#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
" شي بيبكِّي "!
فعلاً لا نجدُ كلماتٍ تعبرُ عما شهدهُ ليلُ طرابلس سوى هاتينِ الكلمتين .
عادتْ بنا الذاكرةُ 45 سنةً إلى الوراءِ ، إلى بداياتِ الحربِ اللبنانيةِ وما باتَ يُعرَفُ بحربِ السنتين .
بعدَ قُرابة نصفَ قرنٍ المشاهدُ ذاتها والحرائقُ ذاتها والعبثُ ذاتهُ ونكادُ أن نقولَ اللاعبونَ ذاتهم وربما اللعبةُ ذاتها .
مَن كانَ في عمرِ الشبابِ في العام 1975 ، صارَ اليوم في خريفِ عمرهِ، وكأنهُ يحضرُ " فيلم سينما " ذاتهُ للمرةِ الثانيةِ . في المرةِ الأولى حضرهُ منذُ 45 عاماً ، واليومَ يحضرهُ للمرةِ الثانيةِ ، لكنهُ من " أفلامِ الواقع" :
ها هي طرابلس تُدمَّرُ للمرةِ الرابعةِ أو الخامسة ربما :
دُمِّرتْ في العام 75 ثم في منتصفِ الثمانينات ثم في حربِ بابِ التبانة وبعل محسن ، وها هي اليوم تُدمَّرُ من جديدٍ .
اليومَ ما يحصلُ لم يحقق أهدافَ الطرابلسيين بل أهدافَ من حرَّكَ الفتنةَ أو استغلَ وجعَ الناسِ وجوعهم :
لكن الناسَ لا يحاسبونَ المخرِّبين ، بل على الدولةِ أن تحاسبهم!
على مدى اربعةِ أيامٍ لم نرَ مسؤولاً واحداً زار طرابلس ، كأنها مدينةٌ متروكةٌ لقدرها لا يعرفها المسؤولونَ إلا مرةً كلَّ اربعِ سنواتٍ .
يتعاطونَ مع طرابلس على انها خزانٌ بشريٌ وصندوقةُ اقتراعٍ . ولكن إلى متى ؟ الم يحن الوقتُ ليقولَ الطرابلسيون : كفى ؟
نعم كفى ، ولنتطلع إلى الأمام ، ولنبدأْ من حيثُ هي المشكلةُ ليس في طرابلس فقط بل في كلِّ لبنان .
هذه السلطةُ لم تعد قادرةً على فعلِ شيءٍ ، سقطتْ في كلِّ الامتحاناتِ : الامنيةِ والعسكريةِ والصحيةِ والماليةِ والاقتصاديةِ والمعيشيةِ ، فلماذا تبقى ؟
الأولويةُ الآنَ يجبُ ان تكونَ لتبطيء عدادِ الإصاباتِ بكورونا من خلالِ إيجادِ وسائلَ توفِّقُ بين الإقفالِ العامِ ويومياتِ الناس .
لماذا لا نقتدي بتجاربِ الدولِ التي نجحتْ في هذا المضمار ؟
فهي كثيرةٌ سواءٌ في دولةِ الامارات العربية المتحدة او في اوروبا او في اقاصي العالم ،
وهل نحنُ من كوكبٍ آخر ؟
***
ثم تأتي الاولويةُ الثانيةُ وهي الاوضاعُ الماليةُ والمعيشيةُ لكن قبل كلِّ ذلك هناكَ اولويةُ الأولويات :
السلطاتُ التنفيذيةُ السابقةُ ،
... لم تُقدِّمْ شيئاً لكرامةِ الناس والعيشِ الكريمِ لهم خاصةً في طرابلس الحبيبة المتروكةِ لقدرها.
لأن الفسادَ والهدرَ والصفقات ونهبَ اموالِ الخزينةِ،
كانت من الاولوياتِ للطبقةِ السياسيةِ الحاكمةِ، لا للناسِ كلِّ الناسِ على كلِ مساحةِ الوطن.