#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يومٌ واحدٌ يفصلنا عن 4 آب الذكرى التاريخيةِ لإنفجارِ العصرِ والدمارِ والموتِ والتهجيرِ...
ولم تُحرِّكوا ساكناً،
لا على احياءِ الوطنِ خلالَ عامٍ كاملٍ ، بل أمعنتمْ في إنهيارِ البلدِ، بكلِّ مفصلٍ من مفاصلهِ، ولا رحمةً على الشهداءِ الابرارِ، وتأتي الرحمةُ هنا، إذ لم توفروا تحسناً معيشياً للاحياءِ منَّا،بل وصلنا الى أن نلتحقَ بالضحايا الابرارِ.
***
مناكفاتٌ، تحدياتٌ، تسلُّطٌ، كلٌّ منكم يغني على "ليلِ مصالحهِ" ولم نسمعُ من كبيرٍ منكم، أدنى كلمةٍ تحسساً او شعوراً تجاهَ افواهِ الاطفالِ الجائعةِ.
***
ماذا تُراكمْ ستفعلونَ وعقاربُ الساعةِ تقتربُ نحو الساعةِ الصفرِ ، اي الاربعاء 4 آب الساعة 6 و8 دقائق ؟
***
إن كانَ الحظُ يحالفكمْ وستتخطَّوْنَ سُخْطَ وغضبَ 4 آب، هل باستطاعتكم تخطي:
214 شهيداً ؟ 6500 جريح؟ 300 الف مهجرٍ من منزلهِ ؟
73 الفَ شقةٍ متضرِّرةٍ؟ و9300 مبنى ؟
163 مدرسةً ومنشأةً تعليميةً ؟ و6 مستشفيات؟
و 30 عيادةً طبيةً ؟
***
أينَ أنتمْ من همومِ الناسِ وهمومِ الدنيا ؟
الناسُ "بالهم" بنكبةِ المرفأِ ،
وأنتمْ بالكم بوزيرٍ بالناقصِ، ووزيرٍ بالزائدِ، التنازلُ او الاتفاقُ على حقيبةِ الداخليةِ التي هي العقدةُ الاساسيةُ.
دولةَ الرئيس المكلَّفِ الشفَّافِ" إذا وافقتم، ولن توافقوا،
على ان تكونَ وزارةُ الداخليةِ من حصةِ رئيسِ الجمهوريةِ، بذلكَ تكونونَ اقلَّ شراسةً وتمسكاً من دولةِ الرئيسِ المكلَّفِ المعتذِرِ سعد الحريري.
لكنْ بعدَ الحادثِ المأساويِّ المؤلمِ يومَ الاحدِ في منطقةِ خلدة، ولولا التدخلُ السريعُ للجيشِ اللبنانيِّ في عيده الوطني في 1 آب،
والحسمُ بأنه سيطلقُ النارَ على كلِّ مسلحٍ في الشارعِ من ايِّ جهةٍ،
والأهمُ والأخصُ ضبطُ النفسِ لقطعِ دابرِ الفتنةِ، فتغيرتْ المعاييرُ السياسيةُ حتماً، وحقيبةُ الداخليةِ لن يتنازلَ عنها نادي الرؤساءِ،
كما تصريحكم المقتضبُ بعدَ لقائكم فخامة الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا بالقولِ بأن المهلةَ غيرُ مفتوحةٍ و"يفهم يلي بدو يفهم"،
ممَّا جعلَ سعرَ الدولارِ في السوقِ السوداءِ يحلِّقُ فوقَ الــ 20 الفَ ليرةٍ للدولارِ الواحدِ.
نفهمُ ونتفهَّمُ "ضيقَ خُلقكمْ" من هذا الجوِّ الحارِ بدلَ تمضيةِ إجازتكمْ حيثُ ما تشاؤونَ "بطراوةِ النعيمِ".
وبالتالي لم تقطعوا شوطاً متقدماً للترددِ الى المطاعمِ.
***
لنعدْ الى الغدِ،
الغدُ 4 اب اللهابِ،
4 آب الترحُّمُ على الضحايا وموأساةِ المعاقينَ، والمتضررينَ .
4 آب تحيةُ إكبارٍ ومحبةٍ، ومشاركةٌ بالدموعِ المنهمرةِ من عيونِ الاهالي المفجوعين.
***
4 آب يومُ الغضبِ لثوارِ 17 تشرين الذينَ سيكونونَ في ساحةِ الشهداءِ، يعبِّرونَ باعلى اصواتهم عن حزنهم، وألمهم، وأوضاعهم المزريةِ وتدنِّيها الى ما دونَ القعرِ،
بمستوى حياتهم، وبمطالبتكم الجديةِ، بكلِّ ما خسروهُ من عزَّةِ وكرامةِ العيشِ في وطنهم،
الغضبُ والسخطُ سيتفجرانِ بقدرِ ما تحمَّلوهُ على مدى 25 عاماً بوجوهكم،
أنتمْ اولياءُ السلطةِ الحاكمةِ المتحكِّمةِ، الذين دمَّرتمونا بألفِ إنفجارٍ وإنفجارٍ...