#الثائر
بعد عودته إلى بيروت للمشاركة في إحياء ذكرى استشهاد والده، ما زال الرئيس سعد الحريري على موقفه المقاطع للانتخابات، ترشيحا واقتراعًا، بحسب ما نقل عنه لجريدة "الأنباء" الالكترونية النائب عاصم عراجي بعد مشاركته في اجتماع بيت الوسط بحضور الحريري.
ونقل عراجي عن الحريري إصراره على موقفه الرافض للمشاركة في الانتخابات، تاركاً لأعضاء الكتلة حرية الإختيار بين الترشح على المسؤولية الشخصية أو العزوف، لأنه لن يتبنّى أحدًا لا في السر ولا في العلن، مركزاً اهتمامه على إعادة هيكلة تيار المستقبل والعمل على تنظيمه وترسيخ العقيدة الحريرية على خطى والده الرئيس الشهيد، بالاضافة الى متابعة أعماله في الخارج. وقد وعد الحريري بأنه لن يغيب عن بيروت كثيراً، وأن زياراته ستخصص للاهتمام بتيار المستقبل فقط، وهو غير معني بأي مبادرة تصدر عن القيادات السنية في ما خص المشاركة بالانتخابات.
الى ذلك، كشف مصدر نيابي في كتلة "المستقبل" عبر "اللواء"، ان الرئيس سعد الحريري ، كرر خلال لقائه باعضاء الكتلة في بيت الوسط أمس، عدم مشاركته بالانتخابات النيابية المقبلة، او تسميته او دعمه او دعم التيار، لاي مرشح كان، طالبا ممن يريد الترشح ان يترشح باسمه وعلى مسؤوليته الشخصية.
واشار المصدر ان الحريري، شدد على من يريد الترشح، ان لا يكون ترشحه تحت شعار او يافطة التيار، او باسم رئيسه، لانه سيضطر الى اصدار توضيح ينفي هذا التصرف.
ونقل المصدر عن الحريري دعوته لاعضاء الكتلة للاستمرار بحضور جلسات مجلس النواب وممارسة دورهم التشريعي، والمشاركة بمناقشة مشروع الموازنة العامة التي ستعرض للمناقشة، مشددا على ضرورة التصدي لاي محاولة للتمديد للمجلس النيابي بالاستقالة منه فوراً.
نقلت مصادر الحاضرين في اجتماع الرئيس سعد الحريري مع كتلته النيابية، عن رئيس تيار المستقبل قوله: "بعدَ مغادرتي لبنان في المرة الأخيرة، سمعت كلاماً كثيراً عن أنّني أمانع ترشّح أحد. أنا لم أقل كذلك، بل طلبت منكم عدم الترشّح باسم التيار أو إقامة نشاطات باسمه. واليوم، أجدّد طلبي هذا، لكنني لست أنا من يقرّر خياراتكم الشخصية". وأضاف: "من يريد مواصلة العمل السياسي والنيابي القرار له، وهو يقدّر ظروفه في منطقته وبين أهله والناس الذين يصوّتون له، وليفعل ما يراه مناسباً، لكن بشكل مستقل". وأضاف "لم أستدعكم لأمنع أحداً من فعل ما يريد. هذا الاجتماع هو للتأكيد على أنني لا أجبِر أحداً على شيء، لكن أرفض أن تخوضوا أيّ استحقاق باسم تيار المستقبل أو باسم سعد الحريري".
وبحسب زوار بيت الوسط لـ"الأخبار"، كان الحريري حريصاً على نفي وجود ضغوط عليه. وقال: "ليس هناك تواصل بيني وبين المسؤولين في السعودية، أما المسؤولون في دولة الإمارات فقد أتاحوا لي استئناف أعمالي التجارية ولم يطلبوا مني شيئاً في السياسة". وأضاف: "قراري يستند أساساً الى عدم قدرة أحد على تعديل الوقائع المحلية في الفترة المقبلة. وكل من يدعوني الى تعديل موقفي يعرف أنه لا يملك أدنى فكرة عن الوقائع".
ورداً على سؤال حول إمكان تفويض السنيورة قيادة التيار في المرحلة المقبلة وخوض الانتخابات، أجاب: "قلت للرئيس السنيورة إن من الأفضل له الابتعاد عن خوض الانتخابات، ولا أرى أيّ جديد يتيح له أو لغيره القيام بما عجزت أنا عن القيام به، ولذلك، عدت وأكدت على الجميع، من أفراد العائلة ومن القيادات الرئيسية في التيار بأن قرار العزوف حاسم، ولن يحصل أي تعديل فيه. وأنا أنصح الجميع بعدم التحمس لخوض انتخابات لن تغيّر شيئاً في الوقائع، والنتيجة ستكون وبالاً على كل من يتطوّع لدور لا يجرّ له سوى الشتائم من الشعب المتعَب".