#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كتبنا بالامسِ ان للبحثِ صلَةً.
لأنَ مسلسلَ الكوارثِ الآتيةِ لا يُحصى ولا يُعدُّ...ولأنَ ما نشهدهُ يقرِّبنا اكثرَ من المأساةِ التي سيعجزُ العقلُ عن تصوُّرها...
نقتربُ اكثرَ فاكثرَ من الارتطامِ الكبيرِ،
ومع ذلكَ يتصرَّفُ منْ يديرونَ الامورَ او منْ يدَّعونَ إدارةَ الامورِ كالمراهقينَ السخيفينَ، وقد بدوا بالامسِ بهذهِ الصورةِ في جلستي مجلسِ النوابِ الصباحيةِ والمسائيةِ،
وكانتْ المناكفاتُ "ولاَّديةً" تافهةً امامَ حجمِ التحدِّياتِ والصعوباتِ التي يعيشها الناسُ.
قريباً يُرفعُ الدعمُ نهائياً عن القمحِ والطحينِ، و 15 % من سعرِ صفيحةِ البنزين بالدولارِ كما أُعلنَ بالامسِ،
ومجلسُ النوابِ اسقطَ بالامسِ مشروعاً لموازنةِ المدارسِ بالدولارِ الاميركيِّ، ومع ذلكَ ستفرضُ المدارسُ والجامعاتُ اقساطها او جزءاً كبيراً منها بالدولارِ الاميركيِّ الفريش.
وإلاَّ فلنْ تُفتحُ المدارسُ والجامعاتُ وستكونُ عاجزةً عن التعليمِ. وندخلُ في غاباتِ الجهلِ والفشلِ والعجزِ.
***
مياهنا ستكونُ بالدولارِ، وكهرباؤنا وتنقلاتنا واكلنا وادويتنا.. وفتشْ عن الدولارِ فلا تجدهُ..
الاسوأُ ان الجوابَ يأتيكَ ان تمريرَ الاصلاحاتِ والقوانينِ في خدمةِ صندوقِ النقدِ، سيأتيكَ بالاموالِ المشروطةِ، وقيمتها ثلاثةُ ملياراتِ دولارٍ مقسَّطةٌ على اربعِ سنواتٍ...
نحنُ بالكادِ سنتمكنُ من الاستمرارِ حتى نهايةِ آب، قبلَ ان ندخلَ في استحقاقاتِ تشرين والترسيمِ وتهديداتِ الحروبِ،
وهذا كلُّهُ في غيابِ حكومةٍ، ووسطَ إنسدادِ افقِ تشكيلِ حكومةٍ، وشبهُ انسدادِ آمالِ إنجازِ انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ،
وقد دخلَ رئيسُ الحزبِ الاشتراكيِّ وليد جنبلاط بالامسِ ليدفنَ آمالَ سليمان فرنجيه، وليطالبَ بعدمِ توريطِ قائدِ الجيشِ بالرئاسةِ الاولى.
عملياً تتقلَّصُ الاسماءُ وتتباعدُ الحظوظُ بما يقفلُ الآمالَ بانتخابِ رئيسٍ.
ماذا ننتظرُ؟
لا شيءَ.
قد يكونُ الموتُ البطيءُ هو ما ينتظرنا على ضوءِ الشموعِ من دونِ ماءٍ ولا دواءٍ...
***
العالمُ مشغولٌ بحربِ اوكرانيا وبالركودِ الاقتصاديِّ في اوروبا، وبازمةِ الطاقةِ، ولبنانُ يدفعُ ثمنَ التجاهلِ الدوليِّ باستثناءِ "المنتدبونَ الجدُدِ" الذينَ يعاملونَ اللبنانيينَ بالسخرةِ والاملاءاتِ وبشروطِ الاذعانِ.
***
ايُّ شعبٍ لبنانيٍّ عظيمٍ هذا القادرُ على ان يتحمَّلَ،
بعدَ كلِّ هذا الظلمِ، وهو صامدٌ يقاومُ ويعيشُ ولا يستسلمُ امامَ الطغاةِ، وحتى امامَ المراهقينَ السخيفينَ..!