#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
من 10 أيلول 2021 إلى 20 أيار 2022، عمَّرتْ حكومةُ النجيبِ العجيبِ.
"تيتي تيتي، متل ما رحتي جيتي"... فاشلٌ سلَّمَ فاشلاً، وسلَّمَ على فاشلٍ...
كما حكومةُ الأكاديمي جاءتْ وراحتْ، وما زادتْ في البلدِ إلاَّ خراباً، كذلكَ حكومةُ النجيبِ العجيبِ... كلُّ يومٍ، إلى الوراءِ دُرْ!
9 أشهرٍ كاملةٍ، وزيادةُ 10 أيامٍ...
بعضُ الظرفاءِ يقول:
لو كانَ الحَبَلُ طبيعياً، لحانَ وقتُ الإنجابِ،
لكنَ النجيبَ لا يُنجِبُ إلاَّ الوعودَ،
وهو كشهرزاد التي بقيتْ تروي لشهريار أخبارَ الخرافاتِ، حتى ثبَّتت أقدامها في قصرِ السلطانِ…
***
في آخرِ صرعاتِ النجيبِ العجيبِ، أنهُ يستقبلُ الوفودَ تلوَ الوفودِ ويقولُ للجميعِ:
انتظروني، ما زالَ أمامنا جلستانِ للحكومةِ قبلَ أن تنتهي ولايةُ المجلسِ النيابيِّ في 20 أيار وندخلَ مرحلةَ تصريفِ الأعمالِ،
سنحقِّقُ لكمْ المطالبَ، وسترونَ مني العجائبَ!
يخرجُ الناسُ "مدووخينَ" من السراي، و"مدهوشينَ" من مهارةِ رئيسِ الحكومةِ في رشِّ الوعودِ…
بعضهمْ فكَّرَ أن يُعبِّئ أكياساً من الوعودِ ويخزِّنها للأيامِ الصعبةِ، لعلَّ الميقاتي يخرجُ من السراي ولم يعُد!
***
يقولُ النجيبُ لأساتذةِ الجامعةِ اللبنانيةِ:
في الجلستينِ الأخيرتينِ سنحلُّ مشكلاتكمْ،
ويقولُ لذوي ضحايا المرفأِ:
في الجلستينِ، سنوقِّعُ التشكيلاتِ القضائيةَ لنعرفَ الحقيقةَ…
ثم يحكُّ رأسهُ، فتخرجُ منهُ وعودٌ جديدةٌ: خطًّةُ التعافي، "الكابيتال كونترول"، البطاقةُ التموينيةُ، الكهرباء... ووعودٌ أخرى تبدأُ ولا تنتهي...
وطبعاً، لا ينسى أن يُعرِّجَ على بني قَومِهِ الفقراءِ في طرابلس، فيتذكَّرُ أن يتعاطفَ مع ذوي ضحايا مركبِ الموتِ، ويطلقُ الوعدَ بالعدالةِ...
ثم يجلسُ في كرسيِّهِ الوثيرِ في السراي، منتظراً وفداً جديداً سيأتي، ليخرجَ مُحمَّلاً بأكياسٍ جديدةٍ من الوعودِ…
وعلى طريقةِ نزار قباني، "لا شيءَ معي إلاَّ كلماتٌ"…
***
في نظرةٍ بسيطةٍ على جدولِ أعمالِ مجلسِ الوزراءِ غداً، لا نجدُ شيئاً من تحقيقِ الوعودِ… وهذا مُتوَقَّعٌ!
قُلْ لنا يا دولةَ النجيبِ:
الأمرُ الذي لم يتحقَّق في 9 أشهرٍ، كيفَ ستحقِّقهُ في 9 أيامٍ؟
وإذا كنتَ قادراً على تحقيقهِ الآن، فما الذي كانَ يمنعكَ طوالَ هذهِ الفترةِ من عملِ الحكومةِ؟
والأهمُّ، لو تشرحُ لنا:
ما سرُّ انشراحِكَ الدائمِ هذهِ الأيامِ، على رغمِ كلِّ مآسي وكوارثِ كلِّ الناسِ؟
هل صحيحٌ أنكَ تراهنُ على إقامةٍ طويلةٍ في السراي، ووضعيةِ تصريفٍ للأعمالِ لا نهايةَ لها؟
وخلالها، يكونُ البلدُ مأزوماً، والانتخاباتُ الرئاسيةُ مأزومةً… وأنتَ تُطلقُ الوعدَ تلوَ الوعدِ:
خلّوني في السراي. فالاتفاقُ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ آتٍ ومعهُ الفرجُ، وأموالُ المودعينَ راجعةٌ...
حقاً...كفى مناوراتٍ "قرفتونا"!
***
كلُّ ما يريدهُ الناسُ يا دولةَ النجيبِ هو أن تذهبَ حكومتكمْ إلى غيرِ رجعةٍ... وغيرَ مأسوفٍ عليها.
فاستعدُّوا يا أبناءَ الثورةِ للاقتراعِ من أجلِ الوطنِ النظيفِ والمستقبلِ الآمنِ لأبنائكمْ،
ومرَّةً جديدةً نُخاطبكمْ يا لوائحَ التغييرِ:
إنسحبوا لتتَّحدوا، وليمنحْ الأقلُّ حظاً فرصةَ الفوزِ للأوفرِ حظاً، كما فعلَ بعضُكمْ في بيروت الأولى والثانيةِ حتى اليومَ.
فالوقتُ ليسَ للأنانياتِ والتسابقِ على المواقعِ...
إنها فرصتكمْ الأخيرةُ لإنقاذِ لبنانَ والهويةِ، فلا تضيِّعوها!