#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تتعدَّدُ الرواياتُ حولَ ما جرى يومَ الخميسِ الماضي في الطيونة... مجموعةُ فيديوهاتٍ قيدَ المراجعةِ والتدقيقِ، وربما الحذفُ و"المونتاج" كما يُقالُ، ومجموعةُ تحقيقاتٍ اعلاميةٍ ألتبستْ فيها الحقائقُ بالتركيباتِ للأسفِ...
ثمةَ من يقولُ ان الامورَ قد تنقلبُ رأساً على عقبٍ، لدرجةٍ خطيرةٍ وكبيرةٍ، وتكشفُ حقائقَ ومعلوماتٍ مغايرةً لما اعلنَ.
في النتيجةِ مهما أنكشفَ فلنْ يُغيِّرَ من الواقعِ المأزومِ والخطيرِ الذي كشفتْ عنهُ تطوراتُ واحداثُ الايامِ الماضيةِ...
فما سمعهُ اللبنانيونَ من تراشقٍ اعلاميٍّ وسياسيٍّ وطائفيٍّ ومذهبيٍّ، والمتاريس الكلاميةُ والحربيةُ التي اقيمتْ في الشوارعِ او عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ.
او في المهرجاناتِ الحزبيةِ، يكشفُ حقيقةَ الجنونِ الذي يعيشهُ البلدُ، وحجمَ الترقيعاتِ والاكاذيبِ التي عشناها على مدى سنواتٍ بعدَ الحربِ...
ففي لحظةٍ يمكنُ ان تقعَ حربٌ، وفي لحظةٍ تُفتحُ كلُّ صناديقِ الشتائمِ والتهديدِ والوعيدِ والفضائحِ والسيناريوهاتِ ...
هذا يؤكدُ أننا لم نبنِ شيئاً ولم نتعظْ من شيءٍ، وأن ما يفرِّقُنا هو اكثرُ بكثيرٍ مما يجمعنا...
***
في محصلةِ الامرِ... الشيءُ الكبيرُ الذي كانَ يُحضَّرُ والذي كتبنا عنهُ قد حصلَ...
وهذهِ حدودُ التصعيدِ الذي وقعَ...
فكلُّ طرفٍ نفَّذَ عراضتهُ كما يُقالُ، وانسحبَ الى الخلفِ منتظراً استثمارَ ما نفَّذهُ.
الأنكى، أنه باستثناءِ اهالي ضحايا المرفأِ، والذين تجري محاولةُ تفريقهم، فكلُّ طرفٍ يريدُ من تحقيقاتِ المرفأِ شيئاً، ويريدُ من المحققِ العدليِّ طارق البيطار حقيقةً على ذوقهِ. فهذا يريدُ ان ينتقمَ من ذاكَ، وذاك يريدُ توريطَ ذاك، وآخرُ يريدُ تبرئةَ نفسهِ... وفي المحصلةِ الخوفُ ان يضيعَ التحقيقُ على طاولةِ التسوياتِ التي بدأتْ تظهرُ معالمها في السياسةِ من خلالِ تركيبِ طرابيشَ عبرَ تشكيلِ لجانٍ قضائيةٍ وبرلمانيةٍ، بحيثُ يفخَّخُ التحقيقُ من الداخلِ تحتَ وطأةِ الضغوطاتِ وحفلاتِ الترغيبِ والترهيبِ والابتزازِ.
***
وفي إنتظارِ التسوياتِ والتركيباتِ التي سيكونُ محورها وزارةَ العدلِ ومجلسَ النوابِ،
ينتظرُ النجيبُ العجيبُ تقليعَ حكومتهِ من جديدٍ، والتي لا شكَ اصيبتْ باضرارٍ بالغةٍ، وصار من الصعبِ بعدَ إنكشافِ ميزانِ القوى فيها أن تنجزَ ايَّ شيءٍ،
إذا لم يجرِ التوافقُ عليهِ في الصروحِ والمقراتِ الحزبيةِ والطائفيةِ.
فهل هذا ما تستحقهُ ثورةُ 17 تشرين في سنتها الثانيةِ؟ وهل هذا ما يريدهُ الذينَ هاجروا الى الخارجِ هرباً من العبثيةِ اللبنانيةِ؟
وما مصيرُ الانتخاباتِ النيابيةِ في لبنانَ والخارج، إذا استمرَ التوتُّرُ والتجاذباتُ والفلتانُ الامنيُّ، وايُّ خططٍ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ التي يُجمعُ الكلُّ انها ستكونُ موضعَ خلافٍ كبيرٍ،
وقد رسمَ سقوفها العاليةَ رئيسُ التيارِ الوطني الحر جبران باسيل في كلمتهِ مساءَ السبت؟
اسابيعُ مفصليةٌ لن تخلو من مزيد من الجنونِ، تحتَ سقف الاستقرارِ المضبوطِ الذي رسمتهُ دولُ القرارِ للبنانَ.