#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كأوراقُ تشرين تتساقطُ معالمُ الدولة وتتلاشى مع اطلالةِ كل صباحٍ... وجوهُ الناسِ المنتظرةِ بحزنٍ مصيراً لا تعرفُ معالمهُ تبدو شاحبةً كشمسِ الصيفِ التي تأخذُ معها الحياة قبل الرذاذِ فالعاصفةُ...
هو القلقُ الذي يصيبُ الجميعَ من ربِ البيت الذي لا يعرفُ، إذا رُفعَ الدعمُ عن الاساسيات كيف سيتعاملُ مع الرغيفِ والدواءِ والنقلِ والتدفئة الى الطالبِ الذي ينتظرُ افراجاً عن الدولار الطالبي اذا اراد السفرَ للعلمِ او للهجرةِ، واذا اراد البقاءَ عن سبلِ دفعِ الاقساط في الجامعات والمدارس التي وكما يبدو تتعاملُ مع الناس وكأن لا ازمةَ... الامثلةُ عن الناس المنتظرين بقلقٍ كثيرةٌ.
***
وهم على بعدِ اسبوعين من الذكرى السنوية الاولى لانطلاقِ ثورتهم التي يخشوْن عليها من التلاشي ومن الوهنِ ومن الاجانداتِ ومن السمومِ... لا يعرفُ الناسُ كما السياسيون مخارج للازمة.. ليس في الأفقِ ما يشيرُ الى اقترابِ موعدِ الافراجِ عن الحكومة ولا حتى في تعيينِ موعدٍ للاستشارات...
وحدها كورونا مع ارقامها المتصاعدة والمتفلّتة مستعجلةٌ في حصدِ المزيدِ من الاصاباتِ والضحايا، اما من يُديرنا من مسؤولينَ فينتظرون فرجِ الانتخابات الاميركية وما قد تفرزهُ من نتائجَ لصالحِ هذا او ذاك.. وهل تولدُ حكومةٌ ام لا؟ وهل نحصل على مساعداتٍ ام لا ؟
والى ذلك لم يعد احدٌ يعرفُ ماذا حلَّ على سبيلِ المثالِ بالمفاوضات حول اليوروبوندز ومتى سيبدأ الدائنون باقامةِ الدعاوى على لبنان؟ وأينَ خطةُ صندوقِ النقدِ وماذا تفعلُ شركة لازار؟
***
وهنا تؤكدُ مصادرُ موثوقةٌ مطلعةٌ على الاوضاعِ النقديةِ الى ان الآفاق ليست مقفلةً بالكامل على صعيد الوضع النقدي وما ألمحَ اليه حاكمُ البنك المركزي من ان الازمة "الحادةَ" قد اصبحت وراءنا، قد يكونُ الى حدٍّ كبير صحيحاً ولا سيّما مع مجموعة التعاميم القاسية التي ألزمتِ المصارف بالكثيرِ من الاجراءات لاعادةِ ضخِ بعض "المال FRESH " من الخارج الى الداخل إن لناحية اعادة رسملةِ المصارف او لناحيةِ اعادةِ بعضِ الاموال من الخارج.
تبدو الصورةُ بالنسبةِ لكثرٍ من مجموعةِ القطاع المصرفي الى حدٍ معين غيرَ قاتمةٍ رغم سوداويةِ كل المشهد المرافق ان على صعيدِ غيابِ الاصلاحات، وان على صعيدِ العقوبات، وان على صعيد سقوطِ المبادرة الفرنسية أقلهُ في الوقتِ الحاضر... وهي لا تستشعرُ خطورةَ المعلوماتِ المتداولة عن تغيير سعر الصرف لدى المصارف او سعر الصرف الرسمي او حتى تحليقٍ كبيرٍ لسعرِ الصرفِ في السوق السوداء... وهي رغمَ المعرفة الكبيرة بوجودِ شبكةٍ استهدفت لبنان بكل قطاعاته بمن فيها المصرفية تقول: ربما تجاوزنا الانهيارَ الكبيرَ والافلاساتِ على صعيدِ المصارف.
***
ما ننقلهُ لا يُعطي صكَ براءةٍ لاحدٍ عن الارتكاباتِ التي جرت بحقِ الناس والمودعين والثقةِ بالبلد وغير ذلك لأنه ان صحَّ يفتحُ ضوءاً في النفقِ الكبيرِ المظلمِ الذي دخلهُ اللبنانيون ولا يعرفونَ الوصولَ الى مخرجِ النهاية...
وهذا لا يعني ان اموالهم المحتجزة والمجمدة والمصادرة والتي شئنا ام أبينا تخضعُ "للهيركات" بشكلٍ يومي...
لكن ما باليدِ حيلةٌ والجميعُ رهائنُ في بلدٍ يقعُ رهينةَ الصراعاتِ والمحاورِ والمؤامراتِ حتى اشعارٍ آخر...
بانتظارِ يومِ الغضبِ الكبيرِ الآتي....