#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وباءُ الكورونا يحكمُ العالمَ، وبانتظارِ نزولِ اللّقاحِ الى الاسواقِ وتجربةِ مدى فعاليتهِ، يتجهُ لبنانُ وسطَ ازمتهِ الخانقةِ نحو الاقفالِ التامِ اعتباراً من يومِ السبتِ المقبلِ.
اقفالٌ قسريٌّ فرضهُ الوضعُ الحرجُ لكنّه يواكبُ الاقفالَ التّامَ الذي يحكمُ البلادَ على كلِ الصُعُدِ.... والذي وصلَ الى اقفالِ مجلسِ النواب....
***
تُقدِّمُ دولُ العالمِ مساعداتٍ عينيةً وماديةً للمؤسساتِ والافرادِ المتضرّرينَ من الاقفالِ لكن لبنانَ المثقلَ بالانهياراتِ يزيدُ الاعباءَ على كلِ الناسِ دفعةً واحدةً...
يكفي ان تجولَ في الاسواقِ لتشاهدَ بأمِّ العينِ ارقامَ واسماءَ المؤسساتِ التي تقفلُ ابوابها ومعها يتحوَّلُ الى البطالةِ عشراتٌ لا بل مئاتُ العمّالِ والموظفين....
اعباءٌ تتراكمُ منذ اواخرِ العامِ 2019 ، واضيفتْ عليها انهياراتُ الزلزالِ الذي ضربَ مرفأ بيروت ومحيطهُ.... بيوتٌ دُمِّرتْ، عائلاتٌ شرِّدتْ، مئاتُ المؤسساتِ انهارتْ وافلستْ...
***
وماذا بعدُ؟
ينهارُ البلدُ ويقفلُ على الازماتِ والمسؤولونَ "كربجتهم" رزمةُ العقوباتِ التي صدرت والتي يُقالُ انها ستستتبعُ بغيرها... فتجمدتِ الحكومةُ ومساعيها، وسقطت فرصُ الحلولِ...
حلولٌ لن تقدِّمَ وتؤخِّرَ فيها جولةُ مسؤولٍ في وزارةِ الخارجيةِ الفرنسيةِ متوقعةٌ في الساعاتِ المقبلةِ في مسعى لتسريعِ ولادةِ الحكومةِ، فمن أين ستلّدُ الحكومة ووفقَ أي عمليّةٍ قيصريّةٍ؟
ومن همُ "الاطباءُ العباقرةُ" الذين سيجرونَ عمليةَ الولادةِ؟
***
اذا كانت الامورُ تسيرُ وفقَ اجاندة "ترامب" حتى الساعةِ فان الامورَ في واشنطن ستبقى متشدِّدةً لناحيةِ الاصلاحاتِ وعدمِ ادخالِ حزبِ اللهِ الى الحكومة.
من فرنسا البرنامجُ واضحٌ حكومةُ اخصائيين...
من الدولِ العربيةِ صمتٌ مطبقٌ لأن البرنامجَ واضحٌ ولان المطالبَ واضحةٌ ويعرفها اللبنانيون فلماذا يتشاطرون؟
عملياً اذا كان لقاءُ الحريري – عون يوم الجمعةِ الماضي سادهُ الوجومُ والقلقُ بعد صدورِ العقوباتِ بحقِ باسيل فان لقاءَ الاثنين شهدَ تشدُّداً من ناحيةِ الاثنين:
رئيسُ الجمهوريةِ اعتمدَ فيما يبدو لائحةَ المعاييرِ التي اطلقها جبران باسيل في مؤتمرهِ، وبدا متشدداً فيما سعد الحريري كرئيسٍ مكلّف بدا متشدداً من ناحيتهِ لجانبِ تسميتهِ الاختصاصيينَ وتفرُّدِهِ بتسميةِ الاشخاصِ من كل الطوائف وهذا ما جعلَ الثنائيَّ الشيعيَّ يبدو متوتِّراً ومتحفِّظاً في الساعاتِ الماضية.
***
عدنا الى نقطةِ الصفرِ او ما دونَ الصفرِ، لا حكومةَ – لا حلولَ – لا اصلاحاتٍ – اقفالٌ – انهياراتٌ.
فكيفَ ستحافظُ الليرةُ على ما تبقّى من قيمتها؟
وماذا بمقدورِ البنك المركزي ان يفعلَ لوقفِ الانهياراتِ وهو صارَ يوازنُ بين التقنينِ بالليرةِ اللبنانيةِ وبين العجزِ عن اعطاءِ الدولارِ للناسِ، للطلابِ، للمستشفياتِ، للمحروقاتِ ، للادويةِ...
ما العملُ؟
لا شيءَ... يعيشُ من هم في السلطةِ المستقيلةِ في عالمِ "تصفيةِ التركةِ"،
امّا من ينتظرونَ السلطةَ، فينتظرونَ الهيكلَ حتى يَقعَ، حتى يدَّعُونَ مستقبلاً انهم هم من اعادوا بناءهُ...
اما الناسُ فعليهم تسقطُ الجدرانُ... وسطَ صمتٍ يُشبهُ صمتَ القبورِ...
***
يومُ المظلومِ على الظّالمِ أشدُّ من يومِ الظّالمِ على المظْلومِ.