبِ الرنَّانةِ والسخيفةِ والشعبويةِ... وفيما كانَ المودعونَ يُحكِمونَ الطوقَ على فروعِ بعضِ المصارفِ،
كانَ "النجيبُ" يُلقي كلمتهُ وهو يقولُ:
هلْ يُعقلُ أننا لا نشعرُ بما يجري في الشارعِ، مستشهداً بعناصرِ الامنِ في السرايا الذينَ يَجوعونَ ورواتبهمْ لا تتعدى السبعينَ دولاراً...
يتحدثُ "النجيبُ الغريبُ" بنفاقٍ غيرِ مقبولٍ عن إنقاذٍ وعن تحسُّسهِ مع مرضى السرطانِ وغيرهِ وغيرهِ..
لكنهُ وهو يُلقي كلمةَ الحكومةِ للدفاعِ عن الموازنةِ..
أشْعَرَنَا وكأنهُ ملمٌّ بكلِّ مشاكلِ الدولةِ وانهُ متحسِّسٌ بها...
عظيمٌ، ماذا فعلتَ؟
أينَ الانقاذُ في هذهِ الموازنةِ التي لم تنتبهْ الى ما يجري عندَ الناسِ ولا في الشارعِ؟
***
الأنكى ان وزيرَ الماليةِ يوسف الخليل وهو يلقي كلمتَهُ قُوطِعَ من رئيسِ المجلسِ النيابيِّ طالباً منهُ التوقُّفَ عن الكلامِ،
وتركِ الكلمةِ لنجيب ميقاتي الذي اتحفنا بشعورهِ المتضامنِ مع الناسِ ومع السجناءِ.
احترامٌ كاملٌ لوزيرِ المالِ الذي سكتَ على مضضٍ...
سلطةُ هواةٍ في الحكومةِ وفي مجلسِ النوابِ... كانوا سيبصمونَ على الموازنةِ،ولكنَ الجلسةَ طارتْ وتأجلت الى 26 ايلول الجاري،
الذي اقلقنا إنفعالُ "النجيبِ" وكأنهُ يُخيفنا بصراخهِ العالي.
في لغةِ الفوضى سمعنا على شاشاتِ التلفزيون كلاماً يدعو الناسَ للدخولِ الى المحَالَ التجاريةِ والسوبرماركت لمصادرةِ البضائعِ لاطعامِ الفقراءِ، ترافقَ ذلكَ مع قطعِ بعضِ الطرقاتِ تضامناً مع عملياتِ إقتحامِ المصارفِ.
سلطةٌ عاجزةٌ عن العلاجِ... شعبٌ جائعٌ وشارعٌ ذاهبٌ الى الفلتانِ والفوضى .
فيما "النجيبُ الغريبُ" يذهبُ للعزاءِ بملكةِ بريطانيا في لندن، ليضيفَ الى البومهِ الصورةَ الاكبرَ، ويُكملَ طريقهُ الى نيويورك "للشوبينغ".
حمى اللهُ لبنانَ من الآتي الكارثيِّ...!