#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا تُتعبوا رؤوسكم كثيراً:
لا في شكل الحكومةِ ولا في المشاكلِ المحيطةِ بها ، ولا في الأزماتِ والملفات التي سترثها من حكومة الرئيس حسان دياب ...
بل ركِّزوا على امرٍ واحدٍ :
إنه الترسيمُ، وتحديداً: الجوهر.. الترسيمُ البحري ، وبعد ذلك كل شيءٍ تفاصيل ...
" خفيفُ العقل " مَن يتوهم أن الدول تتدخلُ من اجلِ إعطاءِ هذه الحقيبةِ الوزارية لهذا التيار او الحزب او المذهب أو الطائفة ...
هذا وهمٌ ! الدول تضعُ الخارطةَ الكبرى امامها ،" تُلوِّن " مصالحها على الخارطة ، وبعد ذلك تدخل في التفاصيل :
***
هل مَن يُصدِّقُ ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زار بيروت مرتين ووعد بزيارةٍ ثالثةٍ في كانون الأول المقبل، فقط من أجلِ تثبيتِ الحكومةِ الجديدةِ؟
وها هو الديبلوماسي الرفيع ديفيد شينكر يصل إلى بيروت ، لا من أجل الحكومةِ فحسب، بل من اجل المشاركةِ في الإجتماعِ الأول في الناقورة واخذِ الصورةِ التذكارية .
وليس بالتأكيد من اجل الحكومة فقط .
فهل يُعقَلُ ان يأتي شينكر إلى بيروت فيما الحملاتُ الإنتخابيةُ في بلادهِ في أوجها قبل عشرين يوماً بالتمامِ من الإنتخاباتِ الرئاسيةِ؟
إنه صراعُ الخرائط ، وليستِ الازمةُ اللبنانيةُ سوى تفصيلٍ صغيرٍ فيه ،
فليخففْ اهلُ السلطةِ عندنا من التعالي والعنادِ؟.
***
ونقول للحاكمين والمتحكّمين ان الكرةَ الارضيةَ لا تدورُ حولكم.
إهتموا " بترسيمِ الحدودِ " الذي ينفعُ شعبكم :
"ترسيمُ الحدودِ" بين مسؤوليةِ السلطةِ ودورها في حفظِ حدودِ بلدنا.
" ترسيمُ" توفيرِ الدواءِ والبنزين والمازوت والقمح والموادِ الغذائيةِ الضرورية .
" ترسيمُ الحدودِ" بين واجباتِ المصارف وحقوقِ المودِعين ..
***
ما لم تتحقق كل مستوياتِ " الترسيم " ، فإن الاوضاع ستبقى على حالها ،
ويُخطئ مَن يعتقد ان الوصول الى السرايا، اهميته ان جميع الفرقاء بنفسِ الوتيرةِ والحزمِ من اجل تحقيقِ الاصلاحات !
قبل " الرسمِ "، تذكَّروا جيداً ، اذا كانت تُسعفكم الذاكرة ، بأن ما نحن فيه منذ عمرٍ هو بسببِ سياساتكم الخاطئة التي اوقعتِ البلدَ في التهلكة ،
ولو لم يكن الامر كذلك ، لَما صرخَ ثوار 17 تشرين بصوتٍ واحدٍ : " كلّن يعني كلّن " .
ووصل صُراخهم الى المجتمع الدولي ليأخذَ مبادرتهم اولاً "بترسيمِ الحدودِ".
***
اليوم الأربعاء ينعقد الإجتماع الأول لمفاوضاتِ الترسيم .
غداً الخميس " ترسيمُ " استشاراتِ التكليف .
عسى ان تمر كلُ المراحل دون ترفِ المماحكاتِ الماضيةِ من اجلِ "الحصصِ والمحاصصة" ،حيث لم تتركوا فترةَ سماحٍ للوطن.