#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لو بقيتْ فرقةُ ميَّاس في لبنانَ، لكانتْ أكلتها العفونةُ وسيطرَ عليها يأسُ الدولةِ واليأسُ من الدولةِ والمنظومةِ.
لكنها وهي تفوزُ اليومَ على اعلى مسارحَ للمواهبِ في العالمِ،
تعودُ لتذكَّرَ بأهميةِ الفردِ اللبنانيِّ امامَ فشلِ الدولةِ.
كانَ المشهدُ مُبهراً وعظيماً، وكأننا نستعيدُ معهُ زمنَ لبنانِ العزِّ،
والمهرجاناتِ بينَ بعلبك وبيت الدين والارز، حيثُ اضاءتْ "الانوارُ" الليالي في ليلةٍ من ليالي لبنانَ الجميلِ.
يأخذنا و"الانوارُ" الحنينُ الى ذاكَ الزمنِ.. ولم يعد لدينا إلاَّ الحنينُ وإستعادةُ الماضي، بعدما سرقتْ المنظومةُ حاضرنا ومستقبلنا، وحرمتْ اجيالنا من فخرِ الانتماءِ الى بلدٍ كانَ منارةَ العالمِ، فإذا بهِ ميناءٌ ترسو عليهِ وفيهِ قذاراتُ الانظمةِ.
***
بلدٌ لا حكومةَ فيهِ ولا مؤسساتٍ، وإنهياراتٌ إينما كانَ، يقولُ رئيسُ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ فيهِ،
أنه لنْ يغادرَ القصرَ الجمهوريَّ بعدَ عودتهِ من لندن ونيويورك، اي بعدَ عشرةِ ايامٍ إلاَّ ويشكِّلُ الحكومةَ...
ما هذا الانجازُ... عملياً يعودُ ميقاتي في الخامسِ والعشرينَ من هذا الشهرِ الى بيروت، وإذا لمْ تَحدثْ التعقيداتُ المطلوبةُ للتشكيلِ المشكوكِ بحصولهِ، فالحكومةُ تُعلَنُ آخرَ الشهرِ وتُعطى اسبوعينِ للبيانِ الوزاريِّ واسبوعينِ لنيلِ الثقةِ. نكونُ قد وصلنا الى نهايةِ العهدِ...
فهلْ نحنُ نقولُ عملياً للناسِ أن هذهِ حكومةُ الفراغِ وان "النجيبَ" صارَ مُدركاً ان لا انتخاباتَ رئاسيةً.
يذهبُ "النجيبُ" الى لندن للمشاركةِ في الجنازةِ الملكيةِ وينتقلُ بعدها الى نيويورك،
حيثُ حُضِّرتْ لهُ بالكادِ مجموعةُ لقاءاتٍ أبرزها مع وزيرِ الخارجيةِ الاميركيةِ "بلينكن" والعاهلُ الاردنيِّ الملك عبد الله.. عظيمٌ.. وماذا بعدُ؟
***
نعودُ الى الدوَّامةِ نفسها.. دوَّامةِ موازنةٍ إذا أُقرَّتْ فهي موازنةٌ غريبةٌ عجيبةٌ وهجينةٌ خصوصاً عندما سمعنا ما بدأ بهِ رئيسُ لجنةِ المالِ والموازنةِ والملاحظاتِ الخطيرةِ،
التي اطلقها حولَ الموازنةِ الوهميةِ التي تطلُ بها الحكومةُ والتي يطالبُ بها صندوقُ النقدِ الدوليِّ ...
انهُ اللعِبُ على حافةِ الهاويةِ التي ستأخذُ الجميعَ فيها الى الجحيمِ.
جحيمُ دولارٍ يحلِّقُ، وليرةٍ تهوي، ومعها احلامُ جيلٍ لم يبقَ له من بارقةٍ إلاَّ "ميَّاس" التي ستبقى بدورها في اميركا...!