#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بعدما وصلَ الجميعُ إلى طريقٍ مسدودٍ ، باتوا يفتشونَ كلهم يعني كلهم "أهلُ السياسةِ العظماء" عّمن يُخرجهم من هذا المأزقِ ،
لا يكونُ الخلاصُ إلا من خلالِ تشكيلِ حكومةٍ جديدةٍ، وتترددُ معلوماتٌ أن الحكومةَ ستكونُ من عشرينَ وزيراً في ظلِ اصرارِ رئيسِ الجمهوريةِ على ان تكونَ بهذا العدد ، على عكس إصرارِ الرئيسِ المكلفِ أن تكونَ من 18 وزيراً ، لكن في نهايةِ المطافِ لا يوقِّعُ رئيسُ الجمهوريةِ على حكومةٍ لا تكونُ من عشرينَ وزيراً، وهي تُطْبخُ على نارٍ "نايصة" لتولَدَ بعد "كم" اسبوعٍ... إن! .
***
ليست القضيةُ هنا ،
بل في أولوياتِ الحكومةِ ، وهذهِ الاولوياتُ ليس صعباً التفتيشُ عنها ، إنها بكلمةٍ واحدةٍ :
الإصلاحات! ولكن ليسَ أيةُ إصلاحاتٍ بل تلكَ التي وردتْ في مقرَّراتِ مؤتمرِ " سيدر " ( هل تتذكرونها ؟ ).
للاسفِ ، مؤتمرُ " سيدر " أنعقد في نيسان 2018 ، أي منذُ ثلاثةِ اعوامٍ ، ومقرراتهُ كان يجبُ أن تنفذها الحكومةُ التي شُكِّلتْ بعد الانتخاباتِ النيابيةِ في ايار 2018 ،
وعلى اساسِ هذهِ الإصلاحاتِ تبدأ قروضُ وهباتُ الـــ 11 مليار دولار تأتي إلى لبنان في مطلع 2019 .
هل تذكرونَ كلَّ ذلك ؟
كنا نجونا من الانهياراتِ الاقتصاديةِ والماليةِ ، لكن الذي حدثَ ان الحكومةَ ، وبدلاً من ان تتألفَ سريعاً، استغرقَ تأليفها سبعةَ اشهرٍ بسببِ التعنْتِ،
فطار " سيدر " وطارتْ مقرراتهُ وطارتْ الإصلاحاتُ وطارتْ الــ 11 مليار دولار قروضاً وهباتٍ .
نعم كنا نجوْنا " واللهُ لا يسامحُ الذينَ تسببوا بذلك " ،
لكن الامورَ استمرتْ على تدهْوُرِها ، ولا مَن يُبالي ، إلى ان انفجرَ الوضعُ المعيشيُّ والاقتصاديُّ في 17 تشرين الاول 2019 ، وكانَ منطقُ الامورِ أن ينفجرَ الوضعُ لأنه لم يعدْ يُطاق ، وكانَ ما كان .
اليومَ وصلنا إلى هنا ، فما العملُ ؟
على الشعبِ اللبنانيِّ الذكيِّ ان يضغطَ في اتجاهِ تشكيلِ حكومةٍ جديدةٍ.
إن كلَّ الضغوطِ التي تجري ، ما لم تصل إلى مستوى المطالبةِ بتشكيلِ حكومةٍ من "دهنو سقِّيلو"،
لن يتحققَ أيُّ شيءٍ ،
فالتحركاتُ الارتجاليةُ والموسميةُ لن توصِلَ إلى أيِّ مكانٍ ،
التحرُّكُ الهادفُ والمثمرُ يبدأ بحكومةٍ جديدةٍ يكونُ بيانها الوزاريُّ إجراءَ الاصلاحاتِ وفقَ مقرراتِ مؤتمرِ " سيدر " ،
وعدا ذلك سنكونُ في حلقةٍ مفرغةٍ وسيبقى الوضعُ على ما هو عليه إلى ما شاء الله .
***
فيا اهلَ "السياسةِ" الكرام صوِّبوا جهودكم من اجلِ شعبِ لبنانَ الصامد،
الآن الآن وليسَ غداً المطلوبُ حكومةٌ قبلَ أيِّ شيءٍ آخرَ،
وكفاكمْ قَهرُنا لقد "هريتوا" شعباً برُمَّتهِ....