#الثائر
قال البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي لوفد "الثائر" ألذي زاره اليوم في الديمان: إن البلدان التي اعتمدت الحياد في الصراعات الدولية، تمكّنت من النجاة وحافظت على استقرارها وازدهارها. ولبنان دولة صغيرة، فيها غنى حضاري وثقافي وتنوع ديني، جعلها مكاناً مميزاً في العالم، ومن الأفضل لنا أن لا نُدخل أنفسنا في صراعات إقليمية ودولية، ونعتمد الحياد الإيجابي لأن فيه خلاص لبنان .
وأوضح البطريرك أن لبنان كان منارة الشرق، وكان لدينا أفضل المستشفيات والمدارس والجامعات، وأفضل قطاع مصرفي، وكان السواح يأتون إلينا من الخليج ومختلف دول العالم، لكن اليوم تم تخريب كل شيء، فلمصلحة من نفعل ذلك ببلدنا؟ .
وأضاف البطريرك أنني استمعت إلى الثوار وأشعر بهمومهم، وأنتم في «الثائر» ترفعون شعار الثورة، والمطالب التي تم رفعها محقة، ويجب على السلطات أن تستجيب لرغبات الشعب، وتُلبي حاجاته وتطلعاته، لكن قطع الطرقات وأعمال الشغب تُسيء إلى صورة لبنان، فمن سيأتي إلينا بعد مشاهد إحراق الإطارات والتسكير العشوائي للطرقات؟ وتسأل غبطته قائلاً هل رمي الحجارة على القوى الأمنية، وتكسير المحال وإشعال الحرائق هي من ثقافتنا وأخلاقنا؟ .
وشدد البطريرك على حماية حرية الرأي والإعلام، شرط الإلتزام بآداب التخاطب والكلام، والإبتعاد عن الشتيمة ولغة الإبتذال، وكذلك أبدى حرصه على ضرورة الإهتمام بالقطاع المصرفي والمحافظة عليه والإمتناع عن تدميره، ولقد كان مؤسفاً منظر تكسير أبواب البنوك والإعتداء عليها، فكيف سيضع الناس، خاصة العرب والأجانب، أموالهم في لبنان، إذا كانوا يشاهدون أن المصارف عِرضة للنهب والسرقة والتخريب؟ .
وقال الراعي: هناك من امتنع عن المشاركة في الحكم، ثم كانت هذه الحكومة التي شكّلها الرئيس دياب من غير الحزبيين، لكن منحتها الثقة كتل نيابية سياسية، وبالتالي هي مدعومة من هذه القوى ومحسوبة عليها ومحكومة بالعمل معها، والآن الجميع يطعن الحكومة دون أن يُقدموا الحلول أو البديل .
وختم الراعي بالدعوة إلى تظافر الجهود، والعمل من أجل لبنان، وإعلاء المصلحة الوطنية على المصالح الآنية والخاصة، متمنياً أن لا تطول الأزمة، وقال: إننا نصلي لخلاص لبنان وشعبه .