#الثائر
على الساحة السنية، استرعى الانتباه خلال الساعات الفاصلة عن موعد الاستحقاق الانتخابي، تراشق مكتوم بين النائب بهية الحريري والأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري من جهة، والرئيس فؤاد السنيورة من جهة أخرى، فبينما أصدرت الحريري بياناً أكدت فيه التزامها قرار العزوف عن دعم أو تأييد أي من المرشحين في صيدا، تولى نجلها الرد بشكل غير مباشر على عبارة "سيبقى لبنان، سيبقى لبنان، سيبقى لبنان" التي استخدمها السنيورة في ختام كلمته المتلفزة مساءً، بعبارة مضادة عبر صفحته على "تويتر" أرفقها بصورة الرئيس سعد الحريري قال فيها: "سيبقى موقفك وحده يمثلنا، سيبقى موقفك وحده يمثلنا، سيبقى موقفك وحده يمثلنا"، بحسب "نداء الوطن".
وكان السنيورة قد طالب الناخبين بالمبادرة إلى "المشاركة الكثيفة في الاقتراع والتصويت للوائح السيادية"، لافتاً إلى أنه يتعرّض إلى "حملات وجملة افتراءات وتزوير وعناوين لا صحة لها والهدف حرف النظر عن القضايا الأساسية"، فأكد في المقابل عزمه على "عدم إدارة الظهر للدولة ومنع استباحة بيروت"، مثمّناً في هذا المجال موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي حثّ فيه الناخبين على الاقتراع بكثافة.
بدورها، أشارت "النهار" الى ان الرئيس السنيورة توجه برسالة مسهبة الى اللبنانيين اتسمت بدلالات بارزة اذ حمل فيها بأقصى الشدة على “حزب الله” ومشروعه وارتباطاته الايرانية وممارساته ودويلته في ما يشبه العريضة الاتهامية الشاملة داعيا للمواجهة الانتخابية والتصويت للسياديين . وإذ عاد الى ما واجهته حكومتاه من تجارب قال “نحن نبني وهم يهدمون ويخربون ..ورأيت ان الظرف الخطير الذي يمر به لبنان الدولة والشعب اللبناني لا يمكن ولا يجوز ان ندير له ظهرنا بل علينا واجب التصدي له بكل ما اوتينا من وسائل وعزم وعزيمة مثابرة وهذا ما دفعني الى الانخراط في المساعدة في العملية الانتخابية لمنع استباحة لبنان وبيروت ومناطقه كافة “.وتوجه السنيورة تباعا الى اللبنانيين ثم الى الشيعة ثم الى السنة ودعا الى التصويت بكثافة لنهج إعادة بناء الدولة الواحدة الموحدة القادرة على انتشال شعبها مما اوصلته اليه الدويلة . وإذ أشاد بمواقف البطريرك الراعي والمطران عودة والمفتي دريان حض على ” اسقاط الدويلة والخلاص من هيمنة السلاح غير الشرعي عبر المشاركة في الانتخابات بكثافة والاقتراع للدولة القوية المحكومة بالدستور والقوانين لا بفوهات البنادق وكواتم الصوت والمتفجرات “.
في المقابل، برزت زيارة سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان إلى دار الفتوى حيث أشاد سفير الكويت باسمهم بدور المفتي دريان "ومواقفه المشرفة الوطنية الجامعة المعتدلة التي تدعو إلى لمّ الصفوف ورصها"، بينما نقل بيان الدار أنّ السفراء الخليجيين تمنوا خلال اللقاء "أن تنجز الانتخابات النيابية المقبلة بكل شفافية لتعكس تطلعات وآمال اللبنانيين، لافتين إلى أنّ السلبية تجاه الانتخابات النيابية المقبلة لا تبني وطناً وتفسح المجال أمام الآخرين لملء الفراغ وتحديد هوية لبنان وشعبه العربي، وأنّ المشاركة في الانتخابات للوصول الى سدة البرلمان ينبغي أن تكون لمن يحافظ على لبنان وسيادته وحريته وعروبته ووحدة أراضيه".
ومن جهته شدَّد دريان على الأهمية المفصلية للانتخابات النيابية الراهنة في تاريخ لبنان وقال: "أعطينا توجيهاتنا وإرشاداتنا لأبنائنا وإخواننا بالمشاركة لا بالمقاطعة ولا أحد من المسؤولين نادى بالمقاطعة، فالانتخاب هو قرار وواجب ديني ووطني (...) والمقاطعة استسلام ولا نريد ان نسلّم لبنان لأعداء العروبة".
من جهة ثانية، أشارت "الراي الكويتية" ان السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري قال خلال لقاء دار الفتوى، رداً على سؤال عن تصنيفه لـ”حزب الله”، وما إذا كان يعتبره ميليشيا أو مقاومة، قال: “إذا قلنا عنهم ميليشيا بيزعلوا لكن علينا أن نسأل: هم اليوم مقاومة ضد من؟ خصوصاً أنهم أصبحوا في سوريا والعراق واليمن”، معتبراً أنه “يجب طرح موضوع المقاومة على طاولة وطنية بين المسؤولين وإلا قد تتفاقم الأمور، وللدولة جيشها الواحد هو المسؤول عن أمن البلاد والمواطنين، ولا يمشي بلد بجيشين وسلطتين”.