#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تناقلتْ بعضُ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ صوراً ومشاهدَ لبعضِ نوابِ التغييرِ كما يُطلقُ عليهمْ، وهمْ يتسامرونَ ويضحكونَ واقفينَ او جالسينَ، مجتمعينَ حولَ مجموعةٍ من نوابِ المنظومةِ إياها التي حكمتْ البلدَ وافسدتهُ ودمَّرتهُ ونهبتهُ...
هكذا، وبكلِّ خفَّةٍ وبقلَّةِ مسؤوليةٍ،رأينا نواباً يُقالُ عنهمْ تغييريونَ،
كانوا يشتمونَ بالامسِ التركيبةَ الحاكمةَ، ويقتحمونَ مجلسَ النوابِ، ويتهمونَ اعضاءهُ بالفسادِ وبعدمِ الشرعيةِ،
رأيناهمْ يتقاسمونَ معهمْ الضحكَ والتسليةَ وليسَ همُّ المواطنِ ولقمةُ عيشهِ ورغيفهِ وحبةُ دوائهِ.
هلْ هذهِ هي الثورةُ، وهلْ هؤلاءِ همْ نوابُ الثوارِ؟
بالطبعِ لا... حتى الساعةَ لم نشهدْ الاَّ مناكفاتٍ فيما بينهمْ وشحناً وانقسامَ آراءٍ وتضاربَ مصالحٍ،
فيما الثوارُ الحقيقيونَ على الارضِ يعودونَ ليتجمعوا بحسرةِ الغاضبِ الذي طُعنَ من قلبِ بيتهِ..
***
قضيةُ الاهراءاتِ والكارثةُ التي ستقعُ في الساعاتِ المقبلةِ، ماذا فعلَ من اجلها الجميعُ كي نتداركَ الكارثةُ الجديدةَ سوى العراضاتِ الكلاميةِ والفولكلورِ؟
أينَ الخبراتُ الدوليةُ التي كانَ على الحكومةِ قبلَ وبعدَ الاستقالةِ ان تستقدمها؟
حتى نعرفَ كيفَ نتعاملُ مع هذهِ المسألةِ الخطيرةِ بابعادها البيئيةِ والاقتصاديةِ والعمرانيةِ والانسانيةِ؟
صرفنا ملياراتِ الدولاراتِ على بنى تحتيةٍ مهترئةٍ، وعلى تثبيتِ سعرِ الليرةِ، وعلى الهندساتِ الماليةِ، وعلى الكهرباءِ وعلى طرقٍ مهترئةٍ... ألمْ يكنْ الاجدى صرفُ مبلغٍ للتدعيمِ؟
اهراءاتٌ متروكةٌ لقدرها تماماً كالشعبِ اللبنانيِّ المتروكِ لقدرهِ، وللعنةِ حكَّامهِ المغرورينَ والفاسدينَ.
هلْ يعقلُ انهُ لغايةِ الانَ لم يُدفعْ تعويضٌ واحدٌ من قبلِ الدولةِ لعائلاتِ ضحايا إنفجارِ مرفأِ بيروتَ؟
وهلْ يعقلُ انه حتى الساعةَ لم يُزلْ "شلفُ" حديدٍ من مكانِ الانفجارِ، ولم تُردمْ الحفرُ، ولمْ تُزلْ الردمياتُ، ونصفُ واجهاتِ المدور والاشرفية والمرفأ لا تزالُ مهدَّمةً.
هلْ يُعقلُ انهُ وعشيةُ الذكرى الثانيةِ للانفجارِ .. لا تحقيقَ ولا نتائجَ ولا خارطةَ طريقٍ، حتى لكيفيةِ وهويةِ منْ ادخلَ السفينةَ ولماذا، والى أينَ الوجهةُ، ومنْ المستفيدُ، ومنْ المتورِّطُ في القضاءِ والادارةِ والامنِ؟
***
نفسُ الكلامِ الممجوجِ هو منذُ سنتينِ ولغايةِ اليومِ.
وتذكَّروني غداً بعدَ إنهياراتِ الاهراءاتِ سنستعيدُ الاسطوانةَ نفسها من الاتهاماتِ والصُراخِ والشتائمِ وتحميلِ المسؤولياتِ، لكنَ الحقيقةَ ستبقى هي نفسها.
شعبٌ متروكٌ لقدرهِ... لا حقائقَ تُلمسُ، فضائحُ تَطوي فضائحَ، ولا منْ يُحاسبُ ولا منْ يُراقبُ..
كانَ الرِّهانُ على المجلسِ النيابيِّ الجديدِ، فإذا بالرِّهانِ يسقطُ..
الثورةُ أكلتْ ابناءها..
نعم للثورةِ الحقيقيةِ العائدةِ، وكلُّ الأسفِ لكلِّ منْ رَكِبَ موجةَ الثورةِ ليصلَ ويطعنَ الثوارَ في الصميمِ.
***
اما الثابتُ فكانَ ولا زالَ وسيبقى:
الجيشُ اللبنانيُّ وهو في ذكرى الاولِ من آب، يُجدَّدُ الرهانُ عليهِ في حفظِ الاستقرارِ والعيشِ المشتركِ، مؤسسةٌ فوقَ الطوائفِ وهي الوحيدةُ التي يُجمعُ عليها الداخلُ والخارجُ، وعلى رأسها القائد جوزف عون يَصونُ ما تبقَّى من وحدةِ البلادِ.
مبروكٌ للجيشِ عيدهُ...