#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فيما الدولارُ يواصلُ قفزاتهِ من جديدٍ في السوقِ السوداءِ على وقعِ تعاميمِ مصرفِ لبنانَ الملغومةِ والمفخَّخةِ والعشوائيةِ والضبابيةِ حتى لا نقولَ اكثرَ.
كانت حكومةُ "العجيبِ" تخطو خطواتها الاولى في جلستها الاولى نحو تكريسِ مفهومِ الزبائنيةِ والمحاصصةِ والاستئثارِ بالمراكزِ والاستهتارِ بالقوانين...
راقبوا... جدولَ اعمالِ مجلسِ الوزراءِ الذي أُقرَّ بسرعةِ البرقِ بالأمسِ...
اول دخولو .. شمعةٌ على طولِ قياسِ "النجيبِ":
تمريرُ مراسيمَ من فترةِ تصريفِ الاعمالِ بالعشراتِ من دونِ مناقشتها..
فقط بالبصمِ، ومن دونِ أيةِ مراجعةٍ لايِّ مرسومٍ وقعهُ حسان دياب..
مَن بمقدورهِ الاطلاعُ على هذهِ القراراتِ، وكيفَ نتأكدُ من قانونيتها وشرعيةِ ما وردَ فيها...
الشمعةُ الثانيةُ على طولِ "العجيبِ" هي البنودُ 8 و 9 و 10 و 11 من جدولِ الاعمالِ،
وهي مراسيمُ ترمي الى إحتفاظِ وزراءِ العملِ والثقافةِ والداخليةِ والتنميةِ الاداريةِ بوظائفهم: يعني عملياً:
الوزراء مصطفى بيرم ومحمد المرتضى وبسام المولوي ونجلا رياشي يعودونَ الى وظائفهم بعد ان يتركوا الحكومةَ...
وزراءُ بالاعارةِ في دولةٍ مفلسةٍ، اولويةُ الحكومةِ في اولى جلساتها كيفَ تحافظُ لهم على مكتسباتهم...
لأن نعيمَ السلطةِ اليومَ سيأتي يومٌ وينتهي لنعودَ الى نعيمِ المكتسباتِ والغنائمِ في الادارةِ...
في دولةٍ مفلسةٍ، هَمُّ رئيسِ الحكومةِ كيفَ يحافظُ على مكتسباتِ الوزراءِ الذينَ جاؤوا اساساً من الاحزابِ ومن الطبقةِ السياسيةِ التي أفلستِ البلدَ...
وحتى "يكتملَ النقلُ بالزعرورِ" على طريقةِ المثلِ اللبنانيِّ جاء تقاسمُ الوفدِ اللبنانيِّ الى صندوقِ النقدِ بشكلٍ وقحٍ وفاجرٍ، ليعكسَ دخولَ السياسةِ التي أفلستِ البلدَ في اللجنةِ التي ستتفاوضُ مع المجتمعِ الدوليِّ لأنقاذِ البلدِ؟
***
مَن سيصدِّقُنا؟
طالما ان النكاياتِ وتصفيةَ الحساباتِ ستكونُ على طاولةِ هذهِ اللجنةِ التي هي من كلِّ وادٍ عصا... والتي ليسَ من الأكيدِ أنها ستتفقُ على ارقامٍ موحَّدةٍ لتحديدِ الخسائرِ،
ولتوزيعها طالما ان خطينِ يتنازعانِ هذهِ اللجنةَ:
خطُّ رئيسِ الحكومةِ ونائبهِ ووزيرِ المالِ وحاكميةِ المركزيِّ، وخطُّ وزيرِ الاقتصادِ ومستشاري رئيسِ الجمهوريةِ ورئيسِ التيارِ الوطني الحر؟
طبعاً حكومةُ "العجيبِ" التي لم تتجرأ على مقاربةِ ملفِ الكهرباءِ بشكلٍ واضحٍ حتى لا تدخلَ في سراديبِ سلعاتا والمعاملِ، أقرَّتْ شمعةً ثالثةً على طولِ رئيسها:
الاقتراضُ من جديدٍ من مصرفِ لبنانَ لمصلحةِ وزارةِ الطاقةِ: سلفٌ بالملايينِ من الدولاراتِ للكهرباءِ...
مَن دونِ أن تَعِدنا حتى بأن الهيئةَ الناظمةَ التي يفترضُ أن تديرَ هذا القطاعَ ستكونُ اراؤها إلزاميةً وليست استشاريةً...
او حتى ستتشكَّلُ هذهِ الهيئةُ...
هل يتجرأُ العجيبُ ويخبرنا ما هي خطتهُ للكهرباءِ؟
وهل يتجرأُ العجيبُ الذي يدوِّرُ الزوايا، ساعةً بالحزنِ وساعةً بالاسفِ، ويقولُ لنا كيفَ سيتعاملُ مع ملفِ التعييناتِ الاداريةِ، وهناكَ اداراتٌ بالجملةِ شاغرةٌ؟
هل سيتمُ تناتشُ هذهِ الاداراتِ بينَ الاحزابِ والطبقةِ السياسيةِ الفاسدةِ، عشيةَ الانتخاباتِ النيابيةِ التي من اول بشائرها تطييرُ انتخاباتِ المغتربين... فقط لأن بعضَ الاحزابِ غيرُ قادرةٍ على تسويقِ نفسها لاكثرِ من سببٍ في الاغترابِ ؟
الفُ سببٍ وسببٍ، يجعلنا نتحفَّظُ على اداءِ رئيسِ هذهِ الحكومةِ العجيبةِ والهجينةِ،
والتي لن تحلَّ لا مشاكلَ الدولارِ ولا مشاكلَ البنزين ولا مشاكلَ المدارسِ ولا الاساتذةِ ولا الاستشفاءِ ولا الادويةِ ولا الهجرةِ ولا البطالةِ ولا كوارثِ الضمانِ الاجتماعيِّ وفروقاتِ الضمانِ والتأمينِ...
لن نصدِّقَ شيئاً من الوعودِ.. طالما ان البدايةَ كانت مزاداً مفتوحاً على المحاصصاتِ والسمسراتِ.