#الثائر
التقى رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" النائب المستقيل سامي الجميل في دارته في بكفيا، الموفد الفرنسي باتريك دوريل ترافقه السفيرة الفرنسية آن غريو، في حضور عضو المكتب السياسي الكتائبي جويل بو عبود، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الدكتور ميشال ابو عبدالله، منسق العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبدالله ومدير مكتب الجميل برونو عطية.
الجميل
اثر اللقاء قال الجميل: "استمعنا الى المعاناة التي يشعر بها الفرنسيون بسبب مماطلة المسؤولين اللبنانيين في التزام وعود الاصلاح والسير بانقاذ لبنان من الكوارث التي نمر بها"، واشار الى ان "الفرنسيين يحاولون مساعدة لبنان غصبا عن المسؤولين أما التجاوب معهم فليس كما يلزم، فيما مسألة تشكيل الحكومة تتراوح في شد الحبال والمنطق نفسه والنهج السابق والمحاصصة والشروط المتبادلة، في وقت الشعب اللبناني يرزح كله تحت ازمة تاريخية، والشباب يهاجرون ونخسر الطاقات، وما زالوا يتمسكون بالشروط ويطبقون منطق المحاصصة ومرقلي تمرقلك".
اضاف: "بالنسبة لنا اكدنا الشكر الكبير للجهد الذي تقوم به فرنسا لمساعدة لبنان وشعبه، ولا احد يجبرهم على ذلك، خصوصا بعدما كان التعاطي من قبل المسؤولين اللبنانيين بالشكل الذي حصل. لذلك نشكر إهتمام فرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون على كل الجهد الذي تقوم به من أجل لبنان"، وأكد ان "لا انقاذ للبنان بوجود هذه المنظومة المتحكمة برقاب اللبنانيين، ولا فرصة الا بالتغيير".
وتابع: "مهما أعطيناهم من فرص، لو أرادوا أن ينتجوا لفعلوا ذلك سابقا، ولو أرادوا القيام بإصلاحات لفعلوا ذلك، ولو ارادوا القيام بأمر جيد للبنان لفعلوا ذلك، ثلاثة انفجارات حصلت، الأول إقتصادي - اجتماعي والثاني شعبي والثالث إنفجار فعلي في بيروت وكل هذه الإنفجارات لم تهزهم، فإذا لا شيء سيهزهم".
وشدد على ان "المطلوب اليوم ان نتكاتف مع كل التغييريين في البلد، الذين يحبون لبنان واللبناني بمعزل عن طائفته لكي نخوض سويا معركة التغيير التي لا بد ان تنتج"، واشار الى انه أكد للموفد الفرنسي "عدم القبول بأي شكل من الاشكال بتأجيل الانتخابات وهذا الامتحان سيكون كبيرا للشعب اللبناني"، وقال: "هذه المعركة ستبدأ ونحن سنكون فيها بالمرصاد وإلى حين الوصول الى الانتخابات النيابية. معركتنا مستمرة بالضغط على السلطة من اجل تطبيق الاصلاحات وتهدئة البلد بالحد الادنى وصولا الى التغيير الشامل الذي نطمح له".
واشار الى ان "فرنسا تضغط على المسؤولين للقيام بمصلحة البلد لا بمصلحة فرنسا، لأن الاصلاحات المطلوبة هي لمصلحة لبنان واللبنانيين والمالية العامة والشفافية. اصغر امر مطلوب اليوم هو التدقيق، وبحسابات مصرف لبنان يتم عرقلته حتى هذه اللحظة"، مؤكدا ان الكتائب "مستمر الى جانب كل التغييريين بوجه هذه المنظومة والنادي الذي خرب البلد وما زال يصر على خرابه".
وردا على أسئلة الصحافيين، أوضح الجميل ان "فرنسا مستمرة في مبادرتها، لكنها تحترم سيادة لبنان ولا يمكنها ان تفرض عليه، وهي لا تملك جماعة لها في لبنان لتحركها، كما أن باريس لا تقوم بهذه المبادرة لمصلحتها. لدى فرنسا مصلحة ان يكون بلد فرونكوفوني مثل لبنان واقفا على رجليه، اضافة الى العلاقة التاريخية بين البلدين التي عمرها مئات السنوات، وان يكون لفرنسا في المنطقة بلد فرونكوفوني لديه علاقة مميزة مع أوروبا، وهذا امر بالنسبة لفرنسا استراتيجي ويجب ان يكون الامر كذلك بالنسبة للبنانيين، لان على لبنان ان يستمر بلعب دور صلة الوصل بين الشرق والغرب، واذا تحولنا شرقا كما يريد البعض وقطعنا أوصال العلاقات مع الغرب نكون بذلك نقضي على الهوية اللبنانية التعددية التي هدفها الربط بين الغرب والشرق، ونحن مزيج من الاثنين معا ويجب ان نبقى كذلك لا ان ننفصل عن صداقاتنا التاريخية".
ولفت الى ان فرنسا "مستمرة في دعم الشعب اللبناني من خلال المساعدات الإنسانية، لكن لكي يساعدوا الدولة للنهوض بالاقتصاد وبناء بلد متطور، يجب القيام بإصلاحات على صعيد الدولة اللبنانية، لكن طالما ان لا حكومة قادرة على اخذ ثقة الناس والمجتمع الدولي، فلن يكون هناك اصلاحات ولا انقاذ".
وختم: "نحن قلنا للموفد الفرنسي ولماكرون اننا لا نتأمل أن تكون هذه البوطة قادرة على القيام باللازم لانقاذ لبنان، لانهم لا يعرفون التصرف الا انطلاقا من مصالحهم ولا يعرفون اي طريقة اخرى، ونحن حذرنا الفرنسيين من ذلك منذ اليوم الأول، وللاسف نرى اليوم انه بوجود هذه المنظومة، من الصعب جدا على اي مبادرة ان تنجح، لان اي اصلاح هو ضد مصلحة هذه الجماعة، ولا يمكن لمن اوصل البلد الى هذه الأزمة ان يلعب دور الإنقاذ".