إقتصاد

الاقتصاد بدأ يدفع ثمناً باهظاً جرّاء أزمته الداخلية

2024 آذار 25
إقتصاد الجمهورية

#الثائر

كتب فؤاد زمكحل في "الجمهورية": بطريقة سريعة جداً، شعر المواطنون بضغوط مالية ونقدية خانقة، أكثر بكثير ممّا كانوا يشعرون به في بداية الأزمة، فلماذا تفاقمت هذه الضغوط، وتدهورت القدرة الشرائية؟

نُذكّر أنه عندما بدأت الأزمة في العام 2019، لُقّبت، بحسب مرصد البنك الدولي، بأكبر أزمة مالية ونقدية في تاريخ العالم، ولا مثيل لها، وأيضاً سُمّيت بالأزمة المتعمّدة، فبعد الصدمة، الكل كان يأمل في أنّ ودائعهم ستُسترجع من بعد العاصفة، لكن العواصف تراكمت. وعندما كُشفت بعض الغيوم، أدرك المواطنون بأسف أن أموالهم صُرفت وهُدرت من الدولة اللبنانية، ولن يسترجعوا سوى نِسَب بخسة منها على المدى الطويل.

لكن أيضاً في بدء الأزمة، كانوا قد بدأوا ينالون ألف دولار كاش على كل حساب، ومن ثم انخفضت إلى الـ 500، فـ 250 دولاراً، بحسب تعاميم 151، و158 و161 وغيرها، لكن كانت القيمة الشرائية لهذه الدولارات تساوي أضعافاً ما هي عليه اليوم. فمع مرور الوقت، توقفت السحوبات بالدولار، إلاّ الذين يستفيدون من تعميم 158، لكن في الوقت عينه إزدادت الكلفة المعيشية، بأكثر من 20-30%، أي بأكثر مما كانت عليه وقت اندلاع الأزمة في العام 2019.

فسببُ هذا التضخّم الداخلي هو زيادة كل تكاليف الإنتاج، وزيادة تكاليف النقل والتأمين، تتويجاً بزيادة كل الضرائب المباشرة وغير المباشرة، بحسب الموازنة المُقرّة.

أما إقليمياً، فاندلاع حرب غزة وجرُّها إلى البحر الأحمر، قد أوصَل إلى تضخّم إقليمي كارثي، وجرّ المنطقة إلى إقتصاد الحرب، وإرتفاع كل التكاليف، المباشرة وغير المباشرة.

أما على الصعيد الدولي، فتفاقمت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، واشتدّت الخلافات بين الصين وتايوان، مع تدخلات أميركية، واشتدّت المنافسة بين العملات، وخصوصاً بين الدولار واليوهان، والعملات المشفّرة الجديدة، التي زادت التضخّم الدولي.

فالإقتصاد اللبناني بدأ يدفع ثمناً باهظاً جرّاء أزمته الداخلية، وانحدر الناتج المحلي من 55 مليار دولار إلى نحو 20 ملياراً. تزامناً، إزدادت كل تكاليف الإنتاج ولا سيما التكاليف المعيشية بأكثر من 20-30% جرّاء التضخّم المحلي، الإقليمي والدولي.

أما على صعيد مداخيل القطاع الخاص اللبناني، أكانت بالليرة اللبنانية أو بالدولار الأميركي القديم، ففقدت أكثر من 85% من قيمتها، وحتى من بعد الزيادات والتعديلات، لن توازي أكثر من 30 إلى 50% عمّا كانت عليه ما قبل الأزمة في العام 2019.

في المحصّلة، مقارنة بين عامي 2019 و2024، فقد زادت الكلفة المعيشية على المواطنين بأكثر من 20-30%، وتدهورت مداخيلهم بنحو ما بين 50% إلى 70%، وتقلّصت ودائعهم وتلاشت بأكثر من 85%، وتدهور الناتج المحلي بأكثر من 60%. هذه المعايير الجديدة هي لمحاولة العيش أو التعايش، في ظل كل الضغوط الداخلية، الإقليمية والدولية. هذا هو التفسير المُحزن والمقلق، حول كيف ازدادت التكاليف، وتدهور المدخول، ولن يستطيع جزء كبير من اللبنانيين تلبية أدنى متطلباتهم المعيشية والإنسانية. فاغتنى المُهرّب والمروّج وتاجر العملات والفاسد، وافتقر العامل المجدي، والريادي، والمستثمر الشفّاف.

اخترنا لكم
باسيل: نحن مع وقف النار ولسنا حلفاء حزب الله في بناء الدولة لكننا معه في مواجهة إسرائيل
المزيد
ذكرى الاستقلالِ وبورصةُ القرارِ 1701!
المزيد
جنبلاط: الوضع سيستمر بالتدهور بسبب الموقف الغربي.. وإيران من يتولّى المسؤولية في الحزب
المزيد
المرتضى: الاساءات الى طائفة الموحدين الدروز مستهجنة تخدم العدو ومرتكبها حسابه عسير
المزيد
اخر الاخبار
سليم: لبنان يتمسك ببقاء اليونيفيل والتعاون مع الجيش في تنفيذ الـ1701
المزيد
بعد حالة الذعر في المدارس جراء القصف الاسرائيلي للضاحية.. هذا ما قاله الحلبي
المزيد
سيارة "مشبوهة" في راشيا!
المزيد
السفارة الأوكرانية: التهديدات الصاروخية ضد أوكرانيا مستمرة
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
بوغدانوف التقى مستشار عون ودعوة إلى الاسراع في تأليف حكومة للتغلب على الأزمات
المزيد
المقاومة: قصفنا قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية
المزيد
وديع الخازن: ضغط خارجي لحمل الضالعين بصفقات على إعادة الاموال وإلا..
المزيد
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 7 نيسان 2022
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
علماء المناخ يحذرون من أن انبعاثات الوقود الأحفوري ستبلغ مستوى مرتفعا جديدا
مؤشرات علمية.. 2024 العام الأشد حرارة في التاريخ
روسيا.. ابتكار مواد جديدة تحارب جفاف التربة
الأمم المتحدة: نقص التمويل يعيق جهود التكيف مع تغير المناخ
روسيا.. ابتكار خبز خاص لمرضى السكري بمكونات بيولوجية نشطة
COP29.. رئيس دولة الإمارات يؤكد أهمية تسريع العمل المناخي