#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بالأمسِ قلناها لعنةُ اللهِ عليكم.
اليومَ نقولُ الويلُ لكم من لعنةِ اللهِ ولعنةِ الناسِ عليكم، لأنكم ستُرجمونَ بالنارِ والحجارةِ حتى يومِ القيامةِ.. ليست العقوباتُ الارضيةُ ما يستحقهُ هؤلاء... عقابهم من ربِ السماءِ الى وديانِ جهنمٍ... هذا ما يستحقهُ هؤلاءِ بعدَ كلِّ الآثامِ والخطايا والجرائمِ التي ارتكبوها بحقِ شعبنا وناسِنا الطيِّبينَ...
لم تعد التحذيراتُ تنفعُ معهم ولا الوساطاتُ ولا المبادراتُ "طقَ شلشَ الحياء" معهم كما يُقال... وصارَ الكلامُ أيُّ كلامٍ لا يؤثِّرُ فكيفَ بالعقوباتِ. والدليلُ انهم لم يتحركوا لانتشالِ البلدِ من الهاويةِ التي وقعَ فيها...
***
تَدخلُ الى سوبرماركت، او أيِّ محلٍ تجاريٍّ.. تسألُ عن البضائعِ المدعومةِ فيضحكُ بوجهكَ البائعُ:
هل هناكَ بضائعُ مدعومةٌ؟.. انتهى الدعمُ قبلَ ان يعلنَ عن انتهائهِ وصارَ المواطنُ من دونِ اعلانٍ رسميٍّ تحتَ وطأةِ جنونِ التجارِ وجشعهم وبورصاتهم الخاصةِ...
لا معيارَ حقيقياً للتسعيرِ، ولا معيارَ حقيقياً للاحتسابِ، في وقتٍ عادَ الدولارُ ليرتفعَ في السوقِ السوداءِ من دونِ ان يعرفَ حتى الساعةِ ما مصيرُ هذهِ المنصَّةُ التي اعلنَ عنها، وهل اطلقتْ وهل نجحتْ؟؟
كيفَ سيعيِّدُ الناسُ ومن أينَ يأتونَ لعائلاتهم بالحدِّ الادنى للشعورِ بالعيدِ، وهم بالكادِ يؤمِّنونَ ثمنَ الرغيفِ لاولادهم وكيفَ ستتطورُ الامورُ في الشارعِ مع تفلُّتِ الاسعارِ، وتشاطرِ المسؤولينَ ( في الحكومةِ المعلَّقةِ والحكومةِ المنتظرةِ حتى اشعارٍ آخر) وتشاطرِ المسؤولينَ في تقاذفِ كرةِ رفعِ الدعمِ رسمياً ام ترشيدهِ ام عَدَمهِ.
الأنكى أن ثمةَ من يتحدثُ عن ضرورةِ الاستعدادِ لخوضِ الانتخاباتِ النيابيةِ، وان وزيرَ خارجيةِ فرنسا لم يُشغلْ بالهُ كثيراً في الحديثِ عن الحكومةِ بل ركزَ في محادثاتهِ مع جهاتِ المعارضةِ وممثلينَ عن المجتمع المدنيِّ على ضرورةِ التحضيرِ لخوضِ الانتخاباتِ النيابيةِ.
السؤالُ:
هل سيبقى انسانٌ حياً حتى الانتخاباتِ؟وكيفَ يصمدُ الناسُ؟
وكيفَ تجري الانتخاباتُ وبأيِّ كلفةٍ ومَن أينَ تُموَّلُ والموازناتُ لم تُقرْ وبالكادِ يملكُ مأمورو النفوسِ في الدوائرِ الشخصيةِ ثمنَ الطوابعِ والاوراقِ البيضاءِ واللوازمِ المكتبيةِ...
كيفَ نُجبرُ الجيشَ وقوى الامنِ وموظفي القطاعِ الرسميِّ والاساتذةِ والمُدرِّسينَ على مراقبةِ الانتخاباتِ وعلى الاشرافِ عليها والذهابِ الى مراكزِ الاقتراعِ،
وهم بالكادِ يملكونَ ثمنَ ربطةَ الخبزِ، فكيفَ بالحصولِ على ثمنِ صفيحةِ البنزين وقد تصبحُ مئةً وخمسينَ الفَ ليرةٍ لبنانيةٍ؟
في بلدٍ منهارٍ... وفي حالةِ انعدامِ الوزنِ، وفي حالةِ التفكُّكِ وانحلالِ مؤسساتِ الدولةِ ... لا احدَ يسألُ والناسُ لا تعرفُ ماذا ينتظرها في الغدِ..
جنونٌ يشبهُ العبثيةَ وبلدٌ يعودُ سنينَ الى الوراءِ.
***
قريباً جداً لا كهرباء، لا انترنت..لا خدمات.. وموادُ استهلاكيةٌ وادويةٌ مقطوعةٌ في الاسواقِ وصولاً حتى التجهيزاتِ الطبيةِ والاستشفائيةِ..
هل هذا بلدٌ؟ أم هو الجحيمُ الذي وصلنا اليهِ بفضلِ خفَّةٍ وتآمرٍ وفسادٍ،ممن يديرونَ شؤونَ الناسِ منذُ سنواتٍ؟
في بلدٍ عاصمتهُ مدمَّرةٌ وربعُ سكانها مهجَّرون، وفي بلدٍ يرزَحُ تحتَ ديونِ ملياراتِ الدولاراتِ، وفي بلدٍ يجوعُ فيهِ الناسُ لدرجةِ وصولِ احدِ الاباءِ لبيعِ كليتهِ ليطعمَ اولادهُ الخمسةَ.. الا يستحقُ كلُّ من يديرونَ هذه اللعبةَ الجهنميةَ الاعدامَ؟
هل سنبقى احياءً حتى الانتخاباتِ؟
ومَنْ قالَ ان هناكَ انتخاباتٍ نيابيةً، ومن قالَ ان هناكَ حكومةً لتديرَ الانتخاباتِ النيابيةَ.. ومن قالَ انه ستكونُ هناكَ انتخاباتٌ رئاسيةٌ...
انهُ الجحيمُ يَطْلَعُ علينا من تحتٍ...