#الثائر
كتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: تتواصل الدعوات إلى الإسراع بالقيام بالخطوات المطلوبة لتشكيل حكومة في لبنان بعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري ، وذلك تجنباً لإضاعة مزيد من الوقت يُضاف إلى تسعة أشهر ذهبت سدى وفاقمت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد.
وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، خلال اتصال هاتفي مع الحريري عن أمله في إجراء مشاورات مبكرة بشأن تشكيل حكومة جديدة في لبنان، آملاً بقيام الرئيس ميشال عون بإجراء المشاورات التي ينص عليها الدستور مع ممثلي الكتل البرلمانية في المستقبل القريب لاتخاذ قرار بتكليف رئيس وزراء جديد وتشكيل حكومة مؤهلة تحظى بدعم جميع القوى السياسية والطائفية القيادية لبنان. وأسف بوغدانوف في بيان نُشر على موقع وزارة الخارجية الروسية، لعدم تمكن الحريري من الاتفاق مع عون، مشيراً إلى أن الخارجية الروسية مستعدة لمواصلة الاتصالات مع جميع ممثلي الدوائر الاجتماعية والسياسية المؤثرة في لبنان من أجل تعزيز العلاقات الودية والتعاون ذات المنفعة المتبادلة.
داخلياً، أسف "التيار الوطني الحر" لاختيار الحريري الاعتذار عن تكليفه تشكيل الحكومة بعد تسعة أشهر من تكليفه بدل الإقدام على تشكيل حكومة تواجه التحديات الضاغطة اقتصادياً ومالياً على اللبنانيين، داعياً جميع القوى والكتل البرلمانية إلى التعاطي مع المرحلة بأعلى درجات المسؤولية، لأن الأخطار المتزايدة تهدد وجود الدولة ومؤسساتها، وتنذر بفوضى كبيرة إذا لم تتشكل بأسرع وقت حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المالية والنقدية والاقتصادية، وتبدأ بالمفاوضات مع صندوق النَقد الدولي على أساس خطة تحقق تدريجياً التعافي المالي والنَقدي.
واعتبر "التيار" في بيان بعد اجتماع هيئته السياسية، أنه وبانتظار تأليف حكومة جديدة تقع على حكومة تصريف الأعمال مسؤولية اتخاذ كل الإجراءات المطلوبة لضَبط الأمن والحدود لمنع التهريب ومعالجة كافة الملفات المعيشية، مشيراً إلى أنه من واجب الحكومة المستقيلة معالجة مشاكل الناس وترشيد الدَعم وبدء العمل بالبطاقة التمويلية تنفيذاً للقانون الذي أقره مجلس النواب.
ورأت النائبة في كتلة "المستقبل" رولا الطبش، أن رئيس الجمهورية يستحق صفة "مخرب لبنان"، لأنه يضرب كل فرصة لإنقاذ البلد واضعاً مصلحة صهره (رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل) قبل مصالح اللبنانيين ويومياتهم المرة. وقالت الطبش في تغريدة لها: "يبدو أنه سيدخل مجدداً لعبة التأليف قبل التكليف بحثاً عن (باش كاتب)، فيما ينتظر اللبنانيون استشارات عاجلة، إلا إذا كان في القصر من يراهن على الدولار".
من جهته، اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" (تضم نواب حركة "أمل") النائب قاسم هاشم، أن تقاذف المسؤوليات ورمي التهم بين المعنيين لا يسمن ولا يغني في ظل الأوضاع المتردية التي يحصد تداعياتها اللبنانيون في احتياجاتهم اليومية، مشيراً إلى أنه بعد أن وصلت الأمور إلى هذا الحد بات من المطلوب تفادي الأخطاء والخطايا التي حصلت بحق اللبنانيين والتفاهم على حكومة بعيداً عن الأحقاد والمصالح والكيديات.
وفي الإطار، اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في حركة "أمل" مصطفى الفوعاني، أن فرصة نحو الإنقاذ ضاعت مع اعتذار الحريري متسائلاً إن كانت تسمية وزيرين وثلث معطل أهم من البلد وواقع الناس المأزوم على كل الصعد. ورأى الفوعاني أن المبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بموازاة المبادرة الفرنسية تشكلان باب الخلاص، ولكن لم تتم الاستفادة من الفرص، معتبراً أنه وبعد الدور الكبير لحركة "أمل" ورئيسها لإخراج البلد مما فيه يعود البعض لاستهداف الحركة وقيادتها.
بدوره، رأى رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجيان، أنه كان واضحاً، ومنذ اللحظة الأولى لتكليف الحريري تشكيل الحكومة، أن رئيس الجمهورية لا يريده أن يشكل الحكومة، مؤكداً أنه من غير الممكن أن تصل هذه الطبقة الحاكمة إلى نتيجة، وأن الأمر أخذ 9 أشهر لنصل إلى هذه الخلاصة.
وذكر قيومجيان بأن "القوات اللبنانية" لم تسم الرئيس الحريري ونصحته منذ اليوم الأول بأنه لن يستطيع تشكيل حكومة إنقاذ وفق المبادرة الفرنسية مع المجموعة الحاكمة، ولكن الحريري كان مصراً ويرى أنه بشخصه هو المنقذ، في المقابل الرئيس عون وجه رسالة للنواب منذ اليوم الأول دعاهم فيها إلى تحكيم عقلهم والتفكير ملياً بخيار الحريري. وذكر قيومجيان بخريطة الطريق التي تطرحها "القوات اللبنانية"، وتقوم على إجراء انتخابات نيابية فوراً، ثم تشكيل حكومة إنقاذ فعلية جديدة، وبعدها انتخاب رئيس للجمهورية.