#الثائر
تزامنا مع الانتخابات البرلمانية ..
دارين نصر الدين تكتب ..
في بلدٍ استبيحت فيه؛ سرقة الأحلام، كتم أفواه الحق عن الكلام، تهجير أدمغةٍ وسلخها بعنفٍ عن الأرحام، والرقص في جنّازٍ لمرضى ماتوا لم يحصلوا على دواءٍ يشفي ويخفف الآلام. الجميع سائرٌ في نفقٍ مظلم شياطينه من مختلف الألوان محصّنين أنفسهم برتبة حكّام.
غداً الإنتخابات البرلمانية اللبنانية يقف اللبنانيين على فوهة بركانٍ وكأنّ كل المصائب التي عانوها من حممه لم تكن كافية، شعبٌ تحمّل الحرب الأهلية وتبعاتها، عانى التهجير،رموزه وقادته ومفكريه اغتيلوا من تفجيرٍ لتفجير، خزائنه وأمواله سرقت ونهبت ومجهولة المصير، حقوقه مستباحة من مأكل ومشرب، مسكن، كهرباء، مياه، وقود، ومعاشات لا تغطي نفقات الأسبوع الأول من الشهر، أدوية مقطوعة وغيرها وغيرها…. هل نحن أمام إبادة جماعية!!!
كفانا تغافل ،أوليس نوم الحارس مصباح السارق!!
إلى متى؟؟
إلى متى تلك الشعارات الرنّانة الفارغة التي يطلقها السياسيون ستلعب دور المخدّر في عقولنا، معظمهم مرتهن للخارج يساوم مع أسياده من يستطيع أن يأخذ الحصة الأكبر ويهديها له ليوسع نفوذه ويفرض سيطرته وشريعته ويخدم أحلامه التوسعيّة من خلالنا ويضمنا إلى ولايته وكأننا جزء منها، متى يفقهون أنّ هذا لبناننا بطوائفه وتنوّعه وانفتاحه، متى يدركون أنّ ديمومته من ديمومة هذا الكوكب لا يمكن حصره لجهة دون الأخرى.
متى يعلم أولئك الحكّام إننا سئمنا كذبهم ونفاقهم وشعاراتهم الرنانة، ووعودهم الفارغة من كل شيء عدا التحريض، التهويل، والكذب.
آلا كل ما هو آت قريب، وللأرض من كل حي نصيب!!! ما هي إلا ومضة عين تفصلنا عن محطة انتقالية قد لا تكون كعصا الساحر وتأخذنا إلى نعيم، ولكن بالمقابل يجب أن لا تكون عصا حفّارٍ يحفر المزيد من القبور.
نعم أيها اللبنانيون قفوا أمام مرآة ضمائركم عراة من كل الأثواب الطائفية، المذهبية، والحزبية البالية، واصرخوا صرخة الألم للمولود الجديد المجرّد من كل الخلفيات، وليكن صوتكم صوت حق في صناديق الإقتراع ،صوت حق يمثّلكم ويكترث لأوجاعكم،صوت حق يملك خططًا لمشاريع إنمائية، صوت حق يساهم في إيجاد حلول لما اقترفت أياديهم وبصيرتهم السوداوية.
نعم إنّ لرياح اليأس قوّة لا يمكن وصفها، كما أنّ لجبال الأمل صلابة لا مثيل لها. الغد آت لا محال والأمل موجود وأنتم باقون باقون باقون.
الحياة للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء، أيها اللبنانيون إذا كان الأمس ضاع ،فمنه سنأخذ العِبر وسنتعلّم درس من أقسى الدروس، وإذا كان اليوم بين أيدينا سوف نبصم فيه بصمة حق ،وفاء، وضمير قبل أن يجمع أوراقه ويرحل،ومن المؤكّد سيكون لدينا الغد لنحلم بشمسٍ مضيئة، وسيندثرون نعم إلى مزبلة التاريخ كل من ساورت له نفسه على سرقة الأحلام من شعبٍ كان الفرح،الحب، والأمل خبزه اليومي، سنطمر أنفاقهم السوداء البعيدة عن النور ونبني جسورا، تدعى جسور الحياة.