#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فيما الحديثُ يتنامى حولَ إمكانيةِ بقاءِ القواتِ الاسرائيليةِ في بعضِ مواقعِ الجنوبِ حتى بعدَ إنقضاءِ مهلةِ الستينَ يوماً على اتفاقِ الهدنةِ،
يأتي الموفدُ الاميركيُّ آموس هوكستين في آخرِ زيارةٍ لهُ قبلَ مغادرةِ بايدن البيتَ الابيضَ، في مهمةٍ تبدو تخديريةً وتحذيريةً في آنٍ معاً:
تخديريةٌ لناحيةِ العجزِ عنْ ضبطِ الخروقاتِ الاسرائيليةِ جنوبا والتمادي في تخطِّي وقفِ إطلاقِ النارِ،
وتحذيريةٌ في الوقتِ نفسهِ لناحيةِ عدمِ قيامِ حزبِ اللهِ بواجباتهِ جنوبَ الليطاني كما شمالهُ.
***
وهنا تتساءلُ مصادرُ ديبلوماسيةٌ غربيةٌ عمَّا قالهُ امينُ عامِ "الحزبِ" لناحيةِ تفلُّتِ "الحزبِ" منْ أيِّ اتفاقٍ،
ويوازيهِ في الوقتِ نفسهِ كلامٌ في غيرِ مكانهِ ولا زمانهِ لأحدِ مسؤوليهِ الامنيينَ منْ موقعِ إغتيالِ السيد حسن نصر الله،
فالفوقيةُ التي تحدَّثَ بها ولغةُ التهديدِ للمطارِ كما تأكيدهُ التدخُّلَ في القضاءِ، طريقةٌ لا يُعقلُ أنْ تكونَ مستمرَّةً بعدَ كلِّ الذي حدثَ مع "الحزبِ" ومع لبنانَ،
بسببِ أداءِ وممارساتِ "الحزبِ"،
منْ هنا تبدو التساؤلاتُ كبيرةً حيالَ ما قد يجري جنوباً وفي الوقتِ نفسهِ حيالَ الاستحقاقِ الرئاسيِّ المعلَّقِ والذي جاءَ آموس هوكستين ليتحدَّثَ بهِ رغمَ سقوطِ ادواتهِ التنفيذيةِ قبلَ 15 يوماً منْ نهايةِ عهدِ بايدن،
ومع ذلكَ يبدو الكلامُ الاميركيُّ واضحاً حيالَ المطالبةِ بانتخابِ رئيسٍ بمواصفاتٍ محدَّدةٍ، وهو يلاقي الضغطَ السعوديَّ باتجاهِ العماد جوزف عون قائدِ الجيش.
ولكنْ كيفَ تتمُّ تلبيةُ هذا المطلبِ الذي ووجهَ بتحفُّظٍ قواتيٍّ وبرفضٍ شيعيٍّ واسعٍ فضلاً عنْ الفيتو العونيِّ وبعضِ المستقلينَ؟
***
ثمَّةَ رهانٌ على إتصالاتِ الساعاتِ المقبلةِ لتذليلِ العقباتِ، لا سيَّما وأنَّ الرئيس بري كما الموفدَ السعوديَّ أعطيا بعضهما مهلةَ 48 ساعةً للتشاورِ،
فيما الترجيحُ الأكبرُ هو بعقدِ جلسةٍ يطيرُ فيها النصابُ او تشتَّتُ اسماءُ المرشَّحينَ بحيثُ لا يمكنُ الوصولُ حتى إلى أكثرَ منْ 30 او 40 صوتاً لمرشَّحٍ واحدٍ.
وعليهِ تتأجلُ الجلسةُ إلى مزيدٍ منْ المشاوراتِ والاتصالاتِ التي قد تُفضي إمَّا إلى شبهِ إجماعٍ على جوزف عون، او على مرشَّحٍ توافقيٍّ.
ومع ذلكَ ثمَّةَ منْ يراهنُ على أنْ تكونَ الجلسةُ منتجةً يومَ الخميسِ وسطَ الحاجةِ الماسةِ إلى انتخابِ رئيسٍ،
ونظراً للفوضى التي يتعاملُ بها "النجيبُ" مع الملفاتِ، وآخرها مجموعةُ مشاريعَ قوانينَ على جدولِ اعمالِ مجلسِ الوزراءِ اليومَ، وفيها منْ الخفَّةِ ما يكفي، وأبرزها التعديلاتُ على قانونِ النقدِ والتسليفِ،
ومشروعِ إعادةِ هيكلةِ المصارفِ الذي يتابعُ نهجَ المؤامرةِ على البلادِ والمودعينَ والمصارفِ...!