#الثائر
لا تخفي دولة الاحتلال أنها تواجه جملة تحديات تجعل عملياتها العسكرية أكثر تعقيدًا، سواء ما يتعلق بمطاردة منفذي العمليات في قلب فلسطين المحتلة، مثل عمليتي ديزنغوف وشعفاط، أو مواجهة مجموعات "عرين الأسود"، واعتراض مسيّرات حزب الله، واغتيال المطلوبين في قلب غزة.
ولعل إطلاق حزب الله لطائراته المسيرة بدون طيار قبل أشهر باتجاه حقل كاريش البحري شكل ذروة هذه العمليات، التي أظهرت أمام سلاح الجو تحديا حقيقيا في كيفية التعامل معها، وإسقاطها، خاصة وأن كل طائرة منها حلقت على ارتفاع وسرعة مختلفين في محاولة للتغلب على الأنظمة التكنولوجية الإسرائيلية، ورغم إحباط هذه العملية، لكن التخوف الإسرائيلي بقي كامناً في إمكانية أن يرد الحزب بتسلل بري لقوة "الرضوان" الخاصة، أو إطلاق وابل صاروخي على العمق الإسرائيلي.
ونقل موقع "ويلا" عن ضباط كبار في جيش الاحتلال، قولهم، إن "تواصل التهديدات الأمنية والعسكرية من مختلف الجبهات المحيطة بنا جعلت رئيس الأركان يأمر قسم العمليات العامة بالاستعداد لإجراء مناقشات متواصلة لمعرفة كيفية التعامل مع تلك التهديدات، بما فيها اعتراض التهديدات من الجو والبحر والبر، وهذه استعدادات مدتها عدة أشهر، يتم فيها ترتيب الأنظمة، والاستعانة بالخرائط".
وأضاف في تقرير أنه "بعد حرب غزة ذات الخمسين يوما في صيف 2014، نشأت الحاجة إلى تشكيل قوة خاصة في جناح العمليات لدمج قدرات الجيش، وعدم استنزافها، وبعد أربع سنوات، خلال عملية حد السيف في قلب خان يونس 2018، وكشف عناصر حماس لقوة أمنية خاصة، ومقتل ضابطها المسؤول في المعركة، تطلب ذلك من الجيش ما أسماه مزامنة المتطلبات الميدانية، التي تفيد بإنشاء قوات عسكرية متكاملة، للرد على حنكة الأعداء المحيطين بنا في المديات البعيدة والقصيرة، والتغلب على البيروقراطية السائدة داخل الجيش".
وكشف بوخبوط عن إطلاق "جهاز القوات العسكرية المشتركة بقيادة الجنرال عوديد باسيوك، المكلفة بجمع معلومات استخبارية حساسة، وتتفاعل بسرعة مع الأحداث في الشرق الأوسط، بالتزامن مع نقلها لقيادة الجيش والشاباك والموساد، ومن خلالها يمكن اتخاذ تدابير مضادة في غزة، وتوغل قوات الجيش الإسرائيلي في حي القصبة بنابلس، وتنفيذ عملية سرية شديدة الخطورة في جنين، وفي مختلف هذه العمليات يتم تحديد استخدام مروحية هجومية أو مسيّرة، بما يؤثر على إجراءات التخطيط للمعركة".
وأشار إلى أن "الجهاز الجديد تتسع صلاحياته لتشمل إيران، وأمن المعابر الحدودية، والاعتقالات في الضفة الغربية، والنشاطات البحرية، لأنها أصبحت أكثر تعقيدًا، بجانب تفعيل القبة الحديدية، وخوض استراتيجية المعركة بين الحروب في سوريا ولبنان".
ويشير تشكيل هذا الجهاز العسكري الجديد في جيش الاحتلال إلى خطورة ما يواجهه من تحديات ميدانية جدية، سواء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو في الجبهات المجاورة: شمالا وشرقا، مما دفعه لإقامة هذا التشكيل الجديد، دون أن يكون ضامنا بالضرورة للتغلب على هذه التهديدات المتزايدة من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذا التشكيل قد يظهر تباينات وتضاربا في الصلاحيات بين باقي الأجهزة الأمنية والعسكرية في جيش الاحتلال ذاته.
عربي21