#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
سبقَ وكتبنا منذُ يومين تحتَ عنوان :
شيءٌ ما يُحضَّرُ!..
وتوقفتُ عمداً عن الكتابةِ يوماً واحداً لأن كلَّ المعطياتِ السياسيةِ من كلِّ الاطرافِ لا تُطمئنُ.
اعطيتُ للعقلِ والتعقُّلِ والحكمةِ لِمنْ يُديرُ السياسةَ بالبلدِ فرصةً اولاً، لإيجادِ حلٍّ لوأدِ الفتنةِ في مهدها.
ثم لنفسي وللقرَّاءِ الاعزَّاءِ هدنةً قصيرةً عسى ان تمرَّ العاصفةُ وتهدأ.
واليومَ يتبينُ للجميعِ ان الموضوعَ اكبرُ منَّا جميعاً وحصلَ ما كانَ يُحضَّرُ!
***
حاولتْ الامانةُ في مجلسِ النوابِ البارحةَ ان ترسلَ كتاباً لوزارةِ الداخليةِ أن أيِّ اجراءٍ من قبلَ القضاءِ العدليِّ بحقِّ الرؤساءِ والوزراءِ والنوابِ يعتبرُ تجاوزاً لصلاحيتهِ .
لكنْ،وبكلِّ هدوءٍ، واستناداً إلى القانونِ والدستورِ، فإن ليسَ بالإمكانِ أن تختزلَ الأمانةُ العامةُ لمجلسِ النوابِ مجلسَ النواب، فكفى خرقاً للدستورِ وللقوانين!
على اساسِ ان يتخلَّى القاضي بيطار عن ملاحقةٍ لكلِّ من اصدرَ مذكراتٍ واستناباتٍ بحقهم .
طبعاً القاضي البيطار ، ومَن الآخر لن يتوقف عن الادعاءِ وسيكمِلُ الطريقَ حتى الآخرِ، ولن يتوقفَ لا بتهديدٍ ولا بالتهويلِ ولا بالوعيدِ،
ولايصالِ حقيقةِ إنفجارِ المرفأِ حرمةً للضحايا 217 ، والاهالي الذينَ شرِّدوا، والمنازلِ التي دمِّرتْ.
***
في ظلِ هذهِ المعمعةِ طبعاً حلَّقَ الدولارُ الاميركيُّ الى ما فوق الـــ 20 الفاً وحلَّقتْ معهُ ربطةُ الخبزِ وكافةُ الاسعارِ من اكلِ وغذاءِ معظمِ الناسِ الى اقصى الدرجاتِ .
***
اما مجلسُ الوزراءِ واستطراداً،
دولةُ الميقاتي الذي اصابهُ بشدةٍ الغرورُ بالموقعِ،
إذ ضاعَ بينَ ملفِ المرفأِ الاكثرِ حساسيةً وملفِ الاصلاحاتِ الذي وعدَ الدنيا والعالمَ انهُ اتى لهذا السببِ، ومَن ثم الانتخاباتِ النيابيةِ إن حصلتْ ،
وبدلَ ان يدعو الى جلسةٍ استثنائيةٍ لمجلسِ الوزراءِ ، انتقلَ إلى غرفةِ العملياتِ في وزارةِ الدفاعِ ليتابعَ التطوراتِ عن كثبٍ .
***
حتماً وما نحنُ فيهِ اليومَ، آملينَ الاَّ تكونَ بدايةَ حربٍ " شارعٌ مقابلَ شارعٍ" وضحايا وجرحى وقنصٌ والطيونةُ مقابلَ عين الرمانة،
كما النفوسُ عادتْ ايضاً الى أوجِ التأجُّجِ الطائفيِّ.
المخضرمونَ الذين عايشوا الحربَ، يقولونَ: هل عدنا إلى 13 نيسان 1975 ؟ الجوابُ ليسَ عندَ الناسِ، بل عندَ السلطةِ التنفيذية، فلتتفضَّلْ وتُجبْ .
***
وبمعرفةِ القرارِ الذي اتخذهُ القاضي بيطار، الامورُ ستؤولُ الى مزيدٍ من التأزُّمِ.
وللعِلمِ ، كلُّ ما في الأمر ان القاضي طارق بيطار لا يُصدرُ حكماً بل قراراً ظنياً الذي بالإمكانِ تفكيكهُ وتفنيدهُ أمامَ المجلسِ العدليِّ، إذا لم يكنْ مترابطاً ومستنداً إلى وقائعَ ،
فلماذا لا ينتظرونَ القرارَ الظنيَّ ، ولماذا هذا الإستعجالُ في الأحكامِ المسبقةِ.
الشرارةُ الطائفيةُ "ولعِتْ" وهناكَ صولاتٌ وجولاتٌ،
ولكنْ لا من يطفئها من السلطةِ المتسلِّطةِ منذُ 25 عاماً دونَ رؤيةٍ او ارادةٍ وتصميمٍ لبناءِ دولةٍ لمستقبلِ الجيلِ،
بل نخرٌ وفسادٌ وهدرٌ ونهبٌ حتى الارتطامُ الكبيرُ الذي نعانيهِ .
***
هنا نقولُ كلمةَ عقلٍ وشعورٍ وإحساسٍ:
مَن خسرَ وطنهُ وجنى عمرهِ وهاجرَ ليكسبَ العلمَ والطبابةَ والاعمالَ الناجحةَ بالاضافةِ الى مَن هاجرَ من اولادهِ،
لم يعدْ لديهِ ما يخسرهُ سوى كرامةِ وعزَّةِ العيشِ دونَ ذلٍّ ومذلَّةٍ و"حاكمك ربك" وأخذ ما تبقى من الوطنِ الى مجاهلِ الجهلِ .
***
حينَ اندلعت الحربُ يومَ الأحدِ في 13 نيسان 1975 في عين الرمانة ، اعتقدَ اللبنانيونَ أنها حادثةٌ وتمرُّ ، وفي اليومِ التالي انصرفوا إلى أعمالهم ليكتشفوا ان ما اعتقدوهُ حادثاً ، استمرَّ 15 عاماً .
حادثةُ الطيونة وعين الرمانة اليوم ،
نتضرعُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، الاَّ تكونَ كحادثةِ عين الرمانة 1975، مع وجودِ طوابيرَ خامسةٍ. "وفهمكم كفاية"!