#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
هذا اسبوعُ نهايةِ الشهرِ، يعني الاسبوعَ الاخيرَ ما قبلَ رفعِ الدعمِ ليسَ بالإتفاقِ بل بحكمِ الامرِ الواقعِ لأنهُ لم يعد هناكَ دولاراتٌ للدعمِ . المسألةُ لم تعد ترفاً، بل اصبحت واقعاً .
" جنابُ " السلطةِ التنفيذيةِ، ماذا تريدينَ ان تفعلي؟
بينَ رئيسِ تصريفٍ لا يُصرِّفُ، ورئيسٍ مكلَّفٍ لا يُكَلِّفُ، هكذا المواطنُ عالقٌ بين هذينِ " الشاقوفين "،
ولا يلوي على شيءٍ سوى أنه متروكٌ لقدرهِ .
المُصرِّفُ والمُكلَّفُ لا يعرفانِ باجندةِ المعاناةِ لدى الناسِ :
بعد شهرٍ تنتهي المدارسُ " أون لاين " أي عن بعدٍ، فماذا عن الإمتحاناتِ الرسميةِ ؟ هل تجريها وزارةُ التربيةِ في حكومةِ تصريفِ الاعمالِ ؟
من أينَ ستوفِّرُ لها ميزانيتها من اوراقِ مسابقاتٍ ومراقبةٍ وتصحيحٍ ؟ السلطةُ التنفيذيةُ لا تملكُ ثمنَ ورقةَ A4 فكيفَ ستؤمنُ باقي المستلزماتِ؟
هاجسٌ آخرُ :
هل يعرفُ المُصرِّفُ والمُكلَّفُ أن مَن هُم في الصفوفِ الثانويةِ سيتجهونَ بعدَ الصيفِ الى الجامعاتِ؟
الجامعات الخارجيةُ موصَدةٌ بوجههم، لأن لا "فريش دولار" بحوزتهم،
يستطيعونَ من خلالهِ أن يتسجَّلوا في الجامعاتِ الخارجيةِ .
حتى مَن لن يستطيعوا السفرَ،كيفَ سيتسجلونَ في الجامعاتِ الخاصةِ في لبنانَ ؟ من أين سياتونَ بالأموالِ ؟ وحتى لو ذهبوا جميعهم إلى الجامعةِ اللبنانيةِ ، فهل تستوعبهم جميعهم؟
هناكَ أزمةٌ حقيقيةٌ أسمها ازمةُ مستقبلِ الجيل الثانويِّ والجيلِ الجامعيِّ :
أينَ يدرسون؟ أين يتخصصون؟ أين سيجدونَ فرصَ العملِ ؟ أينَ سيبنونَ مستقبلهم؟ كلُّ هذهِ الاسئلةِ هل يتنبهُ لها المُصرِّفُ والمُكلَّفُ؟
***
ثم هناكَ ما هو أخطرُ من التعليمِ ،
إنها هجرةُ الاساتذةِ، فطالما أنهم يعلِّمونَ " اون لاين "، فمنهم مَن هاجرَ وبقي يُعطي دروسهُ " اون لاين " حيثما هو .
يعني أصبحَ البلدُ عملياً أمامَ عدةِ موجاتٍ من الهجرةِ:
فهناكَ هجرةُ الأطباء، وهناكَ هجرةُ الممرضينَ والممرضاتِ ، وهناكَ هجرةُ القضاةِ واخيراً وليسَ آخراً، هناك هجرةُ الاساتذةِ الجامعيين !
مَن يبقى في البلدِ ؟
مرضى من دونِ اطباءٍ.
مُعالَجونَ من دونِ ممرضينَ وممرضاتٍ.
دعاوى من دونِ قُضاةٍ .
جامعةٌ من دونِ اساتذةٍ .
مَن سيبقى في البلدِ ؟
هذا ليسَ سؤالاً افتراضياً على الإطلاقِ، إنه سؤالٌ موجَّهٌ إلى المُصرِّفِ والمُكلَّفِ،
فهل يجرؤونَ على الإجابةِ!!