#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عندما كتبنا قبلَ اشهرٍ عن الخوفِ من العودةِ الى الشارعِ اذا اقفلتْ المساراتُ الاجتماعيةُ والاقتصاديةُ امامَ الناسِ، يبدو ان احداً في هذهِ السلطةِ المتعجرفةِ لم ينتبه ولم يُرِد ان يُصغي الى صوتِ الناس ولا ان يستمع او يشعرَ بنبضهم.
ها همُ الناسُ ورغمَ كلِّ مخاطرِ كورونا يعودونَ الى الشارعِ شيئاً فشيئاً تعبيراً عن غضبهم وعن فقرهم وعن شعورهم بالذلِّ لما اوصلتهم اليهِ هذه السلطةُ..
صارَ الشعبُ "يُبدِّي" الرغيفَ على الحجْرِ الصحيِّ خوفاً من انتقالِ العدوى.
استسلمَ الناسُ امامَ الجائحةِ ونزلوا الى الشارعِ وكأنهم في انتحارٍ جماعيِّ يطالبونَ بالعملِ والخبزِ والدواءِ والتدفئةِ.
السؤالُ الى أينَ سيذهبُ الناسُ في تحركاتهم؟
او ربما الاصحُ:
هل يذهبُ الناسُ ابعدَ لدرجةً يشعرُ من يحملُ مرسومَ التكليفِ بجيبهِ ان عليهِ ان يتنازلَ للبلد "لانو ما في حدا اكبر من بلدو" او لدرجةٍ ان يقبلَ الرئيس الذي اعتادَ منذُ زمنٍ بعيدٍ على التضحيةِ لدرجةِ النفي... ان يقبلَ بالتراجعِ خطوةً بما يسهِّلُ ولادةَ حكومةٍ تنقذُ لبنانَ من العزلةِ ومن الحصارِ...
***
اذا كان الرهانُ على دورٍ فرنسيٍ جديدٍ أفليسَ معيباً ان ينتظرَ اللبنانيونَ كلَّ مرةً احداً يهزُ لهم العصا حتى يتعلّموا؟
أولم تتعلم هذهِ الطبقةُ المتخلّيةُ عن واجباتها من تجاربِ الماضي؟
أولن تتعلّمَ في المستقبلِ من استعمالِ سياساتِ الخارجِ لتحكُمَ في الداخلِ؟
شبعَ اللبنانيونَ رهاناتٍ وشبعُ اللبنانيون مساوماتٍ ومحاصصاتٍ...
***
يريدونَ طبقةً من القادةِ والمسؤولين تعرفُ كيفَ تأخذهم الى المستقبلِ لا ان تُعيدهم الى مجاهلِ وغزواتِ السنواتِ التي اجتاحَ فيها الفاسدونَ الاداراتِ والمؤسساتِ والوزاراتِ بصفقاتٍ وسمسراتٍ و"زعرناتٍ"...
هل تخيَّلتمْ بلداً يبقى من دونِ تشريعٍ وموازنةٍ وعقدِ نفقاتٍ وضرائبَ وموارد...؟
هل تخيَّلتمْ بلداً من دونِ سياساتٍ صحيةٍ وانمائيةٍ واستراتيجياتٍ دفاعيةٍ وبيئيةٍ وتربويةٍ وكهربائيةٍ ومائيةٍ؟
***
مَن يُديرُ البلدَ اليومَ؟ مجلسُ الدفاع الاعلى؟ هل يحقُ لمجلس الدفاعِ الاعلى ان يقرِّرَ للبنانَ في كلِ شيءٍ .
وهل بامكانهِ ذلكَ،وهل يجبُ ذلك؟
ينتظرُ الناسُ في بيوتهم كالفئرانِ ارانبَ السلطةِ الحاكّمةِ لتخرجهم وتدلَّهم كيفَ يأخذونَ حصصهم التموينيةِ او بطاقاتهم التمويليةِ... ينتظرونَ بطاقاتِ التشريجِ الآتيةِ من البنكِ الدولي...
هل هذا هو لبنان سويسرا الشرق؟
هل هذا هو لبنانُ "البلدُ العظيمُ" الذي دمّرناهُ بإيدينا دوراً وكياناً ومستقبلاً...
الويلُ لمنْ اوصلَ الناسَ الى هنا.
الويلُ لهم من حُكْمِ التاريخِ الذي لنْ يرحمَ.