#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا يمكنُ معالجةُ واقعِ بلدٍ مفلسٍ واحداثٍ استثنائيةٍ بحلولٍ أقلَّ من عاديةٍ، من طبقةٍ "حاكمةٍ متحكِّمةٍ" انانيةٍ لمصالحها ليس الاّ ...
والمعالجاتُ كوصفِ الأدويةِ ، فإذا لم يلائمْ دواءٌ معيّنٌ جسمَ المريضِ فإن الطبيبَ يسارعُ إلى وصفِ دواءٍ آخرَ اكثرَ ملاءمةً .
والأوطانُ كالاجسامِ حيثُ احياناً لا يعودُ الدواءُ ينفعُ فيلجأ الأطباءُ إلى العملياتِ الجراحيةِ .
***
البلدُ اليومَ في حالٍ تستدعي اللجوءَ إلى عملياتٍ جراحيةٍ : " البانادول " ( بالمعنى السياسي ) لم يعد ينفعُ أو على الاقلِ لم يعدْ يكفي .
والكتابةُ ، كالعلاجِ ، لم تعد تكفي ان تُكتَبَ على طريقةِ " البانادول " للازماتِ شبهِ الكارثيةِ والمستعصيةِ ،
لأنه باتَ مطلوباً كتاباتٌ ثوريةٌ لمرحلةٍ اكثرَ من مرهقةٍ. .
فمن أين نبدأ ؟
من الطبقةِ الحاكمةِ غير المبالية او المكترثة:
هناكَ متَّهمون، ومتورِّطون، ومشاركون، وساكتون، ومُطنِّشون، وغافلون ... جميعهم مسؤولونَ بدرجاتٍ متفاوتةٍ :
في الدرجةِ الأولى ، يأتي مَن هُم في مواقعِ المسؤوليةِ ، فإما ان يُنجِزوا وإما أن يستقيلوا ، هذه هي حالُ الديموقراطياتِ في العالم، "إلا ديموقراطيتنا"، التي يبدو انها فارغةٌ من مضمونها، كما كلُّ شيءٍ في البلدِ.
هذا العلاجُ لم يؤخّذ بهِ منذُ زمنٍ بعيدٍ ، وفي غيابهِ فإن كلَّ المعالجاتِ ستبقى دونَ نتيجةٍ ، فالمخالِفونَ حين يعرفون أن لا محاسبةَ لهم ، فإنهم يُمعنونَ في المخالفاتِ .
ليس قليلاً تسميتهم بأنهم " نيرونيون " فُهم أكثر من " نيرونيين ":
" نيرون" أحرقَ روما مرةً ،
هُم يحرقونَ لبنانَ كل يومٍ ، يَحرقونَ كلَّ شيءٍ فيهِ :
الإقتصاد ، الثقة ، الإستقرار ، الامل ، التعليم ، مدَّخراتِ اللبنانيين وجنى اعمارهم .
لا ولن يفلتوا من العقابِ ، يجب ان يُحاكموا ويجب ان تَصدرَ بحقهم الأَحكامُ القاسيةُ بمقدارِ الجرائمِ التي ارتكبوها .
هذا " حسابٌ جارٍ " مع كلِّهم ،
بينما الشعبُ يائسٌ،بائسٌ، جائعٌ، مخروبةٌ بيوتهُ واعمالهُ،
كيف يدعهم يفلتونَ من العقابِ مهما طالَ الزمنُ ، في هذا العالمِ لم يعد هناكَ من مكانٍ يمكنُ الركونُ إليهِ هرباً من الملاحقةِ ،خاصةً الماليةِ منها،الاّ البرازيل حيث لا انتربول يطالهم، ويستمتعونَ بكرنفالاتِ السامبا في الريو دي جانيرو .
***
الفلسفةُ الحقيقيةُ والجوهرُ الحقيقيُّ كان الاعتقادُ الراسخُ بأن الإفلاتَ من العقابِ هو إرثٌ لبنانيٌّ يتناقلهُ السياسيونَ أباً عن جَدٍ وصولاً إلى الأبناءِ فالأحفادِ ...
اليومَ ايها المتحكّمونَ ببلادنا،
كأنكم "نواطيرُ الموتِ" علينا.