#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في التداولِ كلامٌ كثيرٌ عن مبادراتٍ لاعادةِ اطلاقِ عجلةِ تأليفِ الحكومةِ. منها على الخطِ الروسيِّ منها على الخطِ الفرنسيِّ – السعوديِّ ومنها على الخطِ الداخليِّ ويقودها عميدُ الديبلوماسيةِ الامنيةِ مديرُ عامِ الامن العام اللواء عباس ابراهيم..
السؤالُ: هل تنجحُ هذهِ المبادراتُ هذهِ المرَّةِ ولمَّ عليها ان تنجحَ في وقتٍ ازدادَ التوترُ الكلاميُّ على خطِ بيتِ الوسط – ميرنا الشالوحي، وأضيفَ اليها بالامسِ كلامُ الزعيم وليد جنبلاط وقناةُ الرئيس نبيه بري التلفزيونيةِ.
أم ان هذا التصعيدَ الكلاميَّ هو مقدِّمةٌ لاعادةِ رسمِ توازناتِ "الرعبِ" لتشكيلِ الحكومةِ...؟
***
لا نريدُ ان نعرفَ المزيدَ... لأن المواطنَ لم يعد مهتماً ... هو يُيَسِّرُ حياتهُ وشؤونهُ بعيداً عن كلِّ مناوراتِ التشكيلِ والتصعيدِ والمهاتراتِ والسجالاتِ..
صار المسؤولونَ وكأنهم يعيشونَ في جزيرةٍ معزولةٍ عن همومِ الناسِ الذينَ يتابعونَ بقلقٍ وخوفٍ اخبار الارتفاعِ الجنونيِّ لسعرِ صرفِ الدولارِ وانهيارِ عملتهم الوطنية من دونِ ايَّ مسوِّغاتٍ ولا اسبابٍ.. فما الذي تغيرَ حتى ارتفعَ الدولارُ وما يزالُ يرتفعُ؟
فهل ثمةَ جهةٌ خفيةٌ تضغطُ لشراءِ الدولارِ من الاسواقِ والى أين؟ خصوصاً ان الدعمَ لم يتوقفَ بعد وشروطَ التدخلِ في السوقِ لمصرفِ لبنانَ وكأنها هي نفسها...
هل علينا ان ننتظرَ بعدُ اكثرَ انهياراً لسعرِ صرفِ العملةِ الوطنيةِ؟ وكيفَ يتعاملُ الموظفونَ الرسميونَ واصحابِ الحدِّ الادنى للاجورِ مع هذا الانهيارِ وقد اصبحت رواتبهم لا تُوازي مئةَ دولارٍ اميركيٍ؟
***
كيفَ يمكنُ لقائدِ الجيشِ العماد جوزف عون المعروفِ بصدقهِ وحكمتهِ وقربهِ من مؤسستهِ واحترامهِ لها، ان يتعاملَ مع انهيارِ رواتبِ وتعويضاتِ عسكرهِ من عمداءَ وضباطٍ ورتباءَ وغيرهم، وهم يكتوونَ كلَّ لحظةٍ،
بتراجعِ القدرةِ الشرائيةِ لديهم وفي الوقتِ عينهِ يخدمونَ البلدَ على الحدودِ وفي الداخلِ بالعيونِ الساهرةِ والقلوبِ الخافقةِ.
***
ماذا بقي لنا من آمالٍ في هذا البلدِ؟
كلُّ شيءٍ مستباحٌ... ولعلَّ آخرَ حبةٍ في العنقودِ استباحةُ القضاءِ في ما جرى في التحقيق بمرفأ بيروت... دخلتْ السياسةُ والضغوطُ على القضاءِ والى القضاء، ففجَّرت من جديدٍ الآمالَ بوصولٍ قريبٍ الى الحقيقةِ وفجَّرتْ آمالَ اهالي الضحايا الذين ينتظرونَ الحقيقةَ ولا شيءَ غيرها....
الرهانُ اليومَ على القاضي طارق البيطار .. فهل هناكَ موقوفونَ جدد؟ وهل هناكَ ادّعاءاتٌ جديدةٌ؟ وهل ستشملُ التحقيقاتُ الادوارَ الخارجيةَ من موسكو الى لندن وغيرهما.. وصولاً الى لبنان؟
يعيشُ اللبنانيونَ في الكوابيس وعلى الحلولِ المؤقتةِ ولعلَّ التعاطيَّ مع ملفَّاتِ الكهرباءِ والدعمِ وكورونا خيرُ دليلٍ على التخبُّطِ والعشوائيةِ وعلى سوءِ التخطيطِ والرؤيةِ، على المسكناتِ التي لا تُقدّمُ حلولاً جذريةً. كأن كلَّ شيءٍ يحكمهُ الانتظارُ...
***
انتظارُ شيءٍ كبيرٍ.. فما هو الشيءُ الكبيرُ اكثرُ من الانهيارِ الذي نعيشهُ ومَن الخفَّةِ التي تتعاملُ بها السلطةُ مع قضايا الناسِ.
لعلَّ التناقضاتِ والتساؤلاتِ التي حَكمتْ اجواءَ التحقيقاتِ في ملفِّ مرفأ بيروتَ تُرخي بظلالها هي ايضاً على كلِّ الملفاتِ الاخرى...
ألسنا هنا بحاجةٍ الى عقدِ مؤتمرٍ دوليِّ يُخرجنا من عِقَدِ الداخلِ؟
الرئيسُ الفرنسيُّ ايمانويل ماكرون في اولِ زيارةٍ لهُ الى لبنانَ ألم يجمعَ قادةَ الاحزابِ كافةً حولَ طاولةٍ مستديرةٍ في قصرِ الصنوبرِ للتحاورِ ؟
لماذا نخافُ من المؤتمرِ الدوليِّ؟ ولماذا من لا يزالُ ممانعاً يخشى من هذا المؤتمرِ؟
اذا، لماذا الخوفُ من أن يكونُ المؤتمرُ الدوليُّ بعباءةٍ فرنسيةٍ هذه المرةِ،
جامعاً كلَّ الفرقاءِ السياسيين من جميع الطوائفَ من دونَ استثناءٍ؟