#الثائر
أكدت النائبة ستريدا جعجع خلال ترؤسها اجتماع الهيئة الإدارية لـ"مؤسسة جبل الأرز"، في معراب في حضور الأعضاء: النائب جوزاف اسحق، نائب رئيسة المؤسسة الدكتورة ليلى جعجع، امين السر المحامي ماريو صعب ومعاون النائب جعجع رومانوس الشعار، أنه "بالنسبة لنا لا نتعجب أو نتفاجأ بأداء وممارسة السلطة الحاكمة اليوم، فنحن ندرك تماما أنها منفصلة عن الواقع ولا تعمل أصلا من أجل المصلحة العامة وانما من أجل مصالحها الخاصة الضيقة، وما الدعوة إلى عقد طاولة حوار وطني سوى محاولة يائسة من قبل أرباب هذه السلطة لمحاولة تغطية السموات بالقبوات".
ولفتت النائبة جعجع إلى ان "الرئيس ميشال عون اضطر إلى تأجيل انعقاد الحوار الوطني وهو يدرك تماما استحالة جمع حلفائه قبل خصومه إلى طاولة واحدة، والمضحك المبكي أن الهدف من وراء الحوار هو تخبئة فشله، إلا انه أنتقد القيادات السياسية التي لم تستجب لدعوة الحوار الى درجة تحميلها مسؤولية ما آلت اليه الأمور".
وسألت: "لماذا انتظر الرئيس إلى نهاية عهده من أجل الدعوة إلى طاولة حوار حول اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان وخطة التعافي المالي والاقتصادي، بما فيها الإصلاحات اللازمة والتوزيع العادل للخسائر؟ لا بل أكثر من ذلك، لماذا لم يدعو لها في بداية الأزمة التي نتخبط فيها كلبنانيين اليوم، أي منذ سنتين؟ وما هي منطلقات هذا الحوار، فهل للرئيس مشروع ما أو اقتراح ما يريد أن يطلعنا عليه ليكون منطلقا لهذا الحوار؟ وما الذي اختلف اليوم عن طاولة الحوار الوطني في العام 2006 لكي نقتنع أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن الاستراتيجية الدفاعية؟".
وتابعت: "نجد بشكل واضح بمجرد الإجابة على الأسئلة أعلاه أن هذه الدعوة تأتي في إطار اللعبة السياسية والبحث بشكل حثيث عن صورة جامعة تحاول من خلالها هذه السلطة استعادة شرعية جردها منها الشعب في انتفاضته في 17 تشرين".
وشددت على أن "المسائل الثلاث التي تتمحور حولها الدعوة إلى طاولة الحوار ستكون معرض استفتاء شعبي في الانتخابات المقبلة حيث سيعطي الناس وكالتهم النيابية لمن يؤمنون بأن لديه مشروع إنقاذ واضح وجدي وهو قادر على إقرار الإصلاحات اللازمة بغية تحقيق مشروعه هذا، كما سيعطونها لمن لديه مواقف واضحة وحازمة في مسألة السيادة واستعادة هيبة الدولة وقوتها، وهنا لا يمكن لنا سوى أن نعتبر أن الدعوة لهذا الحوار يمكن أن تكون في طياتها محاولة جديدة لإجهاض مفاعيل الانتخابات المقبلة قبل إجرائها".
أضافت: "من هنا، يجب على الشعب اللبناني أن يدرك أهمية الانتخابات النيابية المقبلة، والمسؤولية الوطنية الملقاة على كاهل كل شخص عبر قوة التغيير التي يحملها بين يديه وهي ورقة الانتخاب. فإذا ما كانت هذه السلطة غافلة عن إدارة شؤون البلاد والعباد وصون الدولة ومؤسساتها وهيبتها وتتلهى في مناكفاتها وألاعيبها السياسية وصفقاتها وفسادها الأمر الذي أوصل البلاد إلى الحضيض والعباد إلى جهنم، فالفرصة سانحة اليوم أمام الشعب، الذي هو مصدر السلطات كلها، لاستعادة وكالته من هذه السلطة وإعطائها لمن يستحق ولمن برهن عمليا أنه جدير بحمل هذه الوكالة بدل البكاء على الأطلال".
وختمت: "أنا كلي ثقة بمقدار الوعي الجماعي في مجتمعنا، لذا أنا كلي ثقة أيضا أن الناس لن تنطلي عليها كل المحاولات اليائسة التي نشهدها من أركان السلطة وأعوانهم من اجل محاولة التسويق لفكرة أن الانتخابات المقبلة لن تنتج أي تغيير في المشهد السياسي العام في البلاد، فزمن البروبغندا والشعبوية قد ولى وسيستعيد الشعب زمام المبادرة في الانتخابات المقبلة إن شاء الله".