#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
...وكأننا مصابونَ بـ "صدمةٍ كهربائيةٍ" هذهِ الأيامَ!
وليسَ أقوى من الصدمةِ التي طالعَنا بها الوزيرُ "الأشبهي"، "ما غيرو"، الذي "طَلَّ من الطاقةِ"؟
اليوم، لا تكادُ الكهرباءُ تزورنا ساعتينِ في اليومِ.
وعلى أملِ التكرُّمِ بساعتينِ إضافيتينِ، يَطلبُ معاليهِ من سعادةِ الحاكمِ، تزويدَهُ بـ77 مليونَ دولارٍ "فريش"…
نعم، يا أيها الواقفونَ في طوابيرِ الذلِّ على أبوابِ المصارفِ والـATM، بعدَ عطلةِ يومينِ وإضرابِ يومينِ، من أجلِ 200 دولارٍ،
هناكَ 77 مليونَ دولارٍ "طازجةٌ" ستطيرُ دفعة واحدة من المركزيّ، أي من اموالِ المودعينَ، على أملِ أن تخفِّفَ من عتمتكم ساعتينِ لا أكثرَ!
وها نحنُ أصبحنا تماماً في الجوِّ:
فالباقي من ودائعنا يطيرُ،
والباقي من "نوَّاصةِ" الكهرباءِ يطيرُ،
والدولارُ عادَ يطيرُ محلِّقاً في الفضاءاتِ…
وكأننا نعيشُ في شبهِ دولةٍ بلا سقفٍ...
والعوضُ بسلامتكمْ الدولاراتُ... والليراتُ والكهرباءُ وكلُّ شيءٍ!
***
لو يجيبنا أحدٌ منكمْ: ما سرُّ "جاروفةِ" الكهرباءِ الجائعةِ منذُ سنواتٍ وسنواتٍ، والتي ابتلعتْ 45 مليارَ دولارٍ حتى اليومَ، ولا تشبعُ ولا ترتوي!
كانَ الحلُّ قبلَ سنواتٍ، بمليارٍ أو اثنينِ، وبمعملٍ أو اثنينِ يجري تركيبهما خلالَ عامٍ أو اثنينِ… وتنتهي الأزمةُ!
هل تَذكرونَ العرضَ الألمانيَّ الذي رفضتموهُ وهرَبتمْ منهُ بلا سببٍ، ومِثلَهُ عشراتُ العروضِ الأخرى…
إن نسيتمْ فلن ننسى أنكمْ فضَّلتمْ طريق الفسادِ والسمسراتِ، وطابَ لكمْ الدسمُ الآتي في المسلسلِ التركيِّ، بالبواخرِ…
لن ننسى أنكمْ تركتمْ الشبكة مشاعاً للتعليقِ عليها،
واليومَ صاروا يسرقونَ الشبكاتِ والعواميدَ بأمِّها وأبيها، ويبيعونها "كخردةٍ"، بعدَ اتفاقِ "النجيبِ العجيبِ" مع تركيا!
وهكذا، فإن فسادكمْ يدومُ ويدومُ…
***
77 مليونَ دولارٍ "فريش"، يقالُ إن بعضها من أجلِ ساعتينِ من الضوءِ، وبعضها الآخرُ لشركاتِ الخدماتِ التي تلوِّحُ بالتوقفِ في أيِّ لحظةٍ!
نعم، من شهرٍ إلى شهرٍ، ومن عامٍ إلى عامٍ، تتكدَّسُ الديونُ لهذهِ الشركاتِ،
وفي النهايةِ سيأتي يومٌ ويدفعها المركزيُّ… من النزرِ القليلِ الباقي من ودائعنا...
الدولةُ اليومَ تستدينُ بالليرةِ وتُنفقُ بالدولارِ، ومن أموالنا طبعاً...
وفي لحظةٍ، سيهدِّدنا الجميعُ: إدفعوا الصيانة من ودائعكمْ، وإلاَّ... "فتُصبحونَ على كهرباءٍ"!
***
ومِن أوَّلِها إلى آخرها، قصتكمْ هي قصةُ استقواءِ فاسدي الفساد على الأوادمِ في هذا البلدِ…
ومن أوَّلِها إلى آخرها، قصتكمْ هي قصةُ وطنٍ تحرقونهُ لمصالحكمْ.
فإلى أينَ تريدونَ أن تصلوا ...
وهل سيُكتَبُ لنا الخلاصُ؟
أم بعدُ...!