#الثائر
يواصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مشاركته في المؤتمر المنعقد في مدينة فلورانس الايطالية بعنوان "المتوسط مساحة سلام"، بدعوة من مجلس الأساقفة الكاثوليك في إيطاليا برئاسة الكردينال كوالتييرو باسيتي، بالتعاون مع بلدية فلورانس، وذلك في دير الآباء الدومينيكان. ويرافق الراعي المطارنة منير خيرالله، جوزف نفاع ورفيق الورشا والمحامي وليد غياض.
في جلسة الافتتاح تحدث رئيس الحكومة الايطالية ماريو دراغي مرحبا بالمشاركين القادمين من إيطاليا وخارجها، ومن بلاد الشرق الأوسط، باسم حكومة إيطاليا وشعبها، متمنيا لهم "اجتماعا ولقاءات مثمرة تعزز روابط التضامن في ما بين دول حوض البحر المتوسط".
ثم تحدث باسيتي عن أبعاد المؤتمر واهميته، والتي تتلخص بـ"الوحدة في الإيمان، وتقوية التضامن، والتركيز على اللقاء ما بين المؤمنين من مختلف الديانات والثقافات، وضرورة عيش الأمانة لدعوتنا في الرسالة، وقبول الآخرين واحترامهم وتقديم الشهادة للمسيح الرب القائم من بين الأموات، ونشر مبدأ الأخوة الإنسانية الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس".
بعد ذلك، بدأت اعمال المؤتمر التي تستمر حتى مساء الاحد في 27 الحالي. وقد أعلن اليوم عن عدم تمكن البابا فرنسيس من ترؤس القداس الختامي للمؤتمر يوم الاحد لاسباب صحية.
وصباح اليوم الجمعة، ترأس الراعي الذبيحة الالهية بمشاركة اعضاء المؤتمر وقد تقدمهم بطاركة الشرق الكاثوليك، وعدد من الكرادلة من بينهم عميد مجمع الكنائس الشرقية الكردينال ليوناردو ساندري وامين سر حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير.
وفي التأمل الروحي بعد تلاوة الانجيل المقدس وتحت عنوان "ذكرا وانثى خلقهما"، قال الراعي: "ان كلمة الرب في انجيل اليوم تختصر عملية الخلق التي ارادها للعائلة. عالمنا اليوم بحاجة لأن يتعمق اكثر فأكثر بقدسية وإنسانية سر الزواج المقدس، الزواج الذي جعله الله مباركا بين الرجل والمرأة. علينا أن ندرك حقا قيمة العلاقة بين الزوجين. وهنا تكمن حقيقة العلاقة بين الله وشعبه".
أضاف: "إن الزواج هو القيمة الحقيقية لمعرفة حقيقة عالمنا الاجتماعي والكنسي. وهنا يتوجه تفكيرنا الأعمق إلى ماهية العائلة وأهميتها. فإن لم تكن العائلة مقدسة، فلا إمكانية لوجود أوطان مقدسة ولا دولة مقدسة ولا مجتمع مقدس. فهي النواة الحقيقية التي عليها تبنى المجتمعات والأوطان. العائلة هي نواة المجتمع البشرى السليم، نواة الدولة السليمة، ونواة الوطن بعيشه، وضمانة عيش كرامة الشخص البشري. نحن اليوم نتذكر ونستذكر كل عائلة في مجتمعاتنا، ونذكر بشكل خاص العائلة المسيحية. نصلي لهذه العائلة لكي تعي قيمة قدسيتها وكرامتها في قلب الكنيسة والمجتمع".
وتابع: "نستنتج أن العائلة هي نواة الإيمان. فحين تكون واحدة وموحدة، يمكن أن ننطلق نحو مشروع توحيد الفكر السليم من أجل ضمانة المجتمعات والأوطان في عيشها السليم. ولن ننسى أيضا أنها النواة المقدسة التي فيها ومن خلالها يسمع كل شاب وصبية نداء سواء إلى الحياة المكرسة أم إلى الحياة الاجتماعية. فمن العائلة ينبثق نظام عيش المجتمعات بطريقة سليمة ومسالمة".
وختم: "نسأل الله أن يحفظ ويصون عائلاتنا كي ندرك معنى العلاقة المقدسة بيننا وبين إلهنا الخالق الذي يصون كراماتنا، فنسمع صوته ونلبي النداء لخدمة كنيستنا ومجتمعاتنا وأوطاننا. إننا نؤمن بإلهنا الحي الذي يجدد كل يوم علاقة حبه لنا ومن أجلنا".
نصار
وبعد الظهر، التقى البطريرك الماروني وزير السياحة وليد نصار الذي يمثل الدولة اللبنانية في المؤتمر، يرافقه القنصل الفخري للبنان في فلورانس شربل شبير، واطلع منه على المواضيع التي يتطرق اليها مؤتمرهم بدعوة من بلدية فلورانس والمتزامن مع المؤتمر الكنسي فيها حيث يبحث المشاركون في أوضاع بلدانهم ودور الكنيسة والمجتمع المدني في تعزيز فرص السلام والمطالبة بالاعتراف بالمواطنة الكاملة لجميع مواطني بلدانهم بحيث يتساوون في الحقوق والواجبات، ويحترمون التعددية الدينية والثقافية والسياسية، ويعيشون معا في الأخوة والمحبة والتضامن.
ومن المقرر ان يوقع المشاركون في نهاية المؤتمر على وثيقة المواطنة والاخوة وسيرفعونها الى البابا فرنسيس الذي سيحملها الى المسؤولين في العالم من خلال مداخلاته ولقاءاته كصدى لصوت شعوب المنطقة.