#الثائر
حمل عام 2021 الأزمات الاقتصادية والمالية الخانقة الموروثة من سنة 2020 كما حمل العراقيل التي اصطدمت بها عملية تأليف الحكومة اللبنانية وخصوصاً من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري ، الذي انتهى به الأمر إلى تقديم اعتذاره عن عدم التأليف بعد حرب بيانات بينه وبين رئاسة الجمهورية وتكليف الرئيس نجيب ميقاتي ، الذي ما لبثت أن تعطّلت حكومته نتيجة اشتراط الثنائي الشيعي تنحية المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وما تخللها من أحداث في الطيونة، وما تبعها من أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين لبنان والسعودية وعدد من دول الخليج لم تنته مفاعيلها على الرغم من استقالة من تسبّب بها وهو وزير الإعلام جورج قرداحي.
وقد بدأ 2021 بقلق كبير نتيجة فقدان السيطرة على وباء كورونا ودخول لبنان مرحلة الخطر حيث تمّ إقفال شامل واعلان طوارئ صحية بعدما تخطّت المستشفيات قدراتها الاستيعابية بعدما وصلت الإصابات يومياً إلى حوالي 4500 حالة، إثر التخالط الذي حصل في عيدي الميلاد ورأس السنة وعدم التزام كثيرين بالإجراءات الاحترازية.
في 5 كانون الثاني/يناير عادت السجالات السياسية بعد موقف لقائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي الذي اعتبر أن صواريخ المقاومة هي الخط الأمامي للمواجهة. وفيما اكتفى الرئيس ميشال عون بتغريدة وصفت بأنها «باهتة» تؤكد أن «لا شريك للبنانيين في حفظ استقلال وطنهم وسيادته على حدوده» توجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالقول «لا نريد حمايتك للبنان وما نعانيه من إذلال وانتهاك للسيادة هو بسبب مقاومتك» فيما المستشار الإعلامي للحريري حسين الوجه رفض التعامل مع لبنان كـ «مقاطعة إيرانية».
في 10 كانون الثاني/يناير وعلى خلفية الكباش حول تأليف الحكومة، أعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أنه «لا يأتمن سعد الحريري على الإصلاح» طارحاً علامات استفهام حول المداورة والاختصاص وحق رئيس الجمهورية بتسمية الوزراء المسيحيين، مستغرباً التعاطي معه كـ»باش كاتب» ليردّ عليه «تيار المستقبل» «أن الحكومة جاهزة وفقاً للمعايير الفرنسية وليس الباسيلية».
في 28 كانون الثاني/يناير اندلعت احتجاجات كبيرة في طرابلس نتيجة الأزمة الاقتصادية وهاجم غاضبون منازل نواب المدينة وأحرقوا مبنى البلدية، وسقط نتيجة المواجهات مع الجيش قتيلان. وقد رفض «تيار المستقبل» الحل الأمني للأزمة المعيشية، محذّراً من «مخطط دنيء يطل برأسه من أقبية مخابرات».
في 1 شباط/فبراير، حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنعاش مبادرته من خلال اتصاله بالرئيس عون، فيما زارت السفيرة الفرنسية آن غريو رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كشف أن العائق هو الثلث المعطّل.
في 18 شباط/فبراير تمّ كف يد المحقق العدلي القاضي فادي صوّان من قبل محكمة التمييز في الدعوى المقدمة من الوزيرين السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر بداعي «الارتياب المشروع» بعد قول صوّان إنه «لن يتوقّف عن ملاحقة أي مسؤول ولن يتوقّف أمام أي خط أحمر وأي حصانة».
في 27 شباط/فبراير شهدت بكركي تظاهرة حاشدة أيّدت االبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وأطلقت شعارات ضد حزب الله، مطالبة برحيل عون. وخاطب الراعي المتظاهرين بعبارة «لا تسكتوا» داعياً إلى «مواجهة الحالة الانقلابية وتحرير الدولة» وحظيت مواقفه بدعم جعجع وجنبلاط.
في 15 آذار/مارس، انتفض قائد الجيش العماد جوزف عون في وجه السياسيين، رافضاً التدخّل في شؤون المؤسسة العسكرية ووضع الجيش في مواجهة الشعب. ونقلت «القدس العربي» عن أوساطه أنه «لا يخطّط لانقلاب عسكري ولا يضمر شيئاً في موضوع الرئاسة».
في 17 آذار/مارس، خاطب عون الرئيس المكلف داعياً إياه إلى بعبدا للتأليف الفوري لحكومة إنقاذ وإلا إفساح المجال أمام كل قادر. وردّ الحريري بأنه سيزوره للمرة السابعة عشرة لمناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه، وفي حال عجز عن التوقيع لوقف الانهيار سيكون على فخامته أن يختصر آلام اللبنانيين عبر إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة.
في 22 آذار/مارس، رفض الحريري تعبئة ورقة منهجية أرسلها عون وأرجعها إليه، وبات البلد مفتوحاً على كل الاحتمالات.
في 19 نيسان/أبريل طُرح موضوع ترسيم الحدود البحرية شمالاً بموازاة الترسيم جنوباً والدعوة إلى تعديل المرسوم 6433 ورفض حلفاء سوريا وضعها في المنزلة ذاتها مع العدو الإسرائيلي.
وفي اليوم ذاته، نفّذت القاضية غادة عون المقرّبة من القصر الجمهوري عملية دهم وخلع وكسر في مكاتب «شركة مكتّف للصيرفة» بمؤارزة من مناصري التيار العوني بحثاً عما تشتبه به بوجود ملفات فساد وتهريب دولارات. ودفع تسييس القضاء بشارع عون للوقوف في وجه شارع «المستقبل» الذي نزل للدفاع عن المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، فيما إنتقد البعض الهمروجات الحزبية وإستغرب عدم ملاحقة مؤسسة «القرض الحسن».
في 27 نيسان/أبريل يعلن السفير السعودي وليد البخاري عن ضبط 57 مليون حبة مخدّرة والمملكة تحظّر دخول الخضار والفواكه إليها.
في 20 أيار/مايو، توجّه عشرات الألوف من النازحين السوريين إلى مقر السفارة وهتفوا للرئيس بشار الأسد وحصلت اشكالات في نهر الكلب والأشرفية مع شبّان لبنانيين قريبين من القوات اللبنانية، ودعا جعجع من يقترع للأسد لمغادرة لبنان فوراً والالتحاق به.
في 21 أيار/مايو، مناقشة رسالة وجّهها عون إلى مجلس النواب لم تقدّم ولم توخّر ولم تسحب التكليف أو تحدّد مهلة زمنية للتأليف.
في 28 حزيران/يونيو، بدأت طوابير الذل أمام محطات المحروقات وعمّت العتمة مناطق لبنانية وتوقّفت معاملات للدولة ومكيّفات مستشفيات نتيجة انقطاع مادة المازوت وتوقّف مولّدات الكهرباء عن العمل، وترافقت هذه المستجدات مع غليان في الشارع.
في 2 تموز/يوليو، يقرّر المحقق العدلي الجديد القاضي طارق البيطار الادعاء على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب واستجواب وزراء سابقين ومسؤولين أمنيين كبار وقضاة قبل شهر على ذكرى انفجار المرفأ.
في 15 تموز/يوليو، الرئيس الحريري يقدّم اعتذاره عن عدم تأليف الحكومة بعد 9 أشهر على التكليف نتيجة خلافه مع عون وباسيل على تسمية الوزيرين المسيحيين ومنح الثقة للحكومة، ويقول من بعبدا «الله يعين البلد».
في 26 تموز/يوليو، تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتأليف الحكومة بـ72 صوتاً بينهم كتل حزب الله وبري والحريري وجنبلاط وامتناع 42 بينهم التيار العوني والقوات اللبنانية وغياب 3 نواب.
في 1 آب/أغسطس، قتل قتل أحد مسؤولي سرايا المقاومة علي شبلي في عملية ثأرية بعد سنة على إشكال مع عرب خلدة.
في 5 آب/أغسطس إسرائيل تخرق قواعد الاشتباك وينفّذ طيرانها الحربي غارتين للمرة الأولى منذ حرب تموز، وحزب الله يردّ في اليوم التالي بعشرات الصواريخ ويلقى اعتراضاً درزياً في شويا رفضاً لتعريض مناطقهم للخطر.
في 11 آب/أغسطس مقاطعة واسعة للجلسة النيابية المخصصة لبحث عريضة الاتهام.
في 20 آب/أغسطس جدل كبير حول باخرة المازوت الايرانية وتخوّف حول توريط لبنان بمغامرة.
في 10 ايلول/سبتمبر ولدت حكومة ميقاتي بعد اتفاق بين صهري عون وميقاتي لتنال ثقة المجلس بعد 5 أيام بـ 85 صوتاً.
في 11 تشرين الأول/أكتوبر فتح أمين عام حزب الله النار على المحقق العدلي واتهمه بأنه «يشتغل سياسة ويوظّف الدماء خدمة لاستهدافات سياسية» والمحقق العدلي يصدر مذكرة توقيف بحق معاون بري، ومسؤول الأمن والارتباط في حزب الله وفيق صفا يوجّه رسالة تهديدية للبيطار ، ووزير «حركة أمل» محمد وسام مرتضى يعلن تعليق مشاركة وزراء الثنائي الشيعي في مجلس الوزراء إلى حين تنحية البيطار.
في 14 تشرين الأول/أكتوبر انفجر الاحتقان إثر تظاهرة للثنائي الشيعي دخلت أحد شوارع عين الرمانة المسيحية وسقط 7 قتلى و32 جريحاً، وحمّل الثنائي القوات اللبنانية مسؤولية الاعتداء المسلّح.
في 25 تشرين الأول/أكتوبر تبليغ سمير جعجع لصقاً الاستماع إلى افادته في فرع مخابرات الجيش الذي رفض المثول وسط غضب من الصيف والشتاء تحت سقف واحد.
في 26 تشرين الأول/أكتوبر أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين لبنان والسعودية وعدد من دول الخليج إثر تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي الذي رفض الاستقالة مدعوماً من حزب الله و«تيار المردة».
في 28 تشرين الأول/أكتوبر إنسحاب نواب التيار الوطني الحر من جلسة البرلمان بعد اشكالية حول نصاب التصويت وتقديمهم لاحقاً طعناً بتعديلات قانون الانتخاب وتصويت المغتربين لـ 128 نائباً.
في 3 كانون الأول/ديسمبر، استقالة الوزير قرداحي في استجابة متأخرة لطلب الرئيس ميقاتي لاستخدامها ورقة بيد الرئيس الفرنسي في زيارته السعودية وكخطوة تفتح الباب للحوار مع الخليج.
تصريحات:
• في 11 كانون الثاني/يناير، اتهم الرئيس عون الرئيس المكلّف سعد الحريري بـ «الكذب» أمام الكاميرا خلال التقاط صور اجتماعه برئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب، حيث قال «ما في تأليف، بيقول عطاني ورقة…عم بكذّب». وقد استدعى هذا التصريح ردود فعل غاضبة بينها للحريري الذي استعان بما ورد في سفر الحكمة عن»المكر والغش والإثم».
• في 18 تشرين الاول/اكتوبر، أمين عام حزب الله هاجم جعجع بعد أحداث الطيونة وقال بلهجة تهديدية: «لا تخطئوا الحساب إقعدوا عاقلين تأدّبوا وهيكليتنا العسكرية 100 ألف مقاتل فمع مَن تريد حرباً داخلية؟».
راحلون:
• في 31 كانون الثاني/يناير، توفي النائب ميشال المر الذي شكّل علامة فارقة لسنوات في الحياة السياسية واشتهر بأنه كان لفترة معينة صانع رؤساء جمهورية.
• في 4 شباط/فبراير اغتيل المعارض الشيعي لحزب الله لقمان سليم في الجنوب بعدما كان نبّه إلى تهديده وتخوينه من قبل من سمّاهم «خفافيش الظُلمة».
القدس العربي