#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مجدداً ، ألله يحمي لبنان ...
المسألةُ ليست بسيطةً على الإطلاق ... والامورُ معقدةٌ حتى اقصى درجاتِ
التعقيد ، ومَن يتوهمُ أن الامورَ بسيطةٌ ، يكون منسوبُ الوهمِ مرتفعاً جداً في رأسه
... لم تعدِ الأمور تُحتملُ " لبس الكفوف "... المطلوب نزعُ الكفوفِ وكشفُ كل ما هو مستورٌ بشفافيةٍ وموضوعيةٍ وجرأةٍ ، فمن حقِ الناسِ ان تعرفَ ماذا يجري ؟
***
الرئيس المكلف مصطفى أديب جاء بمباركةٍ فرنسيةٍ ، وضع الرئيس إيمانويل
ماكرون رصيدهُ السياسي على الطاولةِ التي جلس معه عليها حزب الله ممثلاً برئيس
الكتلة النيابية للحزب النائب محمد رعد .
هناك مَن اعتقد بان " الديبلوماسية وجهاً لوجه " كافيةٌ للإقناع ،
لكن ما فات الديبلوماسية الفرنسية ان حزب الله على الطاولة لا يعني ان إيران تسيرُ في الخياراتِ الفرنسية ، فإيران تتطلعُ للجلوس إلى الطاولةِ مع واشنطن وليس فقط جلوس حزب الله مع فرنسا ...
***
لكن ما يهم اللبنانيين من كل ذلك ان الأملَ بولادةِ حكومةٍ جديدةٍ قد تبخَّر ، فماذا يعني ذلك ؟
يعني اولاً أن حكومةَ تصريفِ الأعمال برئاسة الدكتور حسان دياب باقيةٌ تُصرِّفُ الأعمال ،
مع ما يعني ذلك من إحباطِ الناس الذين يرون في حكومةِ حسان دياب فشلاً ذريعاً ، فهذه الحكومةُ فشلت في كل الملفات ومن أبرزها :
1- الفشلُ في إبعادِ شبحِ الإنفجار عن مرفأ بيروت ، مع كلِ ما يعني ذلك من
خسائرَ لن يكون بمقدورِ لبنان تعويضها قبل عشرةِ اعوامٍ على الأقل .
2- الفشلُ في وضعِ مخططٍ للتعويضِ عن الخسائر التي أصابت نصفَ العاصمة .
3- الفشلُ في ضبطِ تفشي فيروس كورونا على رغم كل التعبئةِ العامة والإقفالات
التي حصلت، فاضاعت الموسمَ السياحي وتكادُ ان تضيِّعَ السنةَ الدراسية .
4 - فشلت في ضبطِ الوضع النقدي فأصبحت هناك اربعةُ أسعارٍ للدولار :
دولار مصرف لبنان ، دولار المصارف ، دولار السوق السوداء ، دولار الكاش .
ولكن ماذا يهم المواطن بعد من هذه الحكومة ؟
فالضربُ في الميتِ حرامٌ . لكن المشكلةَ الكبرى ان المواطن مازال يعيشُ في ظلِ " حكومةٍ ميتة " فحتى في ظل صلاحياتها الكاملة لم تقم بشيءٍ ، فكيف اليوم وهي في ظلِ تصريف اعمال ؟
***
معضلةُ الرئيس المكلَّف انه من جهةٍ لا يستطيعُ السير بالشروطِ التي وُضعت عليه بأن يختارَ الثنائي الشيعي الوزراء الشيعة ويحتفظ بحقيبةِ المال ،
ومن جهة أخرى ان يشكلَ حكومةً بغيرِ رضى الثنائي الشيعي لأنه يُخشى ان يقاطعها الشيعة ،
فماذا يحصل في هذهِ الحال ؟
البلدُ امامَ إنهيارِ... الانهيارِ.