مقالات وأراء

إندفاعة روسية في لبنان وسط معارضة غربية

2021 حزيران 29
مقالات وأراء

#الثائر

- " اكرم كمال سريوي "

للمرة الثانية خلال شهرين يزور وفد روسي لبنان والتقى في اليومين الماضيين، بوزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار. وطالب المسؤولون الروس بالوصول إلى مينائي بيروت وطرابلس لمدة ثلاثة أيام لتقييم حالة البنية التحتية. وخلال هذه الفترة، من المخطط إعداد مقترحات فنية محددة، لتحديث الموانئ البحرية اللبنانية، في بيروت وطرابلس، وبناء مخازن للحبوب.

وأجرى الوفد محادثات أخرى، مع وزير الطاقة والموارد المائية والكهربائية الدكتور ريمون غجر، وعرض معه مشروع إنشاء محطتين للطاقة وتحديث مصفاتي البداوي والزهراني المتقادمتين.

لا شك أن المشروع الروسي يُشكّل حدثاً اقتصادياً مهماً للبنان، في ظل الظروف التي يعاني منها البلد، خاصة أن الطرح الروسي الاستثماري يعرض تمويل المشروع دون تحميل الدولة اللبنانية أي مبالغ حالية ودون ضمانة من صندوق النقد الدولي. وتسعى روسيا بجدية للاستثمار في لبنان خاصة في مجال الطاقة، وهي تشارك بفعالية في التنقيب عن النفط والغاز في المتوسط. وترتبط الشركات الروسية بعقود منجزة مع إسرائيل وسوريا ولبنان في هذا المجال . وبالرغم من هذه العقود يبدو أن الموافقة الأمريكية والأوروبية غير متوافرة، على الدور الروسي في موضوعي الكهرباء وإعادة تأهيل المرافىء.

ولقد تعاطى بعض الإعلام اللبناني بشيء من التعمية على المقترح الروسي، بحيث لم يحظ هذا العرض بتغطية إعلامية، توازي الإعلان عن تسليم الولايات المتحدة الأمريكية، لصندوقين من الأقنعة الطبية كمساعدة للبنان . فهل هذا يعني رفضاً مسبقاً من السلطات اللبنانية للعرض الروسي ؟؟؟ ومن هي الجهة المستفيدة من استمرار معاناة اللبنانيين في الكهرباء والنفط ؟؟؟ أم أن هناك قطبة مخفية في الأمر؟؟؟.

وكان لبنان تلقى عدة عروض في هذا المجال من الشركات الصينية، لكنها تراجعت بعد أن تلقت إشارات بالرفض، ويبدو أن الصين بعكس روسيا، لا ترغب بالدخول في مواجهة مع أمريكا وأوروبا، خاصة أن عروضاً مماثلة كانت قد تقدمت بها كل من ألمانيا وتركيا ، وفرنسا التي وضعت خطة متكاملة وتسعى للفوز بهذا المشروع، وهي تمارس ضغوطاً سياسية على المسؤولين اللبنانيين، كما تُقدّم لهم وعوداً بفتح باب المساعدات للبنان فور البدء بتنفيذها المشروع، الذي يشمل أيضاً إعادة تأهيل سكة الحديد، وإنشاء نفق من المتن إلى البقاع لربط لبنان بالعالم العربي.

ورغم الاندفاعة الروسية تجاه لبنان، فإن فُرص نجاح العرض الروسي ضئيلة، لأن لبنان محكوم بعلاقات اقتصادية ومصالح مشتركة مع الغرب وأوروبا، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ، هذا إضافة إلى التأثير الغربي الكبير على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، اللذين يحتاجهما لبنان اليوم للخلاص من أزمته ، وكذلك أموال المساعدات الدولية الموعودة، والتي يُمكن أن تُقدّم لاحقاً إلى لبنان، عندما ينضج الحل السياسي، ويُتخذ قرار إعادة إنعاش الاقتصاد اللبناني .

أما عن تقييم الزيارة الروسية، فإنه من المعروف أن أي قرار بشأن هذه المشاريع يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء، وهذا يعني ضرورة انعقاده، وهو الأمر المتعذر في ظل حكومة تصريف الأعمال، ورفض الرئيس دياب الإقدام على خطوة كهذه. وبالتالي فإن الزيارة الروسية لا تعدو كونها عملية استطلاع للرأي، والكشف الميداني لجمع المعلومات اللازمة، لإعداد دراسة متكاملة، استعداداً للدخول في بازار المناقصات، عندما يحين الوقت لذلك. وبالانتظار ستبقى معاناة اللبنانيين مستمرة، حتى تنجلي الأمور، وتتبلور الحلول في المنطقة من حولنا، خاصة في سوريا، وفي الملف النووي الإيراني.

اخترنا لكم
الرئيس سليمان: لم تمنع الدول تسليح الجيش لا بل عمل الداخل على الحؤول دون فرض سيادة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية
المزيد
باسيل: نحن مع وقف النار ولسنا حلفاء حزب الله في بناء الدولة لكننا معه في مواجهة إسرائيل
المزيد
ذكرى الاستقلالِ وبورصةُ القرارِ 1701!
المزيد
جنبلاط: الوضع سيستمر بالتدهور بسبب الموقف الغربي.. وإيران من يتولّى المسؤولية في الحزب
المزيد
اخر الاخبار
الهيئات الاقتصادية وكنعان يطالبان باسترداد مشروع موازنة 2025
المزيد
الرئيس سليمان: لم تمنع الدول تسليح الجيش لا بل عمل الداخل على الحؤول دون فرض سيادة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية
المزيد
نتنياهو يخطط لدخول العمق اللبناني إذا لم يقبل الحزب وقف النار
المزيد
المواجهات بين اسرائيل و"الحزب" متواصلة.. وإقامة مناطق عازلة في الجنوب؟
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بتعويض لبنان بملايين الدولارات بشكلٍ فوري
المزيد
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 24/7/2021
المزيد
رعد اعلن منح الحكومة الثقة: الازمة الداخلية تبقى قابلة للانفراج والحل والتوصل الى تسوية مرضية للجميع
المزيد
مخزومي: لا ثقة بحكومة تألفت بالقطعة والمحاصصة والقرار ليس في يدها
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
راصد الزلازل الهولندي يحذر
علماء المناخ يحذرون من أن انبعاثات الوقود الأحفوري ستبلغ مستوى مرتفعا جديدا
مؤشرات علمية.. 2024 العام الأشد حرارة في التاريخ
روسيا.. ابتكار مواد جديدة تحارب جفاف التربة
الأمم المتحدة: نقص التمويل يعيق جهود التكيف مع تغير المناخ
روسيا.. ابتكار خبز خاص لمرضى السكري بمكونات بيولوجية نشطة