#الثائر
كتب المحامي كميل طانيوس يقول:
سيدي، يا من حملنا اسمك وتبعناك وكنّا لك ابناءً واتباع، فأُعطيتنا ان نكون امناء على ارض لبنان الذي اصبح لنا الوطن والملاذ، فحوّلنا جباله الى قلعة ايمان وحصن حرية وجعلنا من وعره مساحة تلاقٍ ووطن رسالة واقتبلنا ان نكون فيه شهوداً وشهداء، وحافظنا على هذه الامانة على مر الاجيال وبذلنا من اجله كل شيء وجعلنا دمائنا فدية عنه ودفعنا ثمن المحافظة عليه والبقاء فيه ارواحاً ودماء، فكتب علينا ان ندفع لأجله ضريبة الدم على الدوام، هوذا نحن شعبك الذي اعطى من اجل لبنان كل ما يستطيع وابناؤك الذين لم يعد بمستطاعهم بذل المزيد ، فبدأ اليأس يتسرب الى قلوبهم. والشك يتسلل الى ايمانهم والخوف يستولي على شجاعتهم والوهن ينال من عزيمتهم، حتى اوشكوا على فقدان القدرة على الاحتمال والصمود، وباتوا في امس الحاجة الى معونتك،
لذا جئتك اليوم سيدي في يوم عيدك جاثياً ضارعاً راجياً، ان تعن يا سيدي ابناءك في هذا الزمن الصعب وتعطهم المزيد من القدرة على الاحتمال والصمود، وتقوّهم في هذه المحنة القاسية، وتجعل فيهم الكثير من الرجاء وتبث في قلوبهم الكثير من الامل، وتملأ نفوسهم بما كان لأجدادهم واسلافهم من القوة والعزم والفضيلة والثبات على الايمان والمعتقد، وتطهّر نفوس وعقول قادتهم مما داخلها من الفساد والضلال وتجعل حب الوطن والشعب يتغلب فيهم على حب الذات، فتنقذ شعبك من الضلال،
ليبق لنا لبناننا الذي احببت ولنبق فيه ابناءً اطهاراً احرار.