#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اتحفونا حضراتُ النوابِ الكرامِ بإهتمامهم بأمورِ الشعبِ المدمَّرِ، المتعبِ، المقهورِ، اجتماعياً، معيشياً، ومالياً، ومصيرياً، كلكم تنافستم بكلماتٍ أهمها كيفيةُ خلاصِ الشعبِ من مآسيهِ وفقرهِ وعَوَزهِ.
في الجلسةِ النيابيةِ قبلَ الاخيرةِ كلُّ ماعرفناهُ كيفَ نظرَ الرئيسُ المكلفُ الحريري بوجهٍ متجهِّمٍ الى الوزير جبران باسيل وكيفَ هذا الاخير "برمَ وجههُ".
***
فعلاً شتانَ ما بينَ الجلسةِ الاولى والثانيةِ، الكلمةُ الوحيدةُ التي لفتت اهتمامَ المشاهدينَ ذكرُ كلمةِ "الوجدانِ" من النائب طوني فرنجيه نجلِ الزعيمِ سليمان بيك فرنجيه الذي تربطنا بعائلته الصداقةُ والوفاءُ ايامَ العروبةِ، عندما كانَ هناكَ عروبةٌ.
صح، حضرةُ النائب طوني فرنجيه، لو كانَ الوجدانُ" موجوداً اساساً عند الطبقةِ السياسيةِ لما وصلَ الشعبُ الى هذا الحدِّ من الجحيمِ.
***
ثم جاءت كلمةُ الوزير السابق جبران باسيل ،
بما مفهومهُ ان "التكسيرَ" شملَ الجميعَ، ولا يمكنُ اصلاحاتٌ او صحوةٌ عامةٌ شاملةٌ الاّ بتأليفِ حكومةٍ مع احترامِ الموضوعِ الطائفيِّ الذي ربما اصبحَ ازمةَ نظامٍ اكثرَ ،
وشددَ على ان ليسَ هناكَ اكثريةٌ نيابيةٌ لسحبِ التكليفِ من الرئيس الحريري،
لكن الوزير جبران باسيل وقفَ عندَ بقيةِ التفاصيلِ لتأليفِ حكومةٍ من الاختصاصيينَ شرطَ التوافقِ بين رئيسِ الجمهوريةِ والرئيسِ الحريري المكلف، مع احترامِ خصوصيةِ كلِّ طائفةٍ.
اما بالنسبةِ الى الحقائبِ السياديةِ ، فاورد ان واجبَ كلِّ كتلةٍ ان تقدمَ مرشحها، للرئيسِ المكلفِ،
ويتمُ بعدَ ذلك مناقشتها مع رئيسِ الجمهوريةِ، لكن بنظره، أي جبران باسيل، ان الرئيس الحريري يتهرَّبُ من تأليفِ الحكومةِ بهذهِ الطريقةِ.
***
اخيراً جاءت كلمةُ الرئيسِ المكلفِ الحريري الذي بدأها بالتحيةِ لشعبِ فلسطين،
واكملَ بأن رسالة رئيسَ الجمهوريةِ العماد ميشال عون الى مجلسِ النوابِ، مُفادها:
"لا اريدُ الرئيسَ المكلف، خلصوني منهُ".
وتابع كلمتهُ مشيداً بقداسةِ الحبرِ الاعظمِ البابا فرنسيس عندَ لقائهِ، وكذلكَ بصاحبِ الغبطةِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، حيث ابدى امام قداستهِ وغبطتهِ انه المعتدلُ، والحامي الاكثرُ لحقوقِ المسيحيين.
***
واسهبَ دولةُ الرئيسِ المكلفِ بأنه لو تحققَ تأليفُ الحكومةِ منذُ 9 اشهرٍ من اختصاصيينَ، شفافين غير سياسيين برضى فرنسا والمجتمع الدوليِّ،لكانت الانجازاتُ قد اختصرت المعاناةَ!
والسؤالُ الذي يتبادرُ الى الذهنِ،ولماذا الانجازاتُ لم ينعم بها الشعبُ منذُ سنواتٍ.
اما بنظرهِ، فالمعضلةُ الحقيقيةُ هي بالثلثِ المعطلِ "المستترِ" او "المقنَّعِ"، حيثُ اوضحَ أنه لن يحصلَ اطلاقاً، ولن يقبلَ بأيِّ فريقٍ بتسميةِ الوزراءِ سواهُ مع التأكيدِ ان يكونوا اختصاصيينَ اكفاء غيرَ سياسيينَ.
وتابعَ الحريري كلامهُ حيثُ برَّأ نفسهُ وانه قامَ بــ 18 زيارةٍ الى القصرِ الجمهوري للقاءِ فخامةِ الرئيسِ والتفاهمِ معهُ ضمنَ المعاييرِ المتَّبعةِ ،
وكانَ حازماً بأنهُ لم ولن يتشاورَ مع أيِّ فريقٍ اساسيٍّ غير الرئيس ميشال عون والمعنى في المضمونِ.
***
ثم قالها بالفمِ الملآنِ:" لن أسهِّلَ لرئيسِ الجمهوريةِ وفريقهِ السياسيِّ أيَّ حلٍّ الاّ من منظاري".
***
تدخلَ دولةُ الرئيس نبيه بري وانهى الجلسةَ باعلانِ موقفٍ لمجلسِ النوابِ برفعِ الايدي من النوابِ الكرامِ ، وعدمِ الدخولِ بأيِّ تعديلٍ للدستورِ في الظرفِ الراهنِ،
فكانت النتيجةُ المعروفةُ مسبقاً، ان نوابَ التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لم يصوِّتوا مع الموقفِ الذي صدرَ باسمِ مجلسِ النوابِ الذي تضمنَ تفسيراً للدستورِ حولَ تكليفِ الحريري.
وبعدَ هذا الجدلِ البيزنطي، يُطرحُ السؤالُ :
"أينَ اهتمامكم بالشعبِ الذي نتفتم ريشهُ"؟
***
للتاريخِ عند ضربِ قنبلتي هيروشيما وناغازاكي توقفتِ الحربُ العالميةُ الثانيةُ.
عند انفجارِ مرفأِ بيروتَ وهو اكبرُ انفجارٍ في العالمِ غيرِ نوويٍّ، ازداد التعنتُ والعنادُ وبئسَ المصيرُ .
فمن أيِّ "عجينةٍ" أنتم الذينَ تُقدِّمونَ مصالحكم فوقَ اشلاءِ الضحايا.
"آخ منكم آخ"، ألم يعد بقلوبكم ذرةٌ من الرحمةِ وقليلٌ من الحياءِ؟