#الثائر
يهيمن هاجس تفشي موجة ثانية من وباء « كورونا » على العالم، في الوقت الذي بدأت عدة دول في تطبيق خطة تدريجية لتخفيف تدابير حجر صارمة عزلت نصف البشرية. ويجد قادة العالم أنفسهم أمام وضع غير مسبوق، يحتّم عليهم فرض تدابير وقائية مشددة، ترافق إعادة فتح القطاعات الاقتصادية بمستويات مختلفة خلال الأسابيع المقبلة.
وتوقعت دراسة أميركية أن يستمر انتشار وباء «كوفيد - 19» لفترة طويلة تتراوح بين 18 شهراً وعامين، وبالتالي أن تستمر إجراءات العزل، مستبعدة السيطرة عليه دون تطوير ثلثي سكان العالم مناعة ضده. كما رجحت الدراسة التي أصدرها مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة «مينيسوتا» أن يستمر الفيروس في الانتشار عبر موجات عدَّة قد تستمر حتى عام 2022، و«حتى تطور المجتمعات مناعة القطيع».
من جهته، قال الدكتور أيمن الشبيني، أستاذ الميكروبيولوجي في «مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا» بمصر لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا مجال لعودة سلوكيات مثل المصافحة باليد، والأحضان، والتزاحم في بعض المصالح الحكومية التي تتعامل مع الجماهير، كما سيصبح ارتداء الكمامة ضرورياً في وسائل المواصلات العامة والمراكز التجارية»، مشيراً إلى أنه «من دون مراعاة ذلك، ستكون الموجة الثانية من الإصابات أشد وطأة، وقد تضطر (...) الدول إلى العودة إلى الإغلاق من جديد لاحتواء تلك الموجة».
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية ، أمس، أنها تأمل بتلقي دعوة من بكين للمشاركة في تحقيقاتها بشأن «المصدر الحيواني» لفيروس كورونا المستجد. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، طارق ياساريفيتش، إن «منظمة الصحة العالمية ستكون متحمسة للعمل مع الشركاء الدوليين، وبدعوة من الحكومة الصينية للمشاركة في التحقيق بشأن المصادر الحيوانية» للفيروس. إلى ذلك، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدانوم غيبريسوس، إن لديه «مخاوف شديدة تجاه الأثر المحتمل» لمرض «كوفيد - 19»، في «دول ذات نظم صحية ضعيفة».
في غضون ذلك، احتفل العالم بعيد العمّال، أمس، في ظل توقعات اقتصادية قاتمة. وحسب منظمة العمل الدولية، فإن 1.6 مليار شخص على الأقل قد يخسرون موارد رزقهم بسبب العزل والركود التاريخي الناجم عن هذا الإجراء.